على مئات الآلاف من المسافرين الذين تقطعت بهم السبل، إثر توقف حركة الطيران في أوروبا منذ قرابة الأسبوع، التحلي بالمزيد من الصبر، عند استئناف حركة النقل الجوي، لإن إجلاء هذا العدد الهائل من الركاب العالقين قد يستغرق شركات الطيران بعض الوقت. وقدر غيوفاني بيسيغناني، الرئيس التنفيذي لاتحاد النقل الجوي الدولي "أياتا"، أن الأمر قد يستغرق ثلاثة إلى ستة أيام لتعود حركة الطيران إلى وضعها الطبيعي.
وكانت الرابطة التي تضم في عضويتها 230 شركة طيران حول العالم، قد انتقدت بشدة كيفية تعامل الحكومات الأوروبية مع الأزمة. وتتكبد شركات الطيران خسائر تبلغ 200 مليون دولار يومياً جراء الأزمة التي تسبب بها رماد بركان آيسلندا وأدى لشل حركة الطيران. وقال بيسيغناني: "نظام الطيران الدولي شبكة جرى مزجها وتنسيقها بعناية بحيث أن أي إرباك، تحديداً بمثل هذا الحجم، يحتاج إلى عدة أيام لعودة العمليات إلى وضعها الطبيعي.
وسيضاف إلى المشكلة الركاب الذين تتصادف حجوزاتهم وانتظام حركة الطيران، والذين ستكون لهم أولوية السفر. وشرح ديفيد هندرسون، الناطق باسم رابطة شركات الطيران الأوروبية، إذا أخرت شركات الطيران أولئك المسافرين لغاية استيعاب الركاب العالقين، فالقانون ينص على تدبير إقامتهم في فنادق وتعويضهم.
"وتنظر شركات الطيران في عدد من الخيارات للتعامل مع هذا العدد الهائل من المسافرين العالين، من بينها زيادة عدد الرحلات أو استخدام طائرة كبيرة الحجم، وفق ستفي لوت رئيس قسم الإتصالات بأمريكا الشمالية في "أياتا." وتعمل شركة "دلتا" على إضافة المزيد من الرحلات إلى جدولها ليتسنى لها إجلاء أكبر قدر ممكن من المسافرين في أقل وقت، وفق الناطق باسم شركة الطيران الأمريكية، أنطوني بلاك.
ولم يتسن لبلاك تقدير الوقت الذي تستغرقه الشركة لإجلاء كافة ركابها العالقين. ومن جانبها قالت جنيفر جانزين، المتحدثة باسم "لوفتهانزا" وللناقل الرسمي الألماني 27 طائرة متوقفة في مطارات أمريكية، إن الشركة تأمل بإنزال رحلات إضافية، بأسرع وقت.
وأضافت: "همنا حالياً ينحصر في تشغيل الطائرات الجاثمة في مطارات حول العالم، وتشغيلها بدوريات.. هذا أسوأ من 11/9 بالنسبة لنا." وأيدت إدارة الطيران الفيدرالي الأمريكية دعوات المفوضية الأوروبية لاستئناف حركة النقل الجوي في بعض أنحاء القارة الأوروبية.
وقال أوليفير جانكوف، رئيس المجلس الدولي لمطارات أوروبا، لـCNN الاثنين إن خسائر الموانئ الجوية بالمنطقة شارفت 136 مليون يورو، جراء إصابة حركة الطيران بالشلل التي تأثر بها حوالي 7 ملايين مسافر. وأعلن الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية البريطانية، ويلي ويلش، إن الناقل الجوي الوطني يخسر ما بين 15 مليون إلى 20 مليون جنيه إسترليني يومياً جراء التعليق.