العدد 2782 - الإثنين 19 أبريل 2010م الموافق 04 جمادى الأولى 1431هـ

دعوة إلى الكياسة في السياسة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

في نهاية شهر مارس/ آذار الماضي أطلق زعماء من الكنائس المسيحية في الولايات المتحدة الأميركية وثيقة أطلقوا عليها مسمىCovenant for Civility وهي عهد يدعو الفاعلين على الساحة السياسية الالتزام بالكياسة والتمدن أثناء نشاطهم السياسي، وذلك على أساس أن الحوارات السياسية يجب أن يكون هدفها توعية الأمة ولمّ شملها، وليس تحريضها ضد بعضها الآخر وتفريقها.

ربما إننا بحاجة إلى وثيقة مماثلة في البحرين لإزالة الشوائب وإبعاد خطاب الكراهية والتحريض على البغيضة بين الناس، وإثارة الشكوك والظنون ضد أي فئة من فئات الوطن، باعتبار أن من يقوم بمثل هذا الأمر إنما يناقض التعاليم الدينية السمحاء التي تسمو على الترتيبات الوضعية لبني البشر.

الفرق بين أميركا والبحرين هو أن السياسيين في أميركا عادة ليسوا من رجال الدين، بينما العملية السياسية في البحرين يتزعمها رجال دين، وحتى الجهات النافذة في الدولة تستعين بمن يلبس لباس الدين من أجل تحقيق أغراضها السياسية. وبالتالي فإن رجل الدين لاعب سياسي يتصدر الساحة، وهو أحيانا «ألعوبة سياسية» يستخدم من أجل تحقيق أغراض محددة مقابل الحصول على شيء من الدنيا. فعلى رغم أن الهدف الأساسي من رجال الدين ربط دنيا الناس بآخرتهم، نرى أن عددا غير قليل من رجال الدين استغلوا الحديث عن الآخرة من أجل زيادة عيشهم في الدنيا.

لاشك أن هناك رجال دين مخلصين وطهارتهم السياسية ثابتة للجميع، ولكنهم أيضا يتصدرون العمل السياسي... وهذا يأخذني إلى النقطة التي أردت الوصول إليها. ففي أميركا يتدخل رجال الدين (من مختلف الطوائف المسيحية) لترشيد خطاب السياسيين نحو السماحة والكياسة واللطف والتمدن، وهم يقومون بذلك على أساس أنهم ليسوا طرفا مباشرا بين السياسيين. ولكن من يتمكن من إصدار وثيقة في بلادنا إذا كان «أصدقاء الملائكة» و«أعداء الملائكة» متشابهين في اللباس وفي العبارات القرآنية المستخدمة في خطاباتهم؟ والسؤال له مشروعيته؛ لأن رجال الدين في بلداننا لا يستمعون ولا يقبلون الانصياع لبعضهم البعض، ولاسيما إذا كانوا من طوائف مختلفة، وكل واحد منهم يمكنه أن يدعي أحقيته في التحدث باسم الشرع المقدس.

على أننا أيضا في حضارتنا الإسلامية لم يكن هناك فصل بين الدين والسياسة، وهذا يعني أننا نحتاج إلى قوى المجتمع الأخرى (بمساعدة المخلصين من رجال الدين) لأن يقوموا بدور ترشيد الخطاب السياسي ومنعه من الانحراف بالاتجاه الذي يبتغيه المتلبسون أو المتاجرون بالدين والسياسة، بحيث ننتج حوارات سياسية متمسكة بقيم التمدن والكياسة واللطف والسماحة.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2782 - الإثنين 19 أبريل 2010م الموافق 04 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 27 | 4:16 م

      رجل الدين لاعب سياسي يتصدر الساحة، وهو أحيانا «ألعوبة سياسية _ ام محمود

      ابتلينا بهذا الزمان ببعض رجال الدين الذين يجيدون التمثيل وحبكة الأدوار والتفنن في الخطب والكلام والظهور الإعلامي من أجل المصالح الدنيوية وهؤلاء لا يصلحون للدين ولا للسياسة ومن المقولات التي قرأتها( فان عوام اليهود قد عرفوا علمائهم بالكذب الصراح واكل الحرام والرشا وتغيير الأحكام واخطروا بقلوبهم إلى إن من فعل ذلك فهو فاسق لايجوز أن يصدق على الله ولا على الوسائط بين الخلق وبين الله فلذلك ذمهم وكذلك من عوامنا المسلمين) وهم العلماء في آخر الزمانولننظر لفضيحة شركات النصب أقصد الاستثمار ونتعظ.

