في الوقت الذي بدأت فيه حركة النقل الجوي الأوروبية تعود إلى طبيعتها بشكل بطيء، تعكف عدة شركات حول العالم على إحصاء تكلفة أسبوع من الفوضى التي شهدتها الخطوط الجوية. وخلافا لـ 7ر1 مليار دولار خسائر قالت الرابطة الدولية للنقل الجوي إن الشركات التابعة لها تكبدتها، تحاول الشركات أيضا تقيييم حجم خسائر استثماراتها فيما يتعلق بالإخفاق في توصيل الطلبات وتأجيلات الحصول على قطع الغيار وإلغاء المواعيد والموظفين الذين تقطعت بهم السبل.
وهناك نحو 40 في المئة من الصادرات الألمانية يتم نقلها عن طريق الجو، وجاء الذعر من سحابة الرماد البركاني في الوقت الذي يكافح فيه الاقتصاد الأوروبي للتعافي من أكبر ركود اقتصادي تشهده المنطقة منذ أكثر من 60 عاما. واضطر الكثير من مزودي أوروبا بالبضائع والسلع الطازجة إلى التخلص من منتجاتهم، حيث كانت تكلفة إغلاق المجال الجوي واضحة للغاية بالنسبة للجميع.
وقالت صناعة الزهور الكينية إن آلاف الأطنان من الورود المقطوفة تتعفن الآن في المستودعات. وقال جان نجيجي، رئيس مجلس الزهور الكيني لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) :"بالنظر إلى العام الماضي، حيث بلغ حجم صادراتنا 36 مليار شلينج (466 مليون دولار)، وكنا نريد أن نصل إلى نفس هذا الهدف .. لكننا نشهد خسائر بنحو المليار إنها انتكاسة عظمى". كما تعرضت صناعة النقل العالمية لخسائر كبيرة بسبب إغلاق الخطوط الجوية.
وقال وزير السياحة الفرنسي الأربعاء إن خسائر شركات النقل الفرنسية وحدها بلغت 200 مليون يورو حتى الآن (268 مليون دولار). وفضلا عن أكثر من سبعة ملايين مسافر تضرروا من هذه الفوضى التي شهدها مجال النقل الجوي، كانت شركات توصيل الخدمات تحاول إيجاد طرق أخرى للاتفاف حول حظر الطيران الذي شمل أكثر من 300 مطار أوروبي في ذروته.
وقال جويرج ويدمان، المتحدث باسم مجموعة توصيل الخدمات العالمية "دي إتش إل" ، :"ما كنا نفعله في المعتاد مع 50 طائرة فعلناه مع شاحنات ووسائل النقل عبر السكك الحديدية". وأضاف :"لقد سررنا أن مضت الأمور على ما يرام، لأنها كانت من الممكن أن تصبح أسوأ" ، وأشار إلى أن الشركة لم تكن لديها خطط للطوارئ قبل الأسبوع الماضي.
وقال :"لم يكن أحد يتوقع مطلقا أن يغلق المجال الجوي لجميع أنحاء أوروبا أو مناطق عديدة منها".
على الجانب الأخر ، لاشك أن ثمة مستفيدين قلائل من حظر الطيران، في ظل اضطرار كل من المسافرين والشركات إلى البحث عن أنماط بديلة للنقل سواء من أجل الوصول إلى بلادهم أو توصيل بضائعهم إلى الأسواق. فإلى جانب الحافلات والقطارات والعبارات والسيارات وشركات تأجير الحافلات، يبدو أن العديد من سائقي سيارات التاكسي حققوا أكبر نسبة من الأرباح حيث كان بعض المسافرين على استعداد لدفع مبالغ كبيرة مقابل رحلة العودة إلى بلادهم.
وقد نفد ما لدى معظم المسافرين العاديين من مال بسبب أزمة الطيران الأوروبية، التي أرغمتهم على تحمل تكاليف إضافية من أجل الانتظار في فنادق إلى أن يتراجع تهديد الرماد البركاني. وكانت ثمة ادعاءات أيضا من جانب عدد من المسافرين الذين تقطعت بهم السبل بأن بعض الفنادق رفعت أسعارها بشكل كبير للاستفادة من هذه المحنة.
يشكل إغلاق المطارات أحدث انتكاسة للتعافي الهش للاقتصاد الأوروبي