العدد 2780 - السبت 17 أبريل 2010م الموافق 02 جمادى الأولى 1431هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

لن ألبس بنطال عدوي!

من كان يصدق أن يوجد في هذه القرية النائية عن الحضارة الزائفة، شاب يحمل سلوكيات وفكر غريب عنها يقلد بها الآخرون أعداء اليوم، من كان يصدق أنه أيضا مولود من أبوين مسلمين، وكأنه غريب عن هذه القرية التي ولد فيها، ناسيا نفسه أنه زحف فوق ترابها، وربى بين أغنامها، وترعرع بين أنهارها، وشرب من لبن أبقارها، ولما وصلته الحضارة الزائفة تنكر لعقله ولأصله ولقريته بل لإسلامه، وزحف إليها زحفا يتبختر بها ليتشبه بلباس اليهود الذين حاربهم الرسول (ص) لسنوات طويلة حتى طأطأ رؤوسهم، وهدم حصونهم وهزم أبطالهم.

وأنت اليوم يا مروان تقوم بنفس الدور فتنصر الأعداء علينا وتقوي شوكتهم وترفع رايتهم، بتقليدك لهم في لباسهم، وتمييعك في سلوكك بكشفك عورتك، هذه كانت آخر نصيحة ذهبية تلقاها مروان من شقيقه عادل الذي يكبره بسنتين والذي كان قبله أيضا مقلدا لهذا السلوك، بناطيل قصيرة وشورتات أقصر مع فانيلات لويست والتي انتشرت في الأرياف، حتى أسف على أفعاله وعاد إلى رشده، بعد أن تلقى ضربة قاضية من داعية القرية في بيت الله عندما كان يصلي لله كاشفا نصف عورته للمأمومين بنفس اللباس، يا الله كم كان موقفا مخزيا مقابل ضربة قاضية، والتي لم ولن ينساها طيلة حياته، وكيف ينسى ذاك المشهد وهو بين خالقه، وبقي الزمن يعيد له مشهد الخزي والعار كلما مر أمام المسجد، وشقيقه مروان اليوم يرافق شابا متحررا من كل شيء، ويقلده في كل شيء وهو ليس بجميل الطلعة، ولا مرتب في هندامه وإذا ما مر بقربك كأنه شبح أو وحش هاربٌ من الأدغال... تاركا مدرسته كما هو تارك لصلاته، ولكنه يتفلسف بأفكار بين أصدقائه التي يحفظها من الكتب والتي رفضتها رفوف المكتبات، وتخلت عنها الأسواق، حتى بيعت بثمن الآيسكريم و(الأجباس)، وتفرد الشيطان الأكبر والأصغر من جديد بشبابنا في الميوعة وسياسة الإغواء.

وما بقيت له إلا أفكارهم البالية تدوي في أذنيه يتفلسف بها ويتشدق بقيمهم ومعتقداتهم بين الفينة والأخرى على صغار القرية، إلى أن ملوا منها ورفضوه وتخلى عنه عقله، حتى عاد مرة أخرى يتلبس بخرقة غيرهم الضيقة، التي لا تستره بنطال ساغي أو فانيلة لويست كي تكشف نصف جسده، كما هم شبابنا اليوم بأجسادهم فاعلون، ولعوراتهم كاشفون... بينما تعاقب هذه الدول المتحررة الشيطانية التي يصنع فيها هذه السروال من يرتدي «بنطال الساحل»، أو «سروال طيحني» أو الشورتات الذي يظهر الجسم أو الملابس الداخلية التحتية وذلك بحبسه ستة أشهر وبغرامة قدرها 500 دولار، وهو لا يزال يتشدق بها و يسميها موضة اليوم و يحلم ويمنِّي نفسه بذلك اليوم الذي ستقوى فيه رايتهم، ويرفرف فيه بنطالهم أو علمهم أسوة بعلم اليهود المرفوع في الكثير من عواصم الدول العربية مؤيدة لهم وداعمة لمجازرهم اليومية، حتى ترضى عنهم أميركا وتحمي سواحلهم إن بقيت هناك سواحل لشعوبهم.

