إن تسييس ملف مرضى «السكلر» من أكبر الأخطاء التي يمكن أن تتورّط فيها وزارة الصحة، فمثل هذا الملف الإنساني ينبغي أن يكون بعيدا تماما عن التلاعب والتسييس.
هذا الأسبوع، ابتدأ بما يشبه الحملة الهجومية على مرضى السكلر، بنشر أكثر من خبر يضع هؤلاء المرضى في خانة المتهمين، استشهادا بحادثتي اعتداء على طبيب وممرضة.
ليس دفاعا عن مرضى السكلر، ولكن دفاعا عن عقولنا المستباحة. ففي البحرين 18 ألف مصاب، و60 ألف حامل للمرض الذي يتميز بنوبات ألم حادة. ولن يرضى أحدٌ أن يتعرض طبيب أو ممرضة، بحرينية أو أجنبية، لأي اعتداء لفظي أو جسدي. هذه مسلمةٌ لا شية فيها. لكن أن تنشر خبرا يضع كل المرضى في خانة الاتهام فهذا ما نربأ بالوزارة أن تقع فيه.
الوزارة محرجةٌ من حقيقة ارتفاع عدد الضحايا إلى ثلاثة شهريا منذ بداية العام الجديد، بعدما حافظت على معدل ضحيتين شهريا خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة. وكلام الصحافة عن هذه الحقيقة المؤلمة اعتبره بعض المسئولين تهييجا، بينما كان المفترض أن يبحثوا عن الأسباب.
مرض السكلر أصبح تحديا يضغط على أعصاب الوزارة، بعدما تحول إلى قضية رأي عام، فالصحافة تكتب عنه باستمرار، وهناك جمعيةٌ نشطةٌ تتكلّم باسم هذا العدد المهول، رئيسها الفخري هو رئيس مجلس النواب خليفة الظهراني. وكثيرٌ من المصابين يكتبون باستمرار عن معاناتهم. وما زاد الضغط على الوزارة أكثر، ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 50 بالمئة في العام الجديد (هذه القضية يجب أن تدرسه الوزارة لأثره الضاغط على نفسية المرضى).
طبيعة المرض خطيرة، فحياة المصاب يمكن أن تنهار بسرعة فيما لم يتلقَّ المريض مساعدة عاجلة، وهو ما حدث لعدد من الحالات كما يعلم الوزير. أحد الأسباب الخلل الذي مايزال يعاني منه قسم الطوارئ، رغم ما أدخلت عليه من تحسينات، ولكنها لم تتسع لتشمل مرضى السكلر. والدليل أن الإحصاءات التي دأبت على نشرها الوزارة خلال الشهور الماضية، تكشف بوضوح نقص الأسرَّة، ووجود حالات انتظار تصل أحيانا إلى الأربعين، كثيرٌ منهم مرضى سكلر. وحين طالب مسئولي الطوارئ بتوفير 80 كادرا، تم توفير نصف العدد فقط، فهل عرفتم أحد مصادر الخلل؟
خللٌ آخر يتمثل في فشل نظامنا الصحي في إقناع الجمهور بمستوى ما نقدّمه من خدمات في المراكز الصحية، فيلجأ الأغلبية إلى طوارئ السلمانية طلبا للحصول على عناية أفضل. والوزارة بدل أن تعالج أسباب ذلك الخلل في أدائها وخدماتها، تقرّع الجمهور الذي يراجع الطوارئ كلما أصيب بزكامٍ أو كحّةٍ أو وجع رأس.
التعدي على الأطباء أو الممرضات، بحرينيين أو أجانب، قولا أو فعلا، مرفوضٌ جملة وتفصيلا، فهؤلاء بشرٌ لهم حقوقٌ وكرامةٌ يجب أن تُصان، ولا يلام طبيبٌ أو ممرّضةٌ يعمل ثماني ساعات في ظروف عمل شاقة، ويتعرّض إلى حالات صعبة على مدار الساعة، في قسمٍ يستقبل 800 مريض على الأقل يوميا. وإذا كان هناك عشرة أو عشرون من مرضى السكلر حادي الطباع، فلا يجب التعميم على الجميع، بحيث يتم تصنيفهم أو الإيحاء بأنهم متلبّسون بالإجرام أو مدمنو مورفين. هذه خطيئةٌ لا تغتفر للوزارة بحقّ جزءٍ كبيرٍ من زبائنها الدائمين.
