يحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز ضيفا عزيزا على أخيه الملك حمد بن عيسى اليوم الأحد، وهي زيارة طالما تمناها الشعبان: السعودي والبحريني نظرا لأهميتها الكبرى بالنسبة لهما.
الروابط التي تجمع الشعبين كثيرة، سياسية واقتصادية واجتماعية وغيرها، واجتماع الملكين يؤكد أنهما سيعملان على تنمية هذه الروابط وكذلك تذليل كل العقبات التي قد تطرأ على هذه العلاقة أو تقف دون تقدمها المستمر.
ومعروف أن السعودية تلتقي مع البحرين في مجلس التعاون الخليجي، كما تلتقي معها في الجامعة العربية، فضلا عن الهم المشترك الذي يجمعهما مثل: قضية فلسطين، والعراق، وأفغانستان، وكذلك قضية إيران والحديث المتواصل عن سلاحها النووي وأثره على منطقة الخليج بالإضافة إلى هموم سياسية أخرى من المؤكد أن الملكين سيتحدثان عنها وسيعملان على إيجاد حلول معقولة لها.
ومن نافلة القول إن للمملكة العربية السعودية تأثير واضح على مجريات الأمور في المنطقة العربية خصوصا والعالمية بشكل عام، وكلنا نتابع الزيارات المتلاحقة التي قام بها معظم أقطاب السياسة العراقية للرياض والتقاءهم بالملك عبدالله، ومناقشة أحسن السبل لاستتباب الأمن في العراق.
ونلاحظ كذلك زيارات بعض أقطاب الحكومة الإيرانية للسعودية، ومنها ما فعل الأميركان وبعض قادة أوروبا، كل هؤلاء يهمهم معرفة السعودية في الأحداث المتلاحقة في منطقتا العربية والإسلامية.
ولأن البحرين – هي الأخرى تساهم بفاعلية في هذه الأحداث ولعمق الصلة بين الملكين والتي تتضح في كثير من المواقف فكان لابد لهما من الاكتفاء لتدارس كل تلك القضايا وسواها بغية توحيد الأهداف والجهود إذ إن الجهود العربية كلما اتحدت كلما زاد تأثيرها على الساحة الدولية ونحن – دولا وشعوبا – في أمسّ الحاجة لتوحيد أهدافنا وجهودنا بعد أن أصبحت كثير من مواقفنا مخيبة للآمال ومحبطة لمعظم تقدمنا سواء على الساحة العربية أم الدولية.
سؤال أطرحه بصفتي مواطنا سعوديا أعرف الكثير عن البحرين وأهلها: ماذا يريد الشعبان من هذا اللقاء لتتحقق لهما تطلعاتهما، أو معظمها على أقل تقدير؟!
المواطن البسيط لاتهمه الأحداث الكبرى لأنها من اختصاص فئة من المواطنين ويفترض أنهم يؤدون دورهم في هذا الاتجاه، ولكن هذا المواطن يهتم – غالبا – بأمور حياته اليومية وبالتالي فهو يتطلع إلى حلها لكي يعيش بهدوء واطمئنان!
يتطلع المواطن في الدولتين إلى أن يتحرك في كلا الاتجاهين دون أن يتوقف عند الجمارك ودون أن يقف في طابور طويل عند الجوازات قد يستغرق منه ساعات في بعض الأحيان! يكفي – هذا ما نتمناه – أن يبرز هويته – فقط – لكي يُسمح بالمرور، ثم لا يتوقف عند شركات التأمين لأنه – هذا ما نتمناه – أن يكون التأمين مشتركا بين البحرين ويمكن ترتيب ذلك بسهولة.
انتقال البضائع بين البحرين ينبغي أن يكون سهلا وبدون جمارك لكي تتسارع حركة الاقتصاد ويستفيد المواطنون منها.
سيقول بعض: إن السعودية تمنع إدخال الخمور فكيف يمكن تطبيق ذلك الاقتراح؟! وأقول: إن البحرين دولة مسلمة تعرف أن بيع الخمور حرام، وأعرف أن معظم نوابها من ذوي الاتجاه الإسلامي فينبغي عليهم إصدار قانون يجرم بيعها وصنعها وهذا يحل المشكلة – أولا – ويفيد البحرين اقتصاديا – ثانيا – فهل يفعلها إخواننا في البحرين؟!
معاملة رعايا الدولتين بصورة متساوية في التوظيف والدراسة والمتاجرة والشراء والبيع والسكن وغير ذلك ضرورة حيوية لكي يشعر الجميع أنهم شعب واحد وليس شعبية تفرقهما بعض الأمور.
وهنا أقترح على سفيري الدولتين أن يمضيا في هذا الاتجاه، وكذلك كل العقلاء المخلصين، فالوحدة خير من جميع وجوهها، وحدة الهدف، ووحدة العمل!
وقد قرأت تصريحا جميلا لسعادة سفيرنا في البحرين عبدالمحسن المارك في صحيفة «الرياض» تحدث فيه عن عمق العلاقة بين البلدين وأنها ماضية في الاتجاه السليم – أشكره كثيرا وأتمنى أن يواصل عمله على تأصيل هذه العلاقة وتقويتها.
فرحت بهذه الزيارة لأني أعرف عمق العلاقة بين الملكين، ولأني أدرك أن هذه العلاقة سيكون لها مردود إيجابي على الشعبين.
أعرف أن ملكنا سيقابل باحتفاء كبير يليق بمكانته المتميزة، ومكانة بلدة، كما يليق – أيضا – بملك البحرين وكرمه وأريحيته، هو وأهل البحرين جميعا، وكلنا عيون تنظر ماذا سيحدث هناك!
إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"العدد 2781 - الأحد 18 أبريل 2010م الموافق 03 جمادى الأولى 1431هـ