جلس عادل في مقهى القرية الوحيد والمكتظ بالشباب، والذي لم ينجُ من مدوناتهم التي ملئوا بها جدرانه كشعار الصليب المعكوف، وأصحاب المطرقة والمنجل، التي عفى عليها الزمن وشرب، والنسر الأميركي الجبان الذين لم يصمدوا أمام لفظ الجلالة وسيف «ذو الفقار»... لكنه نجى هو الآخر من الموضة قبل أن تزحف عليه، حيث لا يزال مبقيا على مذياعه الكبير القديم والذي يعمل بضربة ويغلق بغيرها، وبـ «منيو» الطعام التي يقدمها للشباب كتبها ولصقها على الباب كالمأكولات الخفيفة كالفول والحمص والرغيف البلدي والشاي والحليب ويختمها بعبارة الدفع قبل الأكل، وهم لاهون في شجارهم اليومي الذي لا ينتهي، أفيونهم اليومي كرة القدم، هي الأخرى على من يكسب ومن يخسر هذه الليلة، ودخان أراجيلهم ترتفع لتلوث السماء الصافية، افتخارا وزهوا، وأراجيفهم الليلية المتكررة عن مشكلة الإسكان وانقراض الأسماك وارتفاع الأسعار، والبعض الآخر أنهوا أرجيفتهم وغطوا في قيلولة عميقة بين أطباقهم الخاوية لا يفصلهم عن الموتى إلا شخيرهم بسبب الديون التي أثقلتهم، إلى أن يوقظهم عموجابر بقطرات من الماء البارد، جلس عادل يفكر مليا في حال شقيقه وتقليده زميله، طارقا برهة من الزمن في حل أو طريقة يعود إلى صوابه وإلى رشده، إلى أن أيقظه هو الآخر مذياع المقهى تاليا نبأ عاجلا عن عطل فني طارئ تسبب في قطع البث اليومي عن جلسة البرلمان وهو يناقش سرقة الأراضي والسواحل!... حينها استرجع مروان لله سبحانه وتعالى من ذنوبه وخرج من المقهى مبكرا منهزما منكس الرأس! لائما ومحقرا نفسه التي كانت السبب في إراقة ماء وجهه أمام مجتمعه و في انحراف شقيقه إلى الأبد!

مهدي خليل


لمسة وفاء وعرفان لجهود مديرة المدرسة

 

لمسة وفاء وشكر وعرفان لمديرة مدرسة العهد الزاهر الثانوية للبنات صفية علي أحمد:

ولو أنني أوتيت كل بلاغة

وأفنيت بحر النطق في النظم والنثر

لما كنت بعد القول إلا مقصرا

ومعترفا بالعجز عن واجب الشكر

يسرنا نحن باسم جميع المرشدات الاجتماعيات والمشرفات الإداريات ومكتب الإرشاد الأكاديمي والتوجيه المهني وباسم المديرات المساعدات وجميع الهيئة الإدارية ومعلمات المدرسة وطالباتها وجميع منتسبي المدرسة أن نتقدم لمديرة مدرسة العهد الزاهر الثانوية للبنات صفية علي أحمد بخالص الشكر ووافر الامتنان على ما تبذله من جهد ملحوظ وخاصة في تعاونها مع مكتب الإرشاد الاجتماعي وجميع المشرفات والمعلمات في حل المشكلات وإيجاد الحلول لها بما يخدم مصلحة طالبات المدرسة ويخدم عملية التعليم والتعلم بالاستفادة من خبرتها وحنكتها في المسيرة التعليمية ومتابعتها المستمرة بجانب جهود إدارة الخدمات الطلابية وإدارة التعليم الثانوي، جعلها الله في موازين حسناتها... ونحن العارفات بفضلها المستضيئات بقدرتها العاجزات عن القيام بالشكر، وقد حررنا هذه السطور بلسان الإمكان لا بقلم التبيان، سائلات المولى عز وجل أن يجعلنا وإياها من أهل القرآن... وأن يرزقنا وإياها الفردوس الأعلى من الجنان، وصدق الله إذ يقول «هل جزاء الإحسان إلا الإحسان».

فبارك الله لكِ جهودكِ وسدد بالخير والعطاء دربكِ.

منى الدلهان


وسائل جريمة الاحتيال (2)

 

تحدثنا في المقال السابق عن ماهية جريمة الاحتيال وفعل التدليس الذي تقوم به جريمة الاحتيال، والفرق بين التدليس الجنائي والتدليس المدني وسوف نوضح في هذا المقال وسائل جريمة الاحتيال.