إن ما حدث لا يعفي وزارة الصحة من مسئوليتها تجاه هذا الكمّ الهائل من مرضى السكلر. فهؤلاء مواطنون بحاجةٍ إلى رعايةٍ خاصة، نظرا لطبيعة المرض، وما يعانيه أغلبهم من ظروفٍ اجتماعيةٍ واقتصاديةٍ صعبة (كون أكثرهم من الطبقات الدنيا). وليس أقلها الحرمان من حق العمل والحصول على وظيفةٍ كبقية خلق الله، وما يعنيه ذلك من شقاءٍ، فضلا عن ضيق فرص الزواج أمامهم ليعيشوا حياة طبيعية كالآخرين.
إن هؤلاء ضحايا مرض شرس، فلا تحوّلوهم بسوء إدارتكم الإعلامية إلى متوحشين ومدمنين.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 2778 - الخميس 15 أبريل 2010م الموافق 29 ربيع الثاني 1431هـ
تكملة القصة
لكني أصريت على موقفي وقلت له عليك احترام جميع الأعمال فلا فرق بينك وبين الحمالي أو مصفت السمك إلا أنك وفقك الله لتكون طبيب فأشكر نعته عليك وخاف ربك. فمنذ ذلك الحين إلى الآن أذهب لمستشفى خاص لكي أرتاح نفسية أكثر من راحة الألم. لكن ماذا يفعل الذي لا يجد المال ليذهب لمستشفى خاص. حسبنا الله ونعم الوكيل. حسبنا الله ونعم الوكيل حسبنا الله ونعم الوكيل
تكملة القصة
فلم أحتمل كلامه أكثر من الألم، فما كان مني إلا أن نحيت رأسي للجهة الأخرى وكأني أقول له كفى وأذهب عني أرحم لي. ثم التفت له أخي وقال له بكل لطف واحترام معذرة يادكتور تصحيحاً لمعلوماتك هذا حاصل على درجة الماجستير في قواعد الانظمة والمعلومات من جامعة بريطانية إلا لونه أسمر قليلا، فهلا سكنت ألمه الآن. فقلت لأخي أريد أن أذهب من هذا المستشفى ولا أريد صدقة من هذا الطبيب. فخجل الطبيب وأحمر وجهه فحاول تعديل الموقف.
اقراء هذه القصة يا استاذي العزيز
اطال الله في عمرك ووفقك الله وجعلك ذخرا لنشر معاناة المظلومين. قصتي ربما أقل وطأة على ما يعانيه مرضى السكلر مثلي ولكنها تبث نفسية الطاقم الطبي وبما يفكرون فيه بالنسبة لمرضى السكلر. قبل عدة سنين أخذني أخي الكبير لقسم الطوارئ وكنت في حالة يرثى لها من شدة الألم من نوبة السكلر وعند وصول الطبيب لمعاينتي لم يسأل عن الألم ولم يقوم بالفحص إلا بعد سؤالي هل كنت حمالي أو أصفت سمك في السوق وأرهقت نفسي؟
يظنون أن المريض مثل المعافى في الحالة النفسية
لذلك قلت من قبل في مقال سابق يجب إدخال الممرضين والاطباء في دورات تدريبية للتعامل مع المرضى لكي يتمكنوا من تهدئتة نفسيا قبل تهدئة ألمه فمريض السكلر يفتقر للمعاملة الطيبة من قبل الطاقم الطبي لعدم دراية الطاقب في كيفية التعامل مع المريض فهذا ما يسبب التأزيم بي الطرفين.
فالمريض معذور لأنه ليس بحالة طبيعية لكي يتفهم ظروف الاطباء من ضغوط لكن كيف تعذر الطاقم الطبي وهو معافى وسليم في عدم تفهم حالة المريض؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هو شيى 1 فقط
جميع الامراض في هاد البلد هو التجنيس لاغير
وطنـي .. ـإلـى ـأين
مريض السكلر شخص يعاني من كل النواحي ..
وهذي اول عملية اخصاء للمواطن بطريقه غير مباشره يبتدون في الشخص الضعيف ومنها لين يقضون على المواطن
نظرة ثاقبة
انتهينا من مسريحة وابتدينا في مسرحة جديدة وأسمها مرضى السكلر ، ظاهرة غريبة ظهرت مؤخراً
لماذا يامجتمع ويا إعلان الهجوم على مرضى السكلر ؟؟ وفي الحقيقة أن هذة الفئة مهمشة من الشارع والان وزارة الصحة تلعب الدور الثاني .
ياوزارة الصحة انتم بتصريحاتكم الذي تشوه سمعة المريض أنتم تقولون سرية المريض ، بينما انتم تشوهون سمعةالمريض لماذا ؟؟!
