تُعَدُّ زيارة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود زيارة أخوية تاريخية، وما نتج عنها من ترحيب من قبل الشعب الأصيل، يذكّرنا بالمواقف السابقة للطيبين الأصيلين؛ فما هي إلا تمازج حي يزيد من العلاقة القوية التي نتجت منذ 140 عاما.
لقد قرأنا في الصحف المحلية عن الزيارة التاريخية لآل سعود في ضيافة عائلة الخاطر بالمحرّق، وما تبعتها من أحداث أعقبت تعاون بين آل سعود وآل خليفة، عندما حطّ الملك عبدالعزيز وأبوه الإمام عبدالرحمن الفيصل آل سعود رحالهم بمسجد بن خاطر الكائن في مدينة المحرّق، حين لمح وجودهم الوجيه محمد بن حسن الخاطر فاستضافهم في منزله المقابل للمسجد.
وبعدها توجّه بهم إلى حاكم البحرين آنذاك الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، الذي قام بمناصرة إخوته من آل سعود، ومدّهم بالمال والذخيرة والخيول، وقد نتجت عنه بعد ذلك روابط أخوية قويّة بين الطرفين.
وقد ذكر هذا الموقف الشاعر عبدالمحسن الصحّاف في قصيدة مطلعها الآتي:
واذكر أبا أحمد شيخ الفريق وقد
ناب المحرق إعسار بتغريم
فهب يُجزي العطايا غير مكترث
حتى استدان ليعطي كل معدوم
محمد الحسن بن الخاطر انفتحت
له كنوز المعالي دون تقليم
هو استضاف أمير العرب في عسر
عبدالعزيز وخُويَيْهِ بتكريم
مذ أمَّ مسجده في ليل مظلمة
فبات فيه بتحنان وتنعيم
فقام معه إلى عيسى المليك ولم
يدعه إلا على عز وتعظيم
الأصول العربية تقضي دائما بإكرام الضيف وإيوائه، والحرص على معاملته بأحسن التعامل، وهذا ما قامت به عائلة الخاطر، ولو لم يكن اللقاء الأول بين آل سعود وأهل البحرين لقاء حميما مرتبطا بعادات العرب، لما انبنت هذه العلاقة والأخوة بشكلها الصحيح.
الحمد لله أن شعب البحرين معروف منذ القدم بإكرام الضيف وحسن معاملته، لا لشيء إلا لأنه جزء لا يتجزّأ من «شيم العرب»، أما هذه الأيام فإن اختلاط البيئات لا تساعدنا على فرض الانطباع نفسه الذي أخذه ابن سعود عندما التقى بالإخوة أسرة الخاطر، والذي يذكره التاريخ لهم ببصمة فريدة وجميلة.
مما يعصر القلب عندما تجد أهل البحرين لم يعودوا كما هم، وعندما تجد «فريجا» كاملا له تاريخه، كفريج «بن خاطر» يتحوّل إلى مأوى للغرباء والمجنّسين الجدد، ولا يبعث بالأمل إلى إحياء المنطقة بالطريقة الصحيحة المعهود عليها سابقا، برغم أن وزيرة الثقافة والإعلام الشيخة مي بنت محمد آل خليفة تحاول إعادة إعمار المراكز التراثية والمهمّة في «المحرّق» وهي مشكورة على ذلك.
مهما قمنا بتعديل المنطقة ومهما حاولنا تأسيس المكان مرّة أخرى، إلا أنّ وجود المنطقة لا يمكن أن يتم من دون وجود أهلها وناسها الحقيقيين، وليس مجموعة من الآسيويين تحوم حول هذه المنطقة العريقة من البحرين.
توجّهنا إلى مسجد «الخاطر»، حيث كان لقاء الملك عبدالعزيز هناك بعد أن صلّى فرضه، وتعرّف على أهل المسجد، وحاولنا التعرّف على بحريني أصلي واحد فيه فلم نجد، فالمصلّون لم يعودوا من نعرفهم، والمسجد ضُمّ إلى إدارة الأوقاف السنية، ولم يعره أحد اهتماما، مع أنه مسجد دخل التاريخ بوقفة أهله واستضافتهم لملك المملكة العربية السعودية.
للأسف الشديد نجد أن هذا المسجد التي تتحدث جدرانه وتنبض عن وقفات تاريخية، مهملٌ بالمرّة، ومدرسة محمد بن حسن الخاطر المتبوعة بالمسجد، والتي كانت في يوم من الأيام مدينة لتلقّي العلوم الشرعية، أصبحت مرتعا للأجانب من العمّال.
وكذلك لا يخفى علينا أن بيت الخاطر أصبح مهدّدا من قبل وزارة البلديات لهدمه، وقد طالت بالفعل يدها هذه الأيام بعض أجزاء البيت، مع أنه مكان تاريخي للبحرين والسعودية.