الطرق الاحتيالية:

 

هي أكاذيب مدعمة بمظاهر خارجية فالكذب هنا هو جوهر الطرق الاحتيالية التي يستمد منها المتهم الأدلة على صحة ما يقول بهدف إقناع المجني عليه بوهم يثري الذمة المالية للمتهم وينقصها للمجني عليه.


الكــذب:

 

الكذب قد يكون كتابيا أو شفويا أو بالإشارة إذا كان لها دلالة اصطلاحية معروفة ففهمها المجني عليه ووقع بناء عليها في الغلط فيتصور أن يكون المجني عليه أصم، وغاية الكذب إيهام المجني عليه بطرق احتيالية مثلا بوجود مشروع كاذب أو واقعة مزورة أو إحداث الأمل بحصول ربح وهمي أو إيهامه بوجود سند دين غير صحيح، ولم ينص المشرع القانوني على حصر الطرق الاحتيالية إنما جاء النص عاما أي يفيد أن أي طريقة احتيالية تصلح أن تقوم بها جريمة الاحتيال طالما أن الهدف و القصد الجنائي هو الاستيلاء على مال منقول بدون وجه حق.


الأمثلة الواقعية على طرق الاحتيال والنصب لأخذ الحذر:

 

الإيهام بوجود مشروع كاذب، يعتبر إيهاما بوجود مشروع كاذب دفع المجني عليه للاعتقاد بوجود جهود تبذل بغرض معين بهدف نقل مال من الذمة المالية للمجني عليه الى الذمة المالية للجاني، فعندما يقوم الجاني بإيهام المجني عليه بوجود شركة تجارية أو العزم على إنشائها أو حتى حفلة خيرية المهم هو أن الموضوع مشروع كاذب يهدف إلى الاستيلاء على مال أو أن تكون الواقعة مزورة وتعتبر الواقعة مزورة إذا كانت غير موجودة أصلا أو غير موجودة بالشكل الذي شرحه الجاني كإيهام المتهم المجني عليه بأن له نفوذا أو أن له سطوة تمكنه من قضاء حاجة المجني عليه أو إيهامه أن له علم ودراية بمسألة معينة تهمه وأنه على استعداد تام لاطلاعه على تفاصيلها بمقابل مال أو إيهامه بأنه في خطر وان في استطاعته أن يخلصه منه كما يزعم بعض المشعوذين النصابين بقدرتهم على تخليص الناس من الأمراض والمشاكل نظير تلقيهم مقابل مادي او مقابل عيني سواء كان صراحة (مال ) او مستتر (هدية او قربانا ) كل ذلك يعد من جرائم الاحتيال.

ولما كانت جريمة الاحتيال تقوم على الكذب فإن معيار تقييم الكذب هو مطابقتهِ للحقيقة الموضوعية وهو من اختصاص المحكمة، فإذا كانت الواقعة غير موجودة فإن ادعاء وجودها كذبا وأيضا تعتبر الواقعة كاذبة اذا كانت الواقعة صحيحة وانطوى الكذب على بعض تفاصيلها أو أجزائها، وتطبيقا لذلك فإن المشروع يعتبر كذبا احتياليا إذا كان له وجود حقيقي ولكنه لا يحقق الربح الذي يدعيه المتهم، أو كانت الواقعة التي يزعمها المتهم حقيقة ولكن ليس من شأنها أن تحقق الغرض الذي يسعى إليه المجني عليه، ويعتبر الأمل في الربح وهميا إذ يستوجب إنفاق مال أكثر لتحقيق هذا الربح الخرافي ولم يصارح المتهم المجني عليه بالأمر وأوهمه بطرق احتيالية أن هذا المال القليل الذي سيدفعه المجني عليه سيعود بأرباح طائلة. وكذلك الحال على من ادعى صلة قرابة بذي نفوذ وزعم أنه يستطيع تعين المجني عليه في منصب يعتبر ادعاءه كاذبا واحتياليا طالما أن هذه الصلة غير حقيقية وكان هناك مقابل مالي لهذا الأمر أو مقابل عيني.

ويعتبر محتالا من أوهم آخر بدفع مال مقابل إنشاء شركة ولم ينوِ إقامتها طالما أن الغاية هي الإثراء بلا سبب وبناء على طرق احتيالية، أو أن القانون لم يجيز له إنشائها فكل ذلك يعد من قبيل النصب.


