العدد 2783 - الإثنين 19 أبريل 2010م الموافق 04 جمادى الأولى 1431هـ

نبوءة قبل السقوط الكبير

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في الساعة الواحدة والنصف من بعد ظهر الأربعاء، 30 سبتمبر/ أيلول 2009، تلقيت رسالة إلكترونية من القارئ الكريم إبراهيم فولاذ، حاول فيها أن يقرع الأجراس مبكرا في القرى والمناطق الغافية.

الرسالة بدأها بالقول: «هذه الروابط التي تحدّثت لك عنها بالتلفون مساء الثلثاء والمتعلقة بالاحتيال المالي في البحرين». ولعدم معرفتي بهذه الأجواء، طلبت منه أن يزوّدني بمادةٍ مكتوبةٍ، ابتدأها بالقول: «هذا النوع من الاحتيال يسمى برونزي نسبة إلى أول شخص قام به وهو إيطالي». ثم أشار إلى بعض الشركات البحرينية التي تدفع أرباحا عالية لا يتقبلها العقل، مع ضمان رأس المال (أي بدون أي مخاطر للمستثمر).

فولاذ أرفق بعض الروابط التي تحوّلك على بعض المنتديات، وهو ما جعلني أتردّد في الكتابة، فمن الصعب الاستناد إلى مواقع عامة مفتوحة. وعاود الكتابة مرة أخرى يوم الجمعة الماضي، واضعا النقاط على الحروف. ومع انه كان يعمل بالقطاع المصرفي ومتخصصٌ في مكافحة النصب والاحتيال( Certified Fraud Examiner CFE) ، إلا أنه يطلب بتواضع أن يُنشر رأيه في صفحة القراء، إذا تعذّر استعراضه في هذا العمود.

قبل سبعة أشهر، تنبأ الرجل بأن «إحدى الشركات يملكها القفاص، على وشك أن تسبب كارثة، والمبلغ كما تتناقله المنتديات وإحدى الصحف المحلية، يتراوح بين الـ 3 و10 ملايين دينار». ويضيف: «هذا الاحتيال قائمٌ على قدم وساق في البحرين وبصورة كبيرة، وأتوقّع أن الكثير من البيوت ستُدمّر ما لم يتوقف هذا النصب بأسرع ما يمكن».

في مكالمةٍ معه أمس، سألته عن المبلغ الإجمالي الضائع، فقدّره بحدود المئة مليون، أي أن ما انكشف حتى الآن يمثل الثلث، ويجزم بوجود 15 شركة تمارس هذه الأنشطة المشبوهة، وتوقّع تساقط البقية خلال هذا العام.

الرجل يتكلّم بمرارةٍ، خصوصا لجهة استغلال الدين والمؤسسات الخيرية، فمازالت بعض هذه الشركات تمارس أعمالها المشبوهة. ويطرح تساؤلا منطقيا: كيف لموظفٍ لم يكن راتبه يزيد عن 800 دينار، أن ينشئ شركة برأس مال 100 أو 200 مليون دولار؟ ويستغرب من حصوله على تكريمٍ من قبل وزارة العمل في وقتٍ سابق، فضلا عن استمرار البعض في الدفاع عنه بعد كل هذه الكوارث المالية والانكشافات.

خلال الأسابيع الأخيرة، اطلع القرّاء على كثيرٍ من التفاصيل، ولست ممن يدّعون الحكمة، إنّما أحاول إنصاف الرجل بعرضٍ مقتضبٍ لرأيه. وحين سألته عن سر تمركز هذه الشركات في مناطق دون غيرها، فسّر ذلك بثقة الرجل العادي في بعض رجال الدين ممن زكّوا أرباب هذه الشركات، التي بنت سمعتها على دعم المشاريع الدينية والخيرية. وبالنسبة لمنطقته (المحرق)، لم تنجح الشركات في اختراقها على نطاق واسع، واستطاع هو أن يرد شركة عن قريته (سماهيج) لأنه كان يحذّر الناس علنا من مشاريعها، فلم يقع في حبائلها إلا عددٌ محدود.

في حديثه الأخير... أصرّ فولاذ على الكتابة عن الدور القذر الذي تقوم به بعض مكاتب المدققين القانونيين، بالتصديق على تقارير هذه الشركات المشبوهة دون تدقيقٍ أو مراجعةٍ حقيقيةٍ للحسابات، مقابل مبلغ 250 دينارا فقط، يستلمها المرتشي من تحت الطاولة.

