أعلنت شركة "طيران الخليج" في وقت متأخر من ليل أمس انها قررت استئناف رحلاتها الجوية الى بريطانيا واوروبا وذلك بعد ان أعلنت سلطات الطيران هناك اعادة فتح المجال الجوي. وقال البيان "تبدأ شركة طيران الخليج باستئناف رحلاتها من والى لندن وفرانكفورت وباريس يوم الثلثاء 20 ابريل / نيسان 2010، كما يلي:
GF 003 من البحرين إلى لندن - مغادرة البحرين في الساعة 1445
GF 006 من لندن الى البحرين - مغادرة لندن في الساعة 2125
GF 019 من البحرين إلى باريس في الموعد المحدد الساعة 0130
GF 017 من البحرين إلى فرانكفورت في الموعد المحدد الساعة 0115
وقال البيان ان الشركة تأمل في استئناف عملياتنا الكاملة من والى هذه المحطات بحلول يوم الأربعاء 21 ابريل الجاري، وخلال الأيام القليلة القادمة ستعمل الشركة جاهدة لاستيعاب أكبر عدد ممكن من الركاب الذين لم يتمكنوا من السفر بسبب الظروف غير المسبوقة التي أثرت على جميع شركات الطيران العاملة من وإلى شمال أوروبا على مدى الايام الخمسة الماضية، مشيرة الى ان هذا قد يسبب بعض التأخير وسيتطلب صبر المسافرين في هذه الظروف الصعبة للغاية.
-----------------------------------
من جانب آخر بدأ اقفال قسم كبير من المجال الجوي الاوروبي منذ يوم الخميس الماضي، يكبد الشركات الجوية خسائر فادحة، وبات صبرها ينفد نتيجة استمرار حظر الرحلات.
وفي اليوم الخامس من توقف الملاحة الجوية، دقت الهيئة الدولية للنقل الجوي (اياتا) جرس الانذار. وقال جيوفاني بيسينياني مدير هذه الهيئة التي تمثل 230 شركة جوية في العالم، ان "حجم هذه الازمة بات اكبر من حجم الازمة التي نتجت عن اعتداءات 11 سبتمبر/ ايلول".
وتقدر اياتا خسائر الشركات بأكثر من 200 مليون دولار يوميا. لكن من الضروري ايضا زيادة تكاليف اضافية كتوجه الطائرات الى مطارات مفتوحة وتأمين الاقامة للمسافرين والاطقم العالقين وصيانة الطائرات البعيدة عن قواعدها. وقدرت بعض الشركات خسائرها اليومية: 35 مليون يورو لاير فرانس- كي.ال.ام، ومن 15 الى 20 مليون جنيه استرليني (17 الى 26 مليون يورو) لبريتيش اير وايز، ومن 5 الى 9 ملايين يورو لشركة ساس الاسكندينافية. وقال محلل اوروبي من جهة اخرى، ان "لدى الشركات في اي حال رواتب يتعين عليها دفعها وتكاليف ثابتة"، حتى في الفترة التي تتقلص فيها الانشطة.
لكن الوضع يختلف اختلافا كبيرا حسب الشركات، كما اضاف. فالبعض منها مثل شركة ساس المتوسطة الحجم، والتي اضعفت الازمة ماليتها، ستواجه صعوبة في الخروج من الازمة. وتفكر الشركة الاسكندينافية في صرف قسم من موظفيها. وتتوافر لكبرى شركات النقل الجوي الاوروبي مثل اير فرانس- كاي.ال.ام ولوفتهانزا وبريتيش ايروايز، امكانيات كبيرة لمواجهة الصعوبات الموقتة.
وبدت بريتيش ايروايز التي الغيت كل رحلاتها الاثنين مطمئنة. وتؤكد ان لديها اموالا كافية (1,7 مليار جنيه استرليني) "لتغطية فترة الاقفال الطويلة للمجال الجوي البريطاني".
ويخشى ان تؤثر الازمة الحالية على اندفاع قطاع كان يتعافى من العواقب الوخيمة للازمة الاقتصادية.
ولمواجهة الفاتورة الباهظة لسحابة الرماد، تمارس الشركات ضغوطا على الحكومات الاوروبية التي تتهمها باساءة ادارة الازمة. وقال مدير اياتا انها "لم تجر تقويما للمخاطر، ولم تجر مشاورات ولم تنسق تحركاتها وتفتقد الى القيادة".
ومنذ نهاية الاسبوع، اجرت شركات مثل كاي.ال.ام ولوفتهانزا رحلات تجريبية لم تواجه مشاكل على ما يبدو وبدأت تطرح تساؤلات بصوت عال حول معايير اقفال المجال الجوي.
وتطرقت اياتا الاثنين الى الموضوع نفسه وطالبت باستخدام بعض الممرات الجوية. وحتى بعد اعادة الفتح التام للمجال الجوي، فان عودة الملاحة الى طبيعتها لن تكون فورية وقد تستغرق "من ثلاثة الى ستة ايام".
وحيال هذه الهواجس، اعلن الاتحاد الاوروبي الاثنين عن استعداده للسماح للدول بتقديم مساعدة مالية لشركات النقل الجوي، كما فعل بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001.