سنــد الــدين

 

ومفاد ذلك أن يقوم المتهم بإيهام المجني عليه بأي طريقة احتيالية بأنه مدين له بمال ما أي يوهمه بوجود علاقة قانونية بينهما تفرض عليه أن يسلمه بعض ماله، وتقوم الجريمة عندما تكون علاقة المديونية مزورة أي أن يكون سند الدين مزورا أو ملغيا أو متلفا أو معدلا.

وهذه المقالات دعوة من إدارة الإعلام الأمني للتوعية الأمنية بأخذ الحيطة والحذر والتأكد من صحة الأدلة وعدم الإفراط في الثقة المالية.


أبدأ كلامي بأعذب الحروف

 

أنا طالبة (أدبي) في الثانوية وعلى هذا الأساس يتحتم علي القول بكلام أعبر عن هذه التجربة، تجربة ولا أروع وأتمنى ان تعاد هذه التجربة، هذه التجربة هي خدمة المجتمع المدرسية الخارجية، تجربة كنت متشوقة إليها وكنت مقتنعة أنها ستكون اجمل تجربة ستمر علي ولن انساها.

في هذا السنة في عطلة الربيع كان علي الالتزام بالذهاب إلى تنفيذ خدمة المجتمع المدرسية، وقبل اختياري للمكان الذي كنت فيه احترت كثيرا اين اذهب؟! ما هي رغبتي الاولى؟ فقررت الذهاب إلى مكان قريب لي ولا يستطيع احد من الناس غير مرخص له بالدخول اليه، فاخترت هيئة اذاعة البحرين، وكانت هناك الأجواء جميلة جدا والموظفون رحبوا بي وتقبلوني بينهم برحابة صدر وان اكون معهم لمدة أسبوع واحد فقط.

في هذا الفترة القصيرة تعرفت على اشياء كثيرة جدا وتعرفت على اشخاص جدد وكثيرة، ولكن تمنيت ان تكون الفترة أطول من أسبوع لانها كانت اياما حلوة لا تنسى.

وفي اليوم الموعود توجهت إلى الاذاعة وكنت بين الخوف والفرح، وبعد اجراءات الدخول ذهبت إلى المبنى المطلوب لي ان أكون فيه، وعندما وصلت إلى المبنى أخذني الحارس إلى رئيسة الاذاعة ورحبت واخذتني إلى القسم المطلوب ان أكون فيه وهو (قسم الأسرة)، وجوه لن أنساها طوال حياتي في هذا القسم الذي رحبوا بي وعاملوني وكأني ابنتهم أو اختهم الصغرى، وهذا شرف كبير لي ان أكون معهم.

وبعد فترة وصل المذيعون وطلبوا مني اكون معهم في الاستيديو.وكانت أول مرة اذهب فيها للاستيديو. تعرفت على بقية المذيعين وخصوصا اننا نسمعهم ولا نراهم، وتعرفت على المخرجين والمعدين، ولا انسى الرجل الذي كان معي في كل لحظه وهو الاستاذ (محمد حسن) الذي لم يقصر معي فكان كل ساعة يتفقد اين أكون واين موقعي، اخذني في جولة في الاذاعة وادخلني كل الاستيديوهات الموجودة وايضا لا انسى (قسم التنسيق).

والكثير الكثير من الأمور التي لم اذكرها واني لو بقيت أكتب لن انتهي.

تجربة اتمنى من الكل خوضها، فخدمة المجتمع تؤهلنا في المستقبل البعيد بإذن الله وهو اختيارنا إلى التخصص الجامعي الذي يناسبنا بعد انتهاء الدراسة الجامعية، فهي تعطينا نموذجا حيا من الوظائف التي يمكن ان تكون يوما من الايام وظيفتنا وكيف تكون اجواء العمل.

وفي النهاية اود ان اشكر كل من استضافني واشكر هيئة اذاعة البحرين ورئيسة الاذاعة على اتاحتهم لي هذه الفرصة الثمينة واتمنى ان ازورهم مرة اخرى، وما ادراني قد اعمل هناك في المستقبل.

زينب محمد حسن عبدالوهاب الرمضان

طالبة بمدرسة أميمة بنت النعمان الثانوية للبنات


الشاب زاهي ميرزا أفجعتنا برحيلك

 

نعزي أمين عام جمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان ونعزي جميع محبيه بوفاة أخيه غير الشقيق الشاب زاهي ميرزا سلمان والذي صعدت روحه الطاهرة إلى بارئها إثر حادث مروري مروع بالقرب من مسقط رأسه قرية البلاد القديم حيث كان يخطو الفقيد الراحل الخطا للكد على عياله واستقطاب السرور والفرح لعياله وتوفير ما يحتاجونه من مستلزمات حياتية ومعيشية فهو الشاب المجاهد كما جاء في الحديث الشريف «الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله» وقد عرجت روحه الطاهرة إلى الملكوت الأعلى مساء الأربعاء 31 مارس/آذار 2010.