يعتقد الرجل أن هذا الموضوع لم يعطَ حقه بعد، ويتوقع أن ما سيحدث في الأيام والشهور القادمة سيحطم الكثير من العوائل... والله المستعان.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2783 - الإثنين 19 أبريل 2010م الموافق 04 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 29 | 3:19 م

      الابتعاد عن تعاليم الدين الاسلامي يجلب الويلات والندم _ ام محمود

      قال الله سبحانه وتعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} وفي الحديث الشريف : "يأتي زمان على أمتي من لم يأكل الربا نال من غباره" في آخر الزمان لا يبقى من الاسلام الا التظاهر به وجميع المعاملات التي تمت مع هذه الشركات حرام وباطلة والناس بانتظار القضاء النزيه ليقول كلمته وينتصر للناس الضعفاء والبسطاء الذين وقع عليهم الظلم والخداع في عز النهار. أيها المحامين مطلوب منكم اظهار العدالة والانتصار للمظلومين.

    • زائر 27 | 12:02 م

      الى 14 نور

      بعد هادى مسرحيه أنتون كل شئ عدكم مسرحيه ما تجيين أو تجي تصيرين أو تصير مخرج بعد ...

    • زائر 26 | 11:44 ص

      ما اعرفه

      30 سبتمبر 2009 ، لا اعتقد انه وقت مبكر لكشف السقوط الكبير، اصلا الموضوع لا يمر على عقل عاقل، لكن طبع الناس يحبون الاحلام السعيدة ولهالسبب وقع في النصب من هم على معرفه وعلم ومرت عليهم الكثير من القصص المشابهة، لكن كما قال احدهم عندما حذرته من الاشتراك، هي عشرة آلاف ، يا تصيب يا تخيب

    • زائر 25 | 10:52 ص

      محمد

      صندوق دعم المغفلين . واليوم وبعد أن تكشف الستار وبان المستور وأصبح من المعلوم أن وعود العشرين والعشرة والخمسة بالمئة هي وعود واهية ولا بد من مواجهة الواقع فالأغلبية من هذه الشركات الاستثمارية قد سقطت وستسقط البقية من بعدها. اليوم الحكومة مطالبة بالوقوف مع من بات لا يملك ليس فقط مستقبله ولكن حاضره أيضاً ويجب إنشاء صندوق لدعم المعسرين وهم كثر في البلد وإزدادت أعدادهم بعد هذه الفضيحة.

    • زائر 24 | 10:50 ص

      مدمغين

      يعني ويش هالغباء اصلا في ازمة عالمية من زمان وازمة عقارات من زمان يعني هالعباقرة من وين بجيبون ارباح لكن الشرة على الطمع

    • زائر 23 | 9:56 ص

      14 نور :: إلى من زج بالعلماء في هذه المسرحية

      إلى من زج بالعلماء في هذه المسرحية أغلق فمك وإرجع إلى رشدك فعلمائنا أنوار هداية و أنت بظاهر قولك بعيدُ ُ عنها فإتق الله في نفسك و أحسن القول فمن تجرأ على العلماء فكأنما تجرأ على الله.

    • زائر 22 | 9:18 ص

      الأزمة المالية العالمية ............. تتمة

      الاحتيال المالي وسرقة الملايين من الدنانير حتى الصناديق الخيرية لم تسلم من البوق والنهب تعتبر سابقة خطيرة في البحرين وصفارة انذار وخطوط حمراء تجاوزها المجرمين بكل احتراف وذكاء وكان على من يهمهم الأمر في المجتمع من رجال أمن ورجال الدين والصحافة توعية الناس والتحذير قبل أشهر والتنبؤات من أصحاب الاختصاص كان يجب ان يعلن عنها ليستفيق المستثمر من أحلامه الورديه نشكر القاريء ابراهيم فولاذ والكاتب ولكن بعد الغرق في البحر الكبير لا تفيد أطواق النجاة لقد جاءت متأخرة جدا نحن بانتظار الجزء الثاني من الفيلم

    • زائر 21 | 9:18 ص

      ابراهيم فولاذ

      هذا الرجل ذكي و كان يعمل مدير مالي في بنك بريطاني في البحرين و درس في النصب و الالتزام بعمق. صدقوه لانه انسان نظيف و فاهم

    • زائر 20 | 9:17 ص

      ليس كل ما يلمع دهبا

      يا ما حدرنا من أصحاب العمائم المشبوهه واللي أخدوا الدين ساتر لا تصدقوووووون هم تراهم خراب عقول وخراب بيوت الله ينتقم منهم

    • زائر 19 | 9:16 ص

      إلى زائر 16 ..

