مع اليوم الجميل الذي تعيشه الرياضة البحرينية اليوم (الأربعاء) بالتكريم الملكي للإنجازات الكثيرة التي تحصلها رياضيو البحرين، كان لزاما علينا أن نشيد بمثل هذه الأيام التي من شأنها أن تغير شكل الرياضة لدينا في البحرين عرضا وطولا.
الأسبوع الجاري كان مثاليا جدا من هذه الناحية، فمن إعلان رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة الشيخ فواز بن محمد عن جائزة وكأس التفوق الرياضي وجوائز التفوق للفئات العمرية على مستوى الأندية الوطنية، إلى الدعم المثالي من اتحاد السلة إلى فرق الدوري وفريقي المحرق والأهلي ولاسيما نظير مشاركاتهما الخارجية المقبلة، انتهاء باليوم الخرافي الذي حلم به كل رياضي حقق حلم البحرين بإنجازات خارجية، ولاسيما الإنجاز التاريخي الذي حققه منتخب كرة اليد بالتأهل إلى مونديال كأس العالم بالسويد العام المقبل، كأول إنجاز لمنتخب جماعي يتأهل لمثل هذه المحافل.
في مقابل كل ذلك، يتمنى الكثيرون وأبرزهم أصحاب الإنجازات أن لا يقف تكريمهم عند هذا الحد، إذا ما عرفنا أن التكريم الحالي استثنى الكثيرين الذين حققوا الألقاب الجماعية والفردية ورفعوا راية البحرين خلال العام الجاري 2010، وهم الذين سيكون لزاما عليهم انتظار تكريم آخر، ربما يكون في العام 2013، أي عدد السنوات التي دخلت في تكريم هذا العام من بداية العام 2006 وحتى نهاية العام 2009، وربما تكون جائزة التفوق الرياضي خطوة جبارة في طريق السير على سكة غير تلك التي تعود عليها أصحاب الإنجازات بالبقاء سنوات منتظرين تكريما خالدا من دولتهم التي فدوها بتحقيق إنجاز فريد.
حقيقة هي أن التكريم الحالي سيكون دوره مهما في انطلاقة الرياضيين أصحاب الإنجازات أنفسهم في تحقيق أشياء مماثلة أو أكثر، لكن كان لهذا التكريم أن يكون أجمل وأروع، فيما لو تحقق في ظرف الأيام القليلة التي تلي الإنجاز المتحقق، وهو ما يجب على المؤسسة العامة باعتبارها الممسك لمقود الرياضة البحرينية أن تعرفه، من دون أن نمهل هؤلاء اللاعبين سنوات وسنوات من أجل أن يحظوا بحفنة من الدنانير بالإمكان توفيرها في ذلك الوقت كما هو الآن، أو حتى بوظيفة عمل لائقة كان بالإمكان إعطاؤها لصاحب الإنجاز حينها لو أراد المسئولون ذلك، هذا ما يتمناه الرياضيون أولا وأخيرا، من دون أن ننسى من جديد الإشارة إلى أن المفاجآت التي أعلنها رئيس المؤسسة تستحق الإشادة من جديد.
أعادت لنا صور المشاهد المخجلة والأليمة التي شاهدناها جميعا خلال مباراة الجارين باربار والاتفاق في الدورة الرباعية لدوري شباب اليد، تلك المشاهد الفظيعة التي نشاهدها في الملاعب الأوروبية من ضرب ودماء، وربما لا ننسى كيف تزينت صور مباراة روما ولاتسيو يوم الأحد الماضي بالدوري الإيطالي بالدماء، نجد الآن ملاعبنا الصغيرة قد تلونت باللون نفسه، فهل هي مفارقة أم هي الحقيقة؟
هي الحقيقة التي لا يمكن السكوت عليها وهو ما حصل من جمهوري الفريقين سواء، وأدت إلى ما أدت إليه من دماء وإصابات في الجانبين، والأدهى من ذلك رسم صورة غير طيبة عن الرياضة البحرينية التي لا تتحمل في الأصل أمثلة من ذلك.
لا نريد أن نبرئ أحدا مما حصل، سواء اتحاد اللعبة بعدم حزمه في مسألة تحديد أماكن جمهور الفريقين منذ البداية كما هو الحاصل في جداول دوري الدرجة الأولى، ولا حتى إدارات الناديين ولا جمهور الفريقين اللذين كان يغلب عليهم كبار السن، وبالتالي نتمنى أن تتحمل كل الجهات خطأها في هذه القضية وأن يكون الرد على مثل هذه الحوادث صارما، حتى لا تكون حينها القرارات منطلقا لعودة الشغب.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 2784 - الثلثاء 20 أبريل 2010م الموافق 05 جمادى الأولى 1431هـ
شكرا
شكرا عمو على هذا المقال