إلى جنان الخلد يا زاهي الجهاد وهنيئا لك حسن الخاتمة، عرفتك شابا مجاهدا صابرا رساليا، عرفتك مثقفا لبق الحديث طلق اللسان، عرفتك محبا لكل الناس ولكل المؤمنين، رحمة الله عليك وتغمدك بواسع رحمته وحشرك مع من توليت من أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة مع محمد وآل محمد، وأعلى الله مقامك في جنان الخلد... يا زاهي قد فجعتنا إذ مضيت عنا على حين غرة شابا يافعا حيويا مؤمنا آمرا بمعروف وناهيا عن منكر وكنت داعيا إلى الله وداعيا للتمسك بخط ونهج الالتزام والإيمان، رحلت عنا وفي العين قذى وفي القلب شجا وحزن وألم على فراقك المؤلم والمفجع والمفاجئ، رحلت عنا جسدا ولم ترحل عنا روحا فإننا سنبقى نتذكرك دائما وأبدا وسنراك في شخوص أخيك سماحة الشيخ علي سلمان وإخوتك الأفاضل، سنرى أخلاقك وهدوءك في شخص أخيك ومعلمك وأستاذك... ما يؤسفني أنني لم أرَك قبل رحيلك كي أتزود منك ومن صفاتك القيمة والأخلاقية كي أودعك الوداع الأخير في عالم الأرض والدنيا، ولم أوفق للمشاركة في وداعك لمثواك الأخير في تشييعك المهيب بسبب ظروف العمل، يا زاهي الأخلاق كلماتي هذه هي بمثابة كلمات وداع وإلى لقاء ونحن في دائرة رحمة الله تشملنا، ونحن مع النبيين والصديقين والصالحين والشهداء مع محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين وأبناء الحسين الأئمة المعصومين في أعلى مقامات الجنان...

قال تعالى ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَة مَرْضِيَّة فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ) سورة الفجر... يا راحلا عنا وقد أفجعتنا أنت الزاهي زاهٍ في قلوب محبيك زاهٍ بحبك للخير والأخيار، أيها الشاب المؤمن الرسالي المجاهد مضيت إلى الآخرة وأنت مطمئن النفس إن شاء الله تعالى، ونفسك المؤمنة والتي هي أمانة الله، قد رحلت وهي راضية مرضية وإن شاء الله أنت مع عباد الله الصالحين في جنات النعيم وأنت مضرّج بدمك وجراحاتك التي ألمت بك إثر الحادث المروري الذي رحلت بسببه وعرجت روحك المؤمنة الطاهرة شاهدة وشهيدة بشهادة الكفاح والجهاد والكد على عيالك وأسرتك المؤمنة والصابرة والمحتسبة.

حسين منصور حسين


في وداع أبي باقر

 

(أبا باقرٍ)هامةٌ مطرقة

وحسرة نفس لكم مُحــــــــرِقة

تلحّ هنا الذكريات الأُلى

وتبقى عيونا بنا مُـــــــــــحدقة ..

يفجّرها الموتُ من حولنا ...

فما أكذب الموتَ ... ما أصدقه!

ذكرتك تمشي، فيسعى المشاة

إليكَ، بــــأفئدةٍ شــــــيّقــــــــة

ذكرتك تنثر فوق الرصيف

تحايـــاك والبسمــــــة المغدقة

فما أحلى بسمك بين الوجوه

و ما أزهى روحـــك عند اللقا

ذكرتك لما دهانا (البلاء)

وباغتنا بالعنـــــا والشــقــــــا

وجدتك تنهض في الأوّلين

تسيل على جرحــــــنا رقرقة

وبادرت بالكف تحنو على

صغير بإيمـــــاءة مُشــــفقة

و تسعى حثيثا للمّ الشتات

و تنسجُ مـــــا الدهر قد مزّقه

و عيناك تملؤها بالصلاة

و تبعثها مـــــــــوجة مشرقة

(أبا باقرٍ)ذاك عمرٌ قصير

تقضّى كجــــــودِ يـدٍ مُملقـــة

قدِ استوطن الداءُ جسما ضعيف

وألقاهُ كـــالنخلة المـــــــرهقة

وقد هدّ ركنك ، لكنـه

تناهى ... وما استطاع هزّ الثقة!

