«ونجول في أنظارنا في مختارات الشريف الرضي (970هـ - 1016م) من أقوال الإمام علي، لنقف ذاهلين أمام روعة العبارة، وعمق المعنى، فإذا حاولنا أن نصنف هذه الأقوال تحت رؤوس عامة تجمعها، وجدناها تدور على الأغلب حول موضوعات رئيسية ثلاثة هي نفسها الموضوعات الرئيسية التي ترتد إليها محاولات الفلاسفة قديمهم وحديثهم على السواء ألا وهي: الله والعالم والإنسان. إذن فالرجل – وإن لم يتعمدها فيلسوف بمادته، وإن خالف الفلاسفة في أن هؤلاء قد غلب عليهم أن يقيموا لفكرتهم نسقا يحتويها على صورة مبدأ ونتائجه. وأما هو فقد نثر القول نثرا في دواعيه وظروفه» من كتاب «المعقول واللا معقول في التراث العربي» لزكي نجيب محمود.

***

قيل له في بعض الحروب: «إن جالت الخيل أين نطلبك؟» قال: «حيث تركتموني». ويروى أنه مر على حيٍّ في الكوفة فخرج إليه أحد وجوه القوم يمشي معه والإمام راكب فقال (ع): «إرجع فإن مشي مثلك مع مثلي فتنة للوالي ومذلة للمؤمن».

ومن بهي أقواله وكل قوله بهاء:

- سِرُّك في دمك، فلا تجرينه إلا في أوداجك.

- الحرُّ عبدٌ ما طمع والعبد حرٌّ ما قنع.

- عيسى إدامه الجوع وسراجه القمر.

- عجبا لمن قيل فيه الخير وليس فيه كيف يفرح، وعجبا لمن قيل فيه الشر وليس فيه كيف يغضب.

- لا تدخلن في مشورتك بخيلا يعدل بك عن الفضل ويعدك الفقر، ولا جبانا يضعفك عن الأمور ولا حريصا يزين لك الشره بالجور، فإن البخل والجبن والحرص غرائز شتى يجمعها سوء الظن بالله.

- إذا نزل بك مكروه فانظر فإن كان لك حيلة فلا «تعجز» وإن لم يكن فيه حيلة فلا «تجزع».

- ثلاث علامات للمرائي: ينشط إذا رأى الناس، ويكسل إذا كان وحده، ويحب أن يحمد في جميع أموره.