العدد 2783 - الإثنين 19 أبريل 2010م الموافق 04 جمادى الأولى 1431هـ

نبكي أم نضحك؟!

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

الصور التي شاهدناها لمعركة باربار والاتفاق (الدراز) الجماهيرية في الصحف المحلية والتي حدثت في مدرجات صالة اتحاد اليد في أم الحصم تدفع إلى البكاء والضحك في الوقت نفسه على الحال التي وصلنا إليها من تقاتل على الفتات وعلى لاشيء في النهاية.

فالصور والحوادث فاجأت الجميع وبقدر ما تأسيت لهذا الحال وتألمت لآلام المصابين بقدر ما تبسمت وضحكت صراحة على ما حدث من هياج جماعي وتبادل للكمات والضرب بكل ما حوت الأيدي وبكل غل النفوس التي تملأ عادة من الجهل، فالإمام علي (ع) يقول وهو سيد البلغاء: «قاتل الله الجهل فإنه يملأ القلوب حقدا من لاشيء».

نعم الجهل بالآخر تجعلك تكرهه للاشيء، ولمجرد كلام موروث، فهذا جاري هو عدوي، أما لماذا فلا أدري، نتوارث العداوة من لاشيء، ونخرج غل وحقد النفوس من لاشيء أصلا، فالناديان الذين تقاتلت جماهيرهما بكل هذه القوة هما في منطقتين جارتين لا يفصل بينهما إلا شارع، وكل فرد يعرف الآخر جيدا، وفي المدارس هم مع بعضهم البعض وبغض النظر عمن بدأ المشكلة فرد الفعل لم يكن أقل حدة.

بالفعل تألمنا كثيرا لصور المصابين ولسيارات الإسعاف التي حضرت لنقلهم، وكل من ضرب في هذه المواجهة عندما عاد لبيته وسأله أهله عما حدث هل سيمتلك الجرأة ليقول إنني تشاجرت واعتديت واعتدي علي لمباراة في كرة اليد!.

هل الإجابة تستطيع أن تبرر ما حدث أو أن تقنع أحدا أن كل هذا العراك والقتال على مباراة وفي دوري الشباب!

الرياضة في الأساس استمتاع ومكان لتهدئة النفس والخروج من روتين العمل والحياة العائلية، وهي موقع للتنفيس بالروح الرياضية وليس التنفيس على الطريقة العربية بالسب والشتم والاشتباك مع الآخرين.

ففي إحدى الدراسات التي أجريت على جماهير كرة القدم في إحدى الدول العربية الكبرى التي تشتهر جماهيرها بالسب واللعن دائما سواء للحكام أو الجمهور المنافس أو المدربين وحتى اللاعبين والإدارة، وجد أن السبب الحقيقي ليس الأداء داخل الملعب وإنما الضغوط الكبيرة التي يتعرض لها هؤلاء الجماهير طوال يومهم في العمل من مرؤوسيهم من خلال الإذلال والتنكيل وفي البيت من زوجاتهم، فلا يجدون متنفسا إلا في الملاعب لإخراج ما في داخلهم من غيض في وجوه من لا ذنب لهم في معاناتهم.

يجب أن نستفيد من الرياضة ومن الملاعب الرياضية للتخفيف عن كاهلنا من كل شيء وليس للتعارك والشتم، فالأمر ليس تنظيرا بقدر ما هو واقع عملي تعكسه التجربة الأوروبية في تحويل الملاعب إلا ما يشبه المهرجانات التي تستمتع بها كل العائلة.

الصلح الذي بادر إليه عقلاء المنطقتين بين الجماهير باعتقادي المتواضع ليس حلا جذريا للمشكلة، لأنه لو شكلت لجنة محايدة للبحث في أسباب المعركة لتوصلت لعدم وجود مشكلة في الأساس تستدعي كل ما حدث بقدر ما هي أفكار نمطية وقديمة تستدعي موروثا تاريخيا في أغلبه الأعم غير صحيح امتزج بجهل بالآخر ونتج عنه ردات فعل عصبية وغير منطقة لكل فعل شاذ وغير منطقي.

الحلم عند الغضب من شيم العظماء، ومبادلة الإساءة بالإحسان من أخلاق الدين الإسلامي الحنيف وتأسر القلوب أكثر وتهدئ النفوس وتعرف المسيء بإساءته.

ما نتمناه أن تكون هذه آخر المعارك في ملاعبنا الرياضية وألا نرى مشاهد مماثلة لأننا شبعنا أسى وضحكا لحالنا.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 2783 - الإثنين 19 أبريل 2010م الموافق 04 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 7:24 ص

      زائر رقم2

      اقول كانكم نسيتون الاهلي ويش ايسوووووووووووووون !!!!!
      لعلمك مشجعين نادي الاهلي اغلبهم من الدراز

    • زائر 3 | 3:23 ص

      قبل 35 عاما ؟

      بالفعل الجهل معشعش عندنا
      قبل حوالي 35 سنة اي قبل ولادة كاتبنا العزيز ...
      أحد هذان الناديان خاض معركة بالكراسي والضرب على الرؤوس في احدى الدورات الصيفية لكرة القدم
      تسببت بجراح وكدمات لفريق صغير يتمتع باخلاق عالية  

    • زائر 2 | 12:41 ص

      ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

      شكلكم تبغونها اشارة على باربار والدراز وكانهم هم اول ناس يتعاركون في المباريات اقول كانكم نسيتون الاهلي ويش ايسوووووووووووووون

    • زائر 1 | 11:33 م

      الضحك افضل

      الضحك افضل من البكاء لان الدنيا مضحكة لما نراة من توافة \\\\ اضحك اخي الكريم

اقرأ ايضاً