نوى بك سؤءا! وظل الرجاء

يراودنا فـســــــــحة ضـيـّقــة

فبين الطبيب وبين الدواء

وفي غربة مُرّة مــــــــؤرقــة

وأنت هنا صابرٌ ... صابرٌ

(كذا الصبر دأبٌ لأهل التقى)

و ما فارقت ثغرك البسملات

ولا البسمـــــــات بدت مُخلقة

و تمضي ...وأنت امام الصلاة

وللفقه مــدرســـــة ... مُرتقى

ليبكي على رزئك السائلون

و تنحب في فقدك (المنطقة)...

جابر علي


أين يأمنون إذا لم يأمنوا في المسجد؟

 

بين فترة وأخرى لا تخلو الصحف أو الأخبار المتداولة عن وجود حالة اغتصاب أو ممارسة اللواط برضا لأحد أبنائنا تعرض لها من الذئاب البشرية.

وما يحزن في الأمر أكثر أن الممارسة الشاذة هذه، والذنب الكبير، وصل إلى درجة تهاون تستدعي حلا عاجلا لا يحتمل التأجيل، فالذئاب البشرية استهانت بهذا الذنب بحيث صارت تمارسه في الأماكن المقدسة، ومن أناس شغلوا وظائف دينية يفترض أن يكون القائم بها على مستوى عالٍ من الوعي والإيمان.

فبعد أن كانت هذه الممارسة منتشرة في أماكن الشبهات والنائية، كالبيوت التي تحت الإنشاء والمهجورة والأماكن الخالية من الرقابة، صارت منتشرة في أمكان كنا نطمئن فيها على أبنائنا وإخواننا ونأمن لهم كالمدرسة والنادي، لكن أن يصل الحال أن تمارس هذه الرذيلة في المساجد، فهنا قد دق ناقوس الخطر، ووجب علينا وضع حل عاجل.

والمؤشر الثاني الخطير هو الزيادة المطّردة في هذه الممارسة والتي تزيد يوما بعد يوم، ففي فترة ستة أشهر أو أقل سجلت صحيفة الوسط ستة حالات أو أكثر، فآخرها ما تعرض لطفل عمره 12 عاما استدرجه الفاعل إلى بيت تحت الإنشاء، و قضية أخرى تعرض لها طفل عمره تسع سنوات فقط على ساحل المالكية، وآخر عمره ثماني سنوات، ولم يمنع متهم تجاوز الأربعين من عمره براءة طفل عمره سبعة أعوام فقط، أما في أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي لم توقف براءة طفل عمره ست سنوات فقط ثلاثة ذئاب بشرية ذوي قرابة من المعتدى عليه.

هذا فضلا عن القضايا التي لم تنشر في الصحف والقضايا التي لم تصل إلى المحاكم، والقضايا التي لا يعلم بعد بها أهل الجاني والمجني عليه. وما حدث في الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني العام الماضي هو شاهد عن الحالة المأسوية، وهي محاولة اغتصاب قيم أحد المساجد لطفل عمره 13 عاما؛ لممارسة الفاحشة معه إلا أن محاولته باءت بالفشل برحمة من الله، وما حدث في مسجد من اعتداء القيم على أحد الأطفال هو شاهد آخر، وما حدث من بعض معلمي الصلاة، والشواهد كثيرة.

وهذه الجريمة تعرض أبناءنا للدمار في نفسياتهم، وتغير في سلوكهم، واعتلال صحتهم، وانحرافهم عن دينهم، وبعض هذه الآثار يظل مع الطفل مدى حياته.

وإني أقترح هنا بعض الحلول التي أطلب من العلماء مراجعتها والتفكير في حلول أخرى، فلحفظ المساجد من ممارسة الرذيلة فيها:

- أن تفتح المساجد التي ليس فيها حركة مستمرة، في أوقات الفرائض وتغلق بعد ذلك، وإذا فتحت لوقت إضافي تكون بتواجد القيم فيها.

- عند فتح المساجد لتعليم الصلاة أو الدروس الإسلامية للأطفال تفتح قبل وقت الفريضة، بحيث يكون انتهاؤها عند وقت الأذان.

