العدد 2779 - الجمعة 16 أبريل 2010م الموافق 01 جمادى الأولى 1431هـ

مباراة على الطريقة اللبنانية

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

اهتمت وسائل الإعلام اللبنانية بتغطية المباراة التي جرت الثلثاء الماضي لاستذكار انطلاق الحرب الأهلية في لبنان العام 1975، وحضرها وزراء ونواب ونجوم كرة قدامى يتقدمهم جميعا رئيس الجمهورية، ومُنع الجمهور من حضورها بقرارٍ سياسي، تجنبا للحماسة التي قد تفلت معها الأعصاب!

الفريقان تشكلا من «المعارضة» و«الموالاة»، وكان أغلب اللاعبين تنقصهم اللياقة البدنية لأنهم فوق الخمسين، ولذلك كانت وتيرة المباراة هادئة جدا، كأنهم يتحركون بالحركة البطيئة. وربما كان أصغرهم سنا رئيس الوزراء سعد الحريري الذي قال: «عندما نكون فريقا واحدا فلن يقوى علينا أحد». أما رئيس لجنة الشباب فاعتبر المباراة «لتسجيل أهدافٍ في مرمى التصادم والعودة إلى التعاون... ولنقول كفى للحقبة السوداء».

فريق الحكومة فاز بهدفين، سجّلهما في الشوط الثاني سامي الجميل (حفيد بيار الجميل مؤسس حزب الكتائب)، الذي علّق بأن «استراتيجية علي عمّار الدفاعية (من حزب الله) فاشلة»، فردّ عليه مازحا بأن «استراتيجيتنا الدفاعية موجّهة ضد (إسرائيل)، عدو اللبنانيين جميعا»! وأضاف: «لقد أهدينا الفوز للرئيس الحريري لأنه يرأس حكومة كل اللبنانيين، ولذا لم نستخدم كل لياقتنا البدنية»!

المباراة كانت مسلية فلم يزد كلّ شوطٍ عن ربع ساعة، كانت كافية لإطلاق عدة رسائل سياسية تشيع الاطمئنان في الشارع اللبناني، في ظلّ استمرار التهديدات والاختراقات الإسرائيلية ضد لبنان.

المباراة الأخرى حدثت في بلدٍ عربي آخر، أصغر من لبنان بأكثر من خمسين مرة، وتعداده السكاني أقل بخمس مرات، ولكنه أكثر صخبا وضجيجا وملاحاة من لبنان!

في الشوط الأول سجّل فريق الحكومة هدفين، وأضاف هدفا ثالثا في بداية الشوط الثاني، ولكن الحماس تدفّق فجأة في عروق فريق البرلمان، فاستطاع أن يقلب المعادلة في الثلث الأخير من المباراة. فانطلق اللاعب (ع. س) بقوة ليسجل الهدف الأول، وتبعه (ع. أ) ليسجل الهدف الثاني، وسرعان ما سجّل (ح. م) الهدف الثالث، فالتهبت أجواء المباراة.

مع تحقيق التعادل فوجئ الجمهور الذي كان يتابع وقائع المباراة من على الشاشة، بانقطاع البث التلفزيوني، وهو ما أرجعه بعضهم إلى خلل فني في أجهزة الإرسال، وأرجعه آخرون إلى انقطاع التيار الكهربائي. وأرجعه قسم آخر من المراقبين الرياضيين إلى خشية انقلاب النتيجة من غالبٍ إلى مغلوب.

حسب مصادر موثوقة، حاول أحد لاعبي فريق البرلمان في الوقت بدل الضائع، أن يسجّل عمدا في مرمى فريقه، حيث كان موعودا بهديةٍ لم يكشف النقاب عنها، ما أثار استياء واستنكار بقية اللاعبين والمدرب وفريق الاحتياط. وكشف مصدر مقرب رفض الكشف عن اسمه أن أحد زملائه المدافعين تصدّى للاعب المدسوس، ووجه له لكمة أطاحت به أرضا، نُقل على إثرها إلى المستشفى للعلاج من داء الاستسقاء!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2779 - الجمعة 16 أبريل 2010م الموافق 01 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 8:23 ص

      سيبقى الوطنيون الوفاقيون مع الوطن

      كما تعودنا من الموالين للحكومة من النواب التنازل في آخر لحظة لاسيادهم الحكومة حتى لا يخسروا وطائفتهم المنافع القصيرة حتى لو لو باع الوطن.. هؤلاء هم المستخروفون..

    • زائر 4 | 1:14 ص

      هل تحيا الكمه

      قصدك الصعيد هو الملكوم
      بس يا ريت يا سيد تكتب عن الا يقول عن المباره ان اهي دعاية انتخابية وهو بره سكن لا يتحرك ضد مد الحكومة وستجيلها الاهداف وهمها ينتقد ربعه

    • زائر 3 | 1:14 ص

      وجود لاعبين مخاذلين شيء غير مستبعد

      الأخ العزيز سيد قاسم النحترم شكرا لكم على مقالاتكم التي تضرب في الصميم . طبعا ليس مستغربا أن يسجل بعض اللاعبين هدفا في مرمامهم بسبب حصوله على رشوة أو هدية أو وعود من راشيه بشأن تخصيص كرسي له في البرلمان القادم ، فلأن معظم النواب هم أصلا لا يمتلكون شرعية في دخولهم البرلمان هذا الكسيح حيث وصلوا بطرق ملتوية و غير نزيهة وبأساليب بعيدة عن التعاليم الاسلامية التي تراهم الآن يمثلون بالدفاع عنها في الوقت الضائغ في فلم تم إعداده و إخراجه بشكل جيد
      تحياتي / أبو سيد حسين

    • زائر 2 | 11:38 م

      شغاله بعدها

      ما انتهت المباراة بين البرلمان و الحكومة و لكن البعض يشك انها استعراضية وهم قلة واتمنى ان يخيب حدسهم

    • زائر 1 | 11:17 م

      التحضير للمباراة الثانية آتى أكله

      المباراة اللبنانية لم تلهب حماس الجمهور البحريني ولم يتابعاها الشارع بل كان مشغولا بجدول من المباريات (ضرب الملايين)(سرقة الأراضين و الدفان اللعين)و فساد المؤلين المباراة الثانية أقوى و تصويباتها أدق حتى مع انقطاع البث الاداعي ...أبو مريم

اقرأ ايضاً