العدد 2785 - الأربعاء 21 أبريل 2010م الموافق 06 جمادى الأولى 1431هـ

الساري ... فنان يبحث من خلال صمته عن أسلوبه بين العتمة والضوء

سيدحسن الساري فنان من جيل الشباب أضاف إلى الفن التشكيلي في البحرين إضافات جديدة مستمدة من روافد الفن العالمي لم تكن معهودة من قبل في أعمال فناني البحرين وهو استخدام العتمة والضوء المباغت للمشاهد ، وهي أعمال يخططها باللون الأسود ومن ثم يضيف عليها الألوان التي لا تتعدى في مجملها ثلاثة ألوان، الأخضر والبرتقالي ولون محايد قد يكون الأبيض أو البنفسجي .

الساري لم يكن فنانا تشكيليا فحسب، كان متعدد المواهب يكتب في الأدب والمقالات النقدية في الصحافة وهو لم يزل طالبا في الجامعة.

لم تقف طموحات فناننا حيال تلك الموضوعات التي كانت سائدة لدى العديد من فناني البحرين والمتمثلة في الرسم من البيئة والتراث، إنما تعدتها التجربة الذاتية للبحث عن الأسلوب الأثير إلى نفسه والذي يحاول من خلاله الخروج بمفهوم جديد وبمضمون أساسه قضايا الإنسان، مع الأخذ بتطبيق تقنيات عالمية غير معهودة لدى أقرانه من الفنانين الشباب مع الالتزام بالخط العالمي للفن المعاصر المهيمن على سوق الفن.

إن هذه الأفكار التي يطرحها سيدحسن لم تأتِ من فراغ إنما هي تراكمات ثقافية وتجربة مر بها الفنان منذ بدأ يرى ما حوله من رسامين يتشاركون في المعارض المحلية من هنا أدرك أنه لابد له أن ينخرط في هذا المجال الثقافي الذي كان يعج بالعديد من الهواة والفنانين الشباب، كان يتلمس طريقه نحو عالم الفن واسع الأفق بهدف التعلم من تجارب الآخرين.

في البداية كانت المدرسة هي المكان المناسب لتنمية ملكاته الفنية وصقل مواهبه من خلال مشاركاته في المعارض والنشاط المدرسي.

كانت تجربته الأولى هي رسم ما يشهده من حوله من مناظر القرية التي يعيش فيها «قرية سار» الإنسان، والبيئة التي تحيط به في وكان يعرض أعماله في المعارض التي تقام في العديد من المناسبات.

وفي خضم المشاركات المستمرة هنا بدأ يبرز الفنان سيدحسن الساري كفنان في طليعة فناني البحرين من خلال أسلوبه الجديد والذي يأتي من مضمون أساسه الضبابية والضوء المنبعث من المساحة المعتمة، إن الشخوص التي يسلط عليها الضوء تمثل المضمون الذي يمثل الهدف المراد إبرازه في العمل الفني. وميض ضوء منبعث يمثل البعد ويبهر المشاهد

البعد الجديد في مسيرة الفنان الساري

كانت جمعية الفن المعاصر وخاصة مرسمها العامر بالحركة طيلة أيام السنة هو المكان الأثير الى نفسه؛ إذ يحتضن هذا المرسم العديد من الرسامين المجيدين، ومن هذا المكان بدأ رسامنا مشواره نحو الانطلاق إلى الآفاق الفنية التي عرفته على العديد من المدراس الفنية العالمية من خلال البحث في مخزون ما تحويه الجمعية من كتب ودوريات، وقد وظف الكثير من مفاهيم الفن العالمي في أعماله الجديدة مستلهما كل جديد في عالم الثقافة المعاصرة عن الفن التشكيلي.

كانت نجاحات فناننا تكمن في دوره في تفعيل لجنة العلاقات العامة في الجمعية فقد وظف علاقاته الشخصية بالعديد من أصدقاء الفن من المحليين والأجانب في البحرين وكذلك من خارج البحرين وخاصة من التجمعا ت الفنية في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، كجمعية أتيله النسائية.

وانعكست معرفته على النشاط الذي أقامه العام 2009 عندما دعى مجموعة من الفنانات التشكيليات من مرسم أتيليه في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية للعمل في جمعية البحرين للفن المعاصر في نشاط فني مشترك مع أعضاء الجمعية.

كانت مشاركات الفنان سيدحسن الساري في الدورات والمشاغل الفنية، في المغرب ولبنان وجمهورية مصر العربية قد أعطته فرصة للتعرف على العديد من أساتذة الفن في تلك البلاد وكذلك المهتمين بالثقافة وكونت لديه حصيلة فنية ومعرفة بما يدور في هذا العالم الواسع.

العدد 2785 - الأربعاء 21 أبريل 2010م الموافق 06 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 5:12 م

      فنان مبدع يحتاج الى رعاية

      هذا الفنان الصغير سنا الكبير موهبة وابداعا حقق المركز الاول بين عدد كبير من الفنانيين الا يستحق الرعاية والاهتمام ؟ بل انه يحتاج الى من يحتضن موهبته الفنية المبدعة والمتميزة .امنية لك يا ابن قريتي ان تحرز المراكز الاولى دائما حتى على مستوى العالم انت فنان جميل فقط ارجو ان تبرز قضايا وهموم قريتك .

اقرأ ايضاً