أكد الكاتب الصحافي ومدير مكتب صحيفة «الجزيرة» السعودية بالمنامة جمال الياقوت أن العلاقات الثنائية بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية هي علاقة وجود وليست علاقة حدود.وقال خلال برنامج «الوسط لايف» الذي يبث على «الوسط أون لاين» اليوم والذي خصص لمناسبة الزيارة التي سيقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود للبحرين: «إن العلاقات بين البلدين علاقات أخوية متميزة ومتينة تنطلق من قاعدة صلبة أسست على ثوابت تاريخية منذ زمن قديم». وفيما يلي نص اللقاء:
ماذا يمكن القول عن تاريخ هذه العلاقات، أي علاقات البحرين والسعودية؟
- لو تحدثنا عن العلاقات السعودية البحرينية لرأينا أنها علاقات أخوية متميزة ومتينة تنطلق من قاعدة صلبة أسست على ثوابت تاريخية منذ زمن قديم، وهي تعتبر من أقوى العلاقات التي تربط كلا البلدين الشقيقين.
إن هذه العلاقة ليست وليدة اليوم أو وليدة الصدفة، بل هي امتداد منذ عصور قديمة ولا تقبل المزايدة، ولا يمكنني في هذه الوقفة أن أوفي هذه العلاقة قدرها، ولكن مثلما سمعنا من القادة، وأنا سمعت شخصيا سابقا، أن هذه العلاقة علاقة وجود وليست علاقة حدود أو شيء من هذا القبيل، فالانتقال من السعودية إلى البحرين هو نفس الانتقال من البحرين للسعودية، وكأنك تنتقل من حارة لحارة أو من مدينة لمدينة. وهناك ثمرة تعاون كبيرة أثمر عنها جسر الملك فهد وهو إحدى سمات هذه العلاقة المضيئة.
وبالنسبة لزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، فإنها تأتي امتدادا للزيارات أو امتدادا لسلسلة من زيارات الملوك والشيوخ، وهي زيارة خير وبركة تأتي لدفع عجلة التقدم والازدهار وتأكيدا للروابط.
هل سيتم خلال الزيارة توقيع عدد من الاتفاقيات أو ستطرح بعض المشاريع المشتركة بين البلدين؟
- لاشك ستكون هناك جلسة مباحثات كبيرة، فهذه الزيارة زيارة تاريخية منذ تولي خادم الحرمين الشريفين سدة الحكم في المملكة، فهي أول زيارة وهي زيارة على مستوى كبير، ولاشك أنها ستبدأ فصلا جديدا من التعاون المثمر والتنسيق، وستكون تنمية للعلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية ترتكز على ثوابت تمثل رؤى مشتركة للروابط، لابد أن فيها خير وبركة.
ما يعني أن الرؤى مشتركة بين قادة المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين؟
- نعم، الرؤى هي تأكيد لروابط مشتركة بالإخاء والمحبة وهي ممتدة وهي فصل جديد من العلاقات.
نلاحظ أن وجود جسر الملك فهد يعد رابطا اقتصاديا أو كيانا اقتصاديا هاما بالنسبة لمملكة البحرين مع الشقيقة المملكة العربية السعودية، هل هناك بعض الأمور التي تنوي الدولتان طرحها في فتح مجالات أخرى أو شريان آخر يتواصل بين البحرين والسعودية غير جسر الملك فهد؟
- لو قارنا بين فترة قبل جسر الملك فهد والآن مع وجود الجسر، لا شك أن جسر الملك فهد ذلل العقبات وأكد على أنه شريان متواصل، وسهل التواصل وحركة التنقل بين البلدين الشقيقين، وأكد على التبادل التجاري والاقتصادي، والتبادل التعليمي وتأثيره على الروابط الاجتماعية، وزيادة التقارب، هذه كلها تعتبر نبراسا مضيئا في سماء الخليج. جسر الملك فهد له مكتسبات والكثير من الإنجازات التي حققها بين البلدين الشقيقين، فوجوده يعد تحقيق إرادة للقيادتين الحكيمتين في تحقيق حلم هذا الشعب، في التواصل وفي كل شيء. كانت هناك كثير من العقبات في التنقل ولكن لله الحمد الآن هناك الكثير ممن يقضي حاجاته التعليمية، والعلاج، والأماكن المقدسة لأداء فريضة الحج والعمرة، كل التسهيلات. فأبرز سمات هذه العلاقة أثمرت في وجود هذا الجسر.
كان هناك حديث على مستوى منظومة مجلس التعاون لربط دول المجلس بما فيها البحرين والسعودية بسكة حديد، هل هذا المشروع يبقى ضمن الأجندة الخليجية، أم أن هناك مفاجآت يمكن أن تترجم مثل هذه الخطوات الهامة بالنسبة للتواصل بين دول مجلس التعاون؟
- كل ما يربط بين البلدين الشقيقين البحرين والسعودية هو رؤى مشتركة حول دعم الكيان الخليجي، في أي موقف، فموقفهما ثابت رأي مشترك، وتحقيق سكة الحديد هي رؤى للقيادة الخليجية.
ويسهل من عملية التنقل أيضا؟
- نتمنى أن يكون هناك تسهيل في حركة النقل والتنقل، وأعتقد أن هذه إحدى أهداف القادة التي ممكن أن تترجم على أرض الواقع.
بالنسبة للرعايا السعوديين الموجودين داخل مملكة البحرين، ما هو الدور الذي يلعبونه داخل المجتمع البحريني؟
- أولا، بودنا أن نغيّر كلمة جالية أو رعايا، نحن شعب واحد يربطنا النسب والمصاهرة. بالنسبة للمواطنين السعوديين في البحرين يحظون بكل مميزات المواطن البحريني، هو وطن واحد وبلد واحد، وأثمر هذا التعاون في إنشاء جمعية اسمها «جمعية حسن الجوار الخيرية»، وهي إحدى ثمار التعاون وتقوم بمساعدة المحتاجين من المواطنين السعوديين المقيمين في البحرين، فهم أسرة واحدة بين البحرينيين والسعوديين. على سبيل المثال نجد امرأة بحرينية أرملة لكن أولادها سعوديون، فالجمعية تنظر في مثل هذه الأمور، وتحظى بدعم رئيس مجلس الإدارة سفير خادم الحرمين الشريفين عبدالمحسن فهد المارك، وأنا عضو مجلس إدارة ونقوم على كل ما يتعلق بالرعاية.
ماذا عن المجالات الأخرى غير المجالات التطوعية، كالمجالات