فهل تتّحد وزيرة الثقافة التي عوّدتنا على اهتمامها بهذه الأمكنة مع إدارة الأوقاف السنية وعائلة الخاطر، لإحياء هذا التراث العريق، ولتجدد تاريخا لم يمت إلى الآن في الكتب الرسمية للدولة؟
إننا بانتظار تحويل مسجد الخاطر ومدرستهم وبيتهم إلى معلم يحضره القاصي والداني، حتى نزيد من ثقافة أبنائنا في تراث أهلنا الأصيل.
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 2784 - الثلثاء 20 أبريل 2010م الموافق 05 جمادى الأولى 1431هـ
تعلموا
لله درك يا بنت العم
شكر وتقدير
الاخت مريم الشروقي اتقدم بالشكر والتقدير لمقالك وقلمك النظيف نحو ابراز المعلم التاريخي بمدينة المحرق بمملكة البحرين وكرم الضيافة لاسرة الخاطـر لهو دليل على رفعة قلمك وشأنك نحو المستقبل الاعلامي الشريف
تحياتي
ابو فيصل
مقال رائع جدير بالاهتمام وشكرا يا أخت مريم
أشكر الكاتبة على المقال وياريت يتم المحافظة على الباقي من المعالم الأثرية في فريج البن خاطر وغيره من الفرجان في المحرق والمنامة وما في شك ان الحدث التاريخي الذي ذكرته الكاتبة عن استضافت اسرة الخاطر لجلالة الملك عبدالعزيز لهو جدير بالاهتمام من جانب الجهات المسؤولة فهو جزء من تاريخ المحرق وأهل المحرق الطيبين الأصيلين والله يحفظ ولاة أمرنا ويديم عزهم..وشكرا
خل المجنسين ينفعونك
جاينكم الدور و الكاتبة جزاها الله خير قالت الواجب اللي عليها و حذؤرت اكثر من مرة.
الزائر 1 كلام اللي قلته مردود عليك
لأن الكاتبة الشريفة, تلوم الحكومة اللي جنست و وطنت الأجانب و مثل ما قلت المجنسين ما هاجموا اهل المنطقة و اخذو بيتهم بالغصب!! و المجنسين بعد حصلوا على الجنسية و استوطنوا, بموافقة و رغبة من الحكومة يعني ما هاجموا الحكومة! شكرآ للكاتبة و شكرآ لكل كاتب و مواطن شريف يحذر من كابوس التجنيس الذي يقض مضاجعنا و يفرق اهل البلد ليل نهار.
19
هههههههه كنت متراهن وياا رفيجي ان بتقولون لي مجنس خخخخخ انا مواطن اصل وفصل! مع ان كل الي حصلوا الجنسية اعتبرهم مواطنين والي مب عااجبه عند البحر!! وانا ماغلطيت على الاستاذة مريم! بس حبيت اقولها لا يااخذج الحقد والكرااهية لخلق الله!
كلنا عبيد الله وكلكم من ادم وادم من ترااب واكرمكم عند الله اتقاكم!! تركي عنج سالفة الجنسين! خليهم ع صوب! في اشياء اهم! خلاص صارو بحرينين! شئنا ام ابيناا!
زائر 2 عسى القولون يكون من نصيبك / نصيبج ههههه
اسأل الأوقاف السنية
المسجد و المدرسة صار وقف تهتم فيه الاوقاف السنية ، اسألهم ليش ما يهتمون بالمسجد و المدرسة و ليش مأجرينها على عمال ، بتعرف الرد
شكراً بنت الشروقي
اكتبي يا بنت الشروقي، وما غاب هالقلم الوطني النظيف. وما عليك من هالمجنس اللي ما ندري من أي حفرة طالع لنا.
لا تتركون دياركم حق الأجانب
الحين عائلة الخاطر وينهم عن بيوتهم ليش هجروها كان المفروض يجددونها ويسكنونها والمسجد كان المفروض يحافظون عليه ويتابعونه.إذا الكل طلع من بيته وأجره إلى الأجانب صارت مشكلة وهذا هو الحاصل في العاصمة المنامة
يبين عليك مجنس هههههههههه
اشوف حمصتك محترقة على لبنية مسكينة حاسب على معدتك لاتصيبك .. لو يجيك القولون يا ولد الوطن ههههههههههههههههههههههه .. ياللي مسمي روحك 19
19
استاذة مريم صباااح الخير!!
طيب اتلومين المجنسين ع قولتج والاسيوين ليش!!؟ كأنهم هاجموا اهل المنطقة واخذو بيوتهم بالغصب! اهل المنطقة هم الي اجرو البيوت لهؤلاء وهم الي باعوا بيوت لهؤلاء! فليش اتلومين ( المجنسين) الي مسوين لج عقدة وكابوس!! لا ليلج ليل ولا نهارج نهار!