    • زائر 26 | 2:02 م

      يا نور 14 .. راحت عليك

      أنت أيضا مسوين لك غسبل مخ ولا فرق بينك وبين من يفجر نفسه ... عندما يخرج الإمام الحجة (ع) سيقطع رقاب كثير من علماء الشيعة لفسادهم والهمج الرعاع الذين يتبعونهم عمياني .. فإنتبه لنفسك وإلا راحت عليك

    • زائر 25 | 1:11 م

      الدين العوبة السياسة

      السياسي اذا امكنه استخدام الدين للوصول الى اغراضه سوف يستغل ذلك ابشع استغلال ان السياسة تلعب بالدين كيفما تشاء ان فصل الدين عن السياسة هو المخرج للحياة المدنية العادلة

    • زائر 24 | 12:33 م

      14 نور :: رد للزائر 20

      لم نقل إن العالم ليس الله, الله هو العالم وهو الهادي وهو الحق وهو الذي ينير لنا طريقنا ولكن, أليس النبي يلقب بالهادي أليس النبي من يلقب بالعالم بدين الله أليس نبي الله موسى الملقب بعالم بني إسرائيل فعلمائنا أيضاً إمتداد للنبي وهم من يطبقون حكم الله على أرضه فهم أعلم منا بأحكام الله وعدله وخفايا أحكامه فكما ذكرت علمائنا هبة الله لنا وهم النور الإلهي الذي ينير وهم الشموع التي تحترق لتنير لنا طريقنا هم الهداة وهم التقات وهم الأعلون إنشاء الله وهذا رأينا وإن كنت تخالفه فحسبك نفسك.

    • زائر 23 | 12:14 م

      له ما في السماوات وما في الارض

      العالم هو الله النور لله سبحانه لا هادي إلا بإذنه جل جلاله. هو التقي وهو الأعلى. ولا شيء سواه.  

    • زائر 22 | 11:42 ص

      فهم يفجرون انفسهم بأسم الدين, يرهبون الناس أجمعين. وانت يا مغالي أيضا ترهب الناس بهذا الغلو.. فالدين رحمة وهدى بالموعضة الحسنه. اما عن العلماء فأنا قصد الكاذبون والغشاشون منهم فقط لا غير.... فالدين يسر وليس عسر....

    • زائر 20 | 11:28 ص

      14 نور :: علمائنا هبة الله لنا

      علمائنا هبة الله لنا فلولا هذه الهبة لما إستقر الوضع لحد الأن فهم النور الإلهي الذي ينير وهم الشموع التي تحترق لتنير لنا طريقنا هم الهداة وهم التقات وهم الأعلون إنشاء الله ومن يقول بأنهم يختبئون وراء عبائة الدين فهو إنشاء الله هالك لا محالة فالدين لا يستتر ورائه أحد فمن خالف الدين كان الدين فاضحه كالتكفيريين الذي يتخذون من الدين مغسلة ليغسلوا بها مخوخ الشباب المغرر بهم ليفجروا أنفسهم بين الأبرياء فإن إستطعت أن تدلني على معنى واحد من معاني الإسلام في تفجير أنفسهم بين الأبرايا فسأكون لك شاكراً.

    • زائر 19 | 11:13 ص

      كيف يعقل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!

      انا بصراحه لا اعتقد بأن علماء الدين, يتنازلون ولو عن شبر واحد من الحصانه الدينيه, التي يختبأون ورائها عند الحاجه.. بل والأدها ان بعض المسلمين يدعي بأن بعضهم مــــعـــــصــــومــــون_ ومــطــهــرون_ ولا يـخـطأون!!! وكأنهم لا يعلمون بأن ابن آدم خطائون.. والعلماء أنفسهم كل ما أرادو الصلاة ذهبو للوضوء... والخافي أدها وأمر.....

    • زائر 18 | 8:56 ص

      علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل.

      وهؤلاء في النجف الأشرف وقم المقدسة،، منهم على سبيل المثال المرجع الأعلى السيد السيستاني والسيد محمد سعيد الحكيم وآخرون في الوسط الحوزي يشهد لهم الحديث أنهم كأنبياء بني إسرائيل والفخر ما شهد له لا أقول الأعداء إنما من يتبع مذهبا آخر وهو يرى عظمة السيد السيستاني في كيفية معالجته لأمور الدين والمجتمع بل و العملية السياسة ويطالب وبكل فخر أن يعطى جائزة نوبل للسلام وهو ما اثار حفيظة علماء السوء والبلاط، يبقى العقلاء رموز المجتمع ومنهم خاشقجي الصحفي الكبير الذي أقيل من منصبه.. نبيل حبيب العابد

