صرح رئيس البنك الدولي، روبرت زوليك، أن الأزمة المالية العالمية في العام 2009 أدت إلى زوال الأنمطة التي سادت لوقت طويل على الاقتصاد والتنمية في العالم، مثل «العالم الثالث» و»الشمال - الجنوب».

ففي خطاب تمهيدي لاجتماعات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في الأسبوع المقبل، صرح زوليك أن العالم في حاجة إلي «جيوسياسات جديدة واقتصاد متعدد الأقطاب؛ إذ يُمثل الجميع تمثيلا منصفا، لا عبر نوادٍ لأقلية».

وأضاف زوليك «على مدى عقود طويلة، تناقش باحثو الأمن والسياسات الدولية بشأن نشأة نظام متعدد الأقطاب (...) حان الوقت الآن للإقرار بالأفق الاقتصادي الجديد».

هذا وبينما يستحق الفقر والدول المخفقة اهتماما متواصلا، بحسب رئيس البنك الدولي، «فإن الأسلوب الذي ينبغي أن نتبعه لمعالجة مثل هذه القضايا قد تغير أيضا (...) فقد بطل أسلوب تصنيف العالم بين عالم أول وثالث، بين مانحين ومتوسلين، بين قائدين ومنقادين».

وأعربت الباحثة بمنظمة أوكسفام إنترناشيونال، إليزابيث ستوارت، عن مشاطراتها قول زوليك، إن التنمية ليست مسألة خيرية وإن النمو القوي لاقتصاد أفقر دول العالم يأتي لمصلحة الجميع.

لكنها أشارت في حديثها لوكالة إنتر بريس سيرفس إلى وجود «ثغرة» بين دعوة زوليك لتمثيل أكثر إنصافا في المؤسسات المالية المشرفة على الاقتصاد العالمي، وبين الإصلاحات التي يدرسها البنك الدولي الذي يترأسه.

فمن المتوقع أن يقرر البنك الدولي في اجتماع الأسبوع المقبل لمجلس محافظيه الذي طالما هيمنت عليه دول مجموعة «G7» الأكثر تقدما في العالم، زيادة متواضعة في مجموع أصوات الدول النامية، من 44 الآن إلى 47 في المئة.

وعلقت ستوارت «زوليك يضع رؤية إيجابية لعالم تقف فيه الدول النامية بموازاة العالم الغني، لكن هذا لا ينعكس في الواقع على إدارة حكم البنك الدولي. هناك تحول في الاتجاه السليم، لكنه غير كاف حقا».

ويري زوليك الذي عينه الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش، أنه لم يعد من الممكن الاستمرار في تجاهل العالم النامي الصاعد في نطاق «المصلحة الذاتية الأميركية».

وأضاف أن زوليك يدرك أن أسواق الأسهم الآسيوية أصبحت تمثل 32 في المئة من أسواق رؤوس المال العالمية، متفوقة بذلك على الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي.

كما ذكّر زوليك بأن العالم النامي في مجموعه رفع نصيبه من الناتج الإجمالي العالمي للفرد من 33,7 في 1980 إلى 43,4 في المئة الآن، كما يقدر أن تنمو منطقة جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا وإقليم جنوب آسيا بمعدل يزيد على 6 في المئة في الخمس سنوات المقبلة.