      الوسطاء هم من رجال الدين الثقاة ومنهم من يجمع الأخماس للشيخ الكبير وهم ما يخطون خطوة إلا ويستشيروه فكيف بأمر فيه إستثمار وحلال وحرام!!!!!!!!!!! وأنت اللي شكلك تقرأ بالمقلوب وغريبة ما صادوك رجال الدين اللي تدافع عنهم في هذا الإستثمار الذي تبين الآن جزء منه في الإخراج والتمثيل!!!!!

    • زائر 18 | 8:48 ص

      الأزمة المالية العالمية هي السبب لظهور هذه الشركات الوهمية الجمبازية المشبوهه التي تبيع السراب وأحلام من هواء- ام محمود

      أفاق الشعب البحريني على كوابيس وأحلام مزعجة جداً بعد انكشاف المستور وظهور الحقائق المؤلمة والسرقات الكبيرة وضياع تحويشة العمر في ليله وضحاها والبعض الى الآن لم يصدق ان هذه هي الحقيقة المره المذاق ممكن أن تحدث في يوم من الأيام ولماذا فعلت هذه الشركات هذه الأعمال التي لا يقبلها أي دين ولا أي مذهب ولماذا الناس تتعلم في الجامعات وتضيع سنوات شبابها في الدراسة اذا كان الواقع أشبه بالغابة القوي يأكل الضعيف وهناك الكثير من الاسود المفترسة كشرت عن أنيابها الشرسة ولولا الايمان لأصاب الخاسرين انهيار عصبي..

    • زائر 17 | 4:51 ص

      14 نور

      يوم لا ينفع الندم ولا يرجع ما ذهب بأدراج الرياح فياسيدنا الكريم هذه المجموعه خطط لها بوعي كبير مدروس وعلى أساسات علمية بعلم الإجتماع فمثل هذه الدراسات تقوم بدراسة المجتمع وما هي مقوماته وما هي نقاط الضعف فيه و كيف ترتب الصيغة لبداية الإستقطاب وهي سياسة لا يقوم بها شخصُ ُ مثلي و مثلك يا سيد بل يقوم بها شخص من مجموعة أشخاص تدرس الوضع وبناءً على تجارب أخرى حصلت هنا وهناك وطبقت بخلاصتها لدينا هنا ليدفع هذا المواطن المعروف بطيبة القلب وسعت الصدر و الأمل بأن يحصل على شيئ ما ينشله من عوزه فصدق ذلك.

    • زائر 16 | 3:47 ص

      إلى الزائر 15

      أعتقد ما فيه داعي ولا منطق يجعلك تحشر رجال الدين في هذا الموضوع , وهل المستثمرين أخذوا الإذن من رجال الدين ؟ شكلك تقرأ بالمقلوب أو ما قرأت أصلا , وصباح النوم

    • زائر 15 | 3:30 ص

      لو زين يتعلمون درس البحارنة

      ما يكفي فشل رجال الدين في تزكية النواب الفاشلين وفرضهم على الناس بإسم الدين والحين يسحبون بيزات الفقارى والبسطاء اللي تسلفوا وأخذوا قروض ورهنوا بيوتهم بإسم الدين أيضا .. وإنشاء الله الناس تصحى شوي وتترك عبودية علمائها اللي باقوا وشبعوا من الأخماس والناس بتموت من الجوع بسبب سذاجتهم

    • زائر 14 | 3:06 ص

      ABO HUDA

      You come late...the guilty is crazy.The money goooooooooo.

    • زائر 13 | 3:05 ص

      لا أحد يخلو من المسؤلية

      أين الدولة ومسؤليتها من حماية شعبها وسن القوانين الصارمة وملاحقة المحتالين وزجهم في السجون ولأن القوانين سهلة ويمكن اختراقه حدث ما حدث
      أين رجال الدين والعلماء من مسؤلية تنبيه الناس
      أين المثقفين وأصحاب الفكر من تنوير بني البشر
      أين أصحاب الأموال من التأني والتثبت والسؤال
      أعاهم بريق الأرباح من المسألة عن ماهية الإستثمار ونوعيته وكيفيته والضمان وووو امور
      كثيرة كان من المفترض عليهم القيام بها
      ولكن ما أقول إلا عليه العوض ومنه العوض

    • زائر 12 | 2:51 ص

      هل شركة .... في عالي من ضمنها؟؟

      أتساءل لمن لديه معرفة يقينية؟؟ هل شركة .... التي في عالي من ضمن الشركات المتهاوية أم لا زالت فيها الروح؟؟