- وضع شروط للقيم ومعلم الصلاة، فرضا بألا يكون حديث البلوغ، وأن يكون متزوجا ويشهد له بحسن السيرة، أي يكون الاختيار بعناية وبعد تمحيص دقيق.

- يتجنب استقدام القيمين الأجانب، وإذا كان فليستقدموا مع زوجاتهم، أو يكن لهم عمل إضافي يشغل وقت فراغهم.

وعلى الآباء والأمهات تجاه الأبناء:

- تنبيه وتوجيه الأطفال بطريقة بسيطة كأنها من سياق الحديث لا تشغل بال الطفل ولا تؤثر عليه فترفع مثلا من حب الاستطلاع لديه أو ترعبه من التواجد مع الآخرين.

- تشجيع أبنائنا على الحديث إلينا في كل الأمور التي تحدث لهم خلال اليوم، وأن نبني الثقة بيننا وبينهم في حوار ودي يساعدهم على إخبارنا بأي أمر يتعرضون له.

- تعليمهم بخصوصية أجسامهم، وأنه غير مصرح لأحد بلمسه بطريقة تضايقهم، ونؤكد على كلمة «كل الناس» بحيث يعتبروه أمرا عاديا، إضافة إلى أن الكثير للأسف من هؤلاء الذين يقومون بالتحرش يكونون من المقربين للطفل وأسرته.

- مرافقتهم عند شرائهم من البرادات والأسواق، وعند التنزه واللعب، بحيث يكونوا تحت الرقابة وتكون بشكل لا يزعجهم بل يرغبهم.

- تعليمهم بعض أساليب الدفاع عن النفس، ومنها مثلا الصراخ بقوة عند تعرضه لموقف ما، ونترك الأمر مفتوحا ونقول له أي سلوك يبدو من الآخر أنه يرغب في تقييدك أو لمس جسمك أو غير ذلك.

وهناك الكثير من التوجيهات والنصائح للوالدين تجاه الأبناء، أنصح القراء بالاطلاع على موقع إسلام أون لاين، إذ عني بهذه القضية وزودوها بحلول ونصائح وتوجيهات.

كما أن هناك بعض الاقتراحات حول حفظ باقي أماكن الشبهات وحفظ المدارس والنوادي من هذه الممارسة، إلا أن الدعوة موجهة للمهتمين بالاطلاع والبحث عن الحلول، أما ما وجب على المجتمع كافة لتقليل هذه الجرائم هو الحث والمساعدة على الزواج المبكر، والأمر بالمعروف والنهي هن المنكر، وإقامة الندوات والمحاضرات في المساجد والحسينيات، وتطرق خطباء الجمعة للموضوع هذا، وعلى الدولة أن تطبق الحدود الشرعية.

رضا عابد

العدد 2780 - السبت 17 أبريل 2010م الموافق 02 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 12:38 ص

      الى منى الدلهان

      انتي طيبه

    • زائر 6 | 8:22 م

      إلى منى الدلهان

      بسش صبغ فيها .. اصلا هالمديرة خرطي ولا شفنا منها شي زين ..
      قولي تبينها تسوي اليش جم شغلة من جدي قاعدة تصبغين فيها ..
      و رجاءاً هالمرة تكلمي عن نفسش ولا تحشرين الاوادم وياش ..

    • زائر 5 | 1:49 م

      الى الزائرة2

      لا تحسدينا و لا شي ترى هالكلام كله دهان سير

    • زائر 4 | 12:32 م

      الى منى الدلهان

      تكلمي عن نفسك فقط

    • زائر 3 | 10:17 ص

      سؤال لمنى الدلهان

      كم حافز حصلتي من المديرة !!!!

    • زائر 2 | 7:59 ص

      يامنى الدلهان

      احسدكم ان كان ماتقولين صحيحا رغم انني لا اظنه كذلك 100 * 100 والله يديم عليكم هالنعمة والاهم تشوفه المديره عشان تطيكم حوافز

    • زائر 1 | 5:50 ص

      ابداع

      مقال جميل جدا وأسلوب راااااائع يا مهدي خليل
      وعنوان ولا أحلى (لن ألبس بنطال عدوي!)
      رغم طول المقال الا انه يخليك تقراه وتوصل لي النقطه بدون ماتحس
      موفق ..

اقرأ ايضاً