    • زائر 17 | 7:33 ص

      زائر 13

      هل تعلم من يصلي خلف ذاك العالم ؟
      يصلي وراءه أطباء ومهندسين ونواب وتجار ودكاترة وهم لا يترددون في تقديم المشورة له في حال احتاجها فلماذا لا يتكلم في الطب والفيزياء والسياسة ----- ثانياً: أليس العالم الرباني امتداد طبيعي للرسل والانبياء والائمة الاطهار ؟
      وهل اقتصر ألئك على الصلاة فقط؟

    • زائر 16 | 7:18 ص

      الى الزائر رقم 13

      الكلام في السياسة والأقتصاد ليس ممنوعاً على احد وليس عيباً ان يتكلم فيهما احد والقادة الأجتماعيين اولي من غيرهم في الكلام فيهما ، ،اما القضاء فشيخنا يمتلك خلفية قانونية لانه عمل مع اللجنة القانونية في برلمان عام 73 ولكونه رجل دين قدر درس القضاء الشرعي ايضاً وهاهم القضاة الشرعيين الأقل علماً منه تعينهم الدولة في سلك القضاء !! اما دفاعه عن الأبرياء المظلومين المعذبين فذلك محل فخر واعتزاز له وذلك واجبه ولو قام الدليل على جرمهم لما وقف الى جانبهم.

    • زائر 14 | 5:48 ص

      الى الزائر رقم 6

      شيخك الجبل الشامخ دخل روحه في كل شي في الاقتصاد والسياسة والطب والقضاء برء مذنبين من على المنبر و وجرم ابرياء لا يتردد في ان يتلقف الاكاذيب واللاشاعات ويجعل منها موضوعا لخطبه يوم الجمعة

    • زائر 13 | 5:41 ص

      من قص عليك وقال

      ان فى حضارة اسلامية وعدلة......واللى يخليك هات لى دولة اسلامية فيها عدل وحق وباطل وحقوق انسان ....وآنه اقط روحى فى البحر ....الله يخليك الدول الاسلامية مافيها غير الكذب والنفاق والظلم (الظلم الاصلى بعد) واكل الحقوق واستضعاف الضعيف واحتقاره وتكريم القوى ومساعدته على ظلمه وجوره ....اى والله الكياسة السياسية فى الحضارة الاسلامييييييييييية

    • زائر 12 | 4:45 ص

      كونوا أحرار

      السلام عليكم،وثيقتنا القرآن والنبي(ص)،وعترته أفضل سياسيين خُلقوا في هذا الكون فلكم في رسول الله أسوة حسنة،كلنا يعرف بأن الكنائس وان اتفقت منحرفة فهي تدار من قبل حكومات وبعضها من عصابات ومافيا،إن حالنا أفضل من حالهم لأن وثيقتنا ليست محرفة ولو أصدرت ألف وثيقة فالسؤال هل هناك من يذعن لها (لن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) يكفي انبهاراً بالغرب فكله رياء وزيف فالمتتبع لما يجري في العالم من مصائب اليوم يعلم من يقف ورائها.كلهم دعاة التحرر والديمقراطية التي إن خالفت هواهم ضربوا بها عرض الجدار.

    • زائر 11 | 4:09 ص

      14 نور ::تابع ل دعوة خيراً يبن الأكرمين ولكن!

      أطلقوا اللحى وخلطوا الطائفية بالسياسة فأصبحت الكياسة السياسية فوضى سياسية أدخلتنا بمهاترات كانت نتائجها شرخاً جديد بين أبناء الوطن فإن كنا نريد يا دكتورنا العزيز أن نحلحل هذا الموضوع لإنتاج سياسة جديدة تتمتع بالكياسة فعلينا بأن نغلق أفواه قارعي الطبول من من لدينا لنطلق بداية هذا الجيل من السياسيين الذين سيقلبون الطاولة على من إعتمد على سياسيين الخلاف ومنها ليتعلم من لم يكن يعلم والسلام على من عقل الكلام.

    • زائر 10 | 4:03 ص

      14 نور :: دعوة خيراً يبن الأكرمين ولكن!