انتم حكمتم على هذة الفئة بالإعدام بالتصريحاتكم
ونشكر الجنود المجهولين الذين يخدمون هذة الفئة من المرضى
غيور
الى الاخ قاسم حسين المحترم ،، سلمت يداك
المعاناة كثيرة وهذا الملف بالذات جداً حساس مهمل ومهمش من قبل وزارة الصحة ، بينما في الدول الاجنبية اي حالة مزمنة او مرض مزمن تكون هي من الاولويات وبالنسبة الى مرض السكلر مرض خطير ، فالمريض تتغير حالتة مابين حين وآخر في خلال ثواني ونحن في هذا البلد الحبيب يجب ان يكون العلاج متطور ومتقدم في ظل التطورات الذي حدثت مؤخراً
لماذا لم يتم اللتطور في خدمات الصحة ؟؟!
صاحب الدماء المنجلية
بسنا من هذا وذاك الحقيقة تقال أن مريض السكلر مهمش من جميسع الخدمات يا جماعة نحن قادرين على الكثير من الانجازات ولكن أين الفرصة واليوم اصبحنا مدمنين كما يصرح بعض المسؤلين هذا ليس من حق اي مسؤل يصرح بهذا الكلام فهناك مرضى آخرى لو حدث اي تعدي من قبلهم لا يشهروا بهم بين ذلك لو يحدث ولو شيء بسيط يصرحون أن مريض السكلر قد فعل وفعل وفعل وووو لماذا ؟؟!!!
صدقت والله
مرضى السكلر يعانون من ايجاد فرصة عمل ملائمة وحتى الزواج اصبح صعب بالنسبة لمريض السكلر ما اقول إلا يساعد مرضى السكلر من هالحالة النفسية المتعبة والمرهقة
عدة امور يجب ذكرها
الأخطاء الناجمة في الطواريء تتمثل بعدم اختصاص الاطباء في الطواريء بطب الطواريء.
البطيء في علاج الحالات الحرجة والمستعجلة .
الاهمال والتراخي في علاج بعض الحالات .
نقص الامكانيات المعدة لاستقبال حالات العناية المركزة .
خروج الطاقات الوطنية من الطواريء وامتلائة بكوادر اجنبية غير مؤهلة لم تجد إلا هالبلد يستقبلها لأنه صاير مقلب قمامة .. وكان ذلك على عهد الاخ نبيل الانصاري الذي دمر القسم ومكن الاجانب وطلع . وهذه الايام اشوفه متواجد في الطواريء ويبدو انه راجع لرئاسة القسم .. لتدمير ما تبقى.
مريض سكلر( تتمه)
وللأمانة فكما أن هناك من المرضى من يتمادى أو يتعدى فمن الأطباء أو طاقم التمريض يوجد من يسيئ للمريض، فكلنا بشر ومن جميع الفئات يوجد جميع الأصناف ولكن لا ينبغي التعميم.. ومريض السكلر في نوبت الألم الذي لا يحتمل ربما يفقد البعض السيطرة على نفسه ولكن ذلك ناتج لظروف مرضية ونفسية معينة يجب أخذها بعين الإعتبار.. وصحيح أن هناك من يدمن على المورفين وهؤلاء يجب دراسة حالاتهم.. كما أنه لولا المسكنات والمورفين لربما توفي جميع المرضى من شدة الألم.. الحديث يطول .. ولكن مؤلم نفسيا هذا التشويه ضد مرضى السكلر..
مريض سكلر
شكرا قاسم حسين على المقال فلا أجد كلمة أضيفها.. لاحظت منذ فترة الحملة على مرضى السكلر وأن وجد بعضهم بهذه الصورة فلا يجب التعميم على الجميع.. للمعلمين يقال لهم تحملوا الطلاب فالمعلم تربوي والطالب مراهق أوصغير وللأطباء والممرضين يجب أن يحتملوا المرضى قليلا فهم يمرون بظروف حرجة من الألم والضغط النفسي.. لا أحد يستطيع تصور الألم ألا من أبتلى به.. كما ندعوا أنفسنا للتحلي بالصبر قدر المستطاع ولا نبرر التعدي على أحد.. المعاملة الإنسانية للمريض هي نصف العلاج..
الى متى
خمسة وعشرون ألف مصري مجنس وضع في روعهم أنهم هم المواطنون وغيرهم لا و خصوصاً فئة من المواطنين وهذه الفئة يجب أن تداس بالأحذية ويجب أن يوصفون بأفدح الأوصاف هذه هي الحقيقة وما سواها لا يعدو إلا هراء