    • زائر 11 | 2:21 ص

      صاحب 800 دينار المطوع

      صباحك ورد يا سيدنا الفاضل ... اصبت عنق الحقيقة فإستغلال الدين والمؤسسات الخيرية والساجد والمآتم من اجل مصلحة خاصة وكل من يحاول اثارة هذا الموضوع في تلك البيئة يحارب من قبل القائمون على تلك المؤسسات بحجة اننا لم نرى من ظاهره إلا خيرا؟؟ فصاحب لـ 800 دينار تم كذلك وللاسف تكريمة من قبل جمعية الوفاق على دعمة المستمر للاعمال الخيرية (يتكرم بأموال غيرة) ولا زالت الناس تتستر عليه في الليل والنهار ولكن كما ذكرت يا سيدي ما هي الا اشهر وستنكشف الحقيقة التي تتجنبها تلك الفئة.. الله المستعان

    • زائر 10 | 2:09 ص

      15 شركة وهمية

      وجود 15 شركة تمارس هذه الأنشطة المشبوهة، وتوقّع تساقط البقية خلال هذا العام. يجب ان يتم نشر اسماء تلك الشركات قبل وفوات الاوان ، ومن تلك الشركة التى اصبح راس مالها 100 الى 200 مليون دولار؟؟؟؟؟؟؟

    • زائر 9 | 1:59 ص

      هناك خسار مادية بين اخواننا السنة

      تحيات اليك اخ قاسم هناك خسار مادية ضخمة بين اخواننا من الطائفة السنية كما هو الحال الى الشيعة ولكن هناك تكتم اعلمي شديد ومحكم هدا ما علمنا بة من حواي شهر يناير وهناك عوائل معروفة لايمكن ان يكون الاستثمار فقط بين الشيعة وسوف تنكشف الحقائق قريبا

    • زائر 8 | 1:10 ص

      وتتساقط الأقنعة المزيفة

      وتوقّع تساقط البقية خلال هذا العام....

    • زائر 7 | 12:55 ص

      لا استطيع التصديق

      نعم نصدق انه جمع المبالغ واحتال على الكثير ولكن أين هذه المبالغ التي جمعها هل احرقها؟ هل اتلفها؟ أين ذهبت هذه الأموال؟ إن كان استثمرها او أودعها عند جهة أخرى فمعنى ذلك ليست هذه النهاية. لذا فأنا أقول الأموال حتما صودرت من قبل جهة معيّنة ولهذا فالجهة التي صادرت هذه الأموال هي الجهة التي يتوجب عليها ارجاع الحقوق ومن ثم محاسبة الشخص المتهم.

    • زائر 6 | 12:31 ص

      عالم غريبه

      علم بندون تفكير يسكنون في غرفه مع زوجتهم واولادهم وبعضهم باجرات وكان بامكنهم تامين راض كبيرة بالمبلغ التي اشتركوا فيها ولكن غبائهم جعلهم لا يشترون ارض بل يودعون امولهم بمشاريع وهمية انسان بهذه الكيفه هل تعتقدون ياتيه التوفيق من الله في مشروع لا يدري عنه وفي رقبته عائلة تركها في ضيق مع امكنه توفير لهم سكن مريح

    • زائر 5 | 12:24 ص

      نبوءة

      هل نحن داخلون الى عهد النبوءه التى سردت قبل 1400 سنه او دخلنا فعلأً ( لو كنت طيراً لما استرحت على غصن من شجره فى بلد اوال ) من كثرة الفساد .

    • زائر 4 | 11:46 م

      الى متى

      هذا هو الطمع والأنانية والانشغال عما هو مفيد والتنمية وعمل الخير وهو ذاته الانشغال في الذات الذي يمهد لآخرين العبث في مقدرات الدولة ونغير هوينها وتاريخها وتقديم الفرص للأجانب والمجنسين في خضم انشغال المواطنين في الأوهام والمادة والأنانية والجهل

    • زائر 3 | 11:15 م

      وقع الفأس في الرأس

      مقالك هذا جاء متأخرا جدا.

    • زائر 2 | 10:28 م

      أبو جالبوت

      نبوءتي تقول : أن المئة مليون سوف تصادر و سوف توضع في الجيب الكبير ! لأن هذه الأيام الهوامير تكثر بين القوارب المتهرئة !!

    • زائر 1 | 10:16 م

      بهلول

      صدقت يا أستاذ قاسم . الله المستعان .

اقرأ ايضاً