      دعوت خيراً يبن الأكرمين ولكن هناك من لن يعجبه ذلك فهو بعيدُ ُ عن التمدن الديموقراطي من جهة من لا يريد الإنفتاح الديموقراطي بكياسة بل يريدها سوق ينبح فيه الجميع وبذلك يكون قد شغل السياسيين بفتات الأمور ورتب نفسه لباقيها تحت جنح الظلام فعلمائنا هنا أمثال آية الله الشيخ عيسى قاسم و حجة الإسلام السيخ علي سلمان ومن كان تحت لوائهم هم سياسيون متمدنون ولديهم من الكياسة ما منع كثيراً من الأمور التي كانت ستحصل في هذا البلد ولكن بحكمتهم وئدة فهم نعم القائد الذي يستخدم العقل ويؤدبه بالدين ولكن غيرهم من من

    • زائر 8 | 3:30 ص

      شمس الشموس

      صباح الخير . بكل صراحة الخراب و التدهور الأخلاقي الحاصل في المجتع سببة أكثر رجال الدين وليس الكل . و الدكتور الجمري يعلم الحقيقة حق المعرفة .

    • زائر 7 | 3:11 ص

      احسنت صنعا

      رجل الدين المخلص يعرف بعمله وهذه البحرين وغيرها من البلدان الاسلامية فيها رجال دين مخلصين وطالحين..اعتقد ان الرجل الدين المخلص يجب ان يقف على مسافة متساوية مع كل الاطراف ويضع اصبعه على موقع الخلل لا ان ينحاز الي حزبه حتي وان اخطأ.

    • زائر 6 | 3:09 ص

      مقارنة

      مقارنة بين جبال شامخة ووديان سحيقة بين الشيخ عيسى قاسم حفظه الله ورعاه وبين .... حتى الكيبورد مو راضي يكتب اسمه

    • زائر 5 | 12:28 ص

      الى متى

      كل ذلك طبيعي في الظروف الطبيعية وبين أبناء البلد الواحد وليس بين مليون مجنس جاءوا لخطف لقمة العيش من أفواه المواطنين جاءوا وهم على علم ودراية بالدور الذي يلعبونه ويعرفون الهدف السياسي من وراء وجودهم إذن كل أطروحاتنا سوف تكون متأثرة دائماً بهذا الوضع الشاذ الغير أنساني وأي فقز على هذا الواقع سيكون نوع من العبث لا يقل خطورة عن العبث الذي يمارس في عملية التجنيس السياسي التدميري المبني على أسس طائفية

    • زائر 4 | 12:18 ص

      فلسفه الدين

      هل نحن نعلم واقعاً ما معنى الدين؟ هناك شكوك بأن كلمة الدين حتى الأن لن تترجم بطريقه صحيحه . ( لكم دينكم ولىٌ دين) .بمعنى لكم نظامكم و لنا نظامنا . وبكل بساطه الدين تعنى النظام الشامل . و هناك انظمه الآهيه و الأنظمه الوضعيه .و ما اوتى النبيون و الرسل انظمه من رب الكريم و الأنظمه الدينويه الوضعيه معروفه بأنها من اجتهادات الأفراد لا يتخللها العبادات و تزكية النفس و فى نظام الله التزكيه و العبادات محور النظام .الوثيقه هى العهد بين الله و الأنسان من رب الكريم لا يجب تغيرها على حسب ميول الناس.

    • زائر 3 | 12:06 ص

      تقدير

      احسنت

    • زائر 2 | 12:06 ص

      انما يخشى الله من عباده العلماء

      للأسف فقد"بعض" رجال الدين مكانتهم, ولو خليت خربت.
      منابر يوم الطف باتت بعصرنا .. بكاءا وتضليلا وكذبا منمقا .. تسلقها شر القرود فأصبحت .. تعج الى الرحمن ممن تسلقا!
      أصبحوا يستولون على الخمس وهو حق الأمام. أصبحت العمامة شنطة دبلوماسية. يعني لوازم الكشخة.
      من يقوم بتنظيف الساحة من المعممين المخادعين؟ من سينصر الامام الحجة (اللهم عجل فرجه الشريف) ونحن لانستطيع الدفاع عن حقه في الخمس؟ ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم, والأمام هو ولي الله.
      أميرة بوحميد

    • زائر 1 | 10:14 م

      مستحيل

      اعتقد يادكتوري الفاضل انه ماتطلبه يعد ضربا من ضروب المستحيل .. من اين لنا ان نعرف الشيخ ذو النيه الصافيه السليمه حتى يشرف على من هم دون ذلك؟؟ في كل شئ ينخر الفساد حتى في نفوس المتدينين والمشايخ .. داء ابتلى به بنو الانسان .. ولو خليت لخربت .. نسأل الله لمهدينا فرجا عاجلا .. علنا نعيش في دنيا تعرف للعدل معنى .. بوركت

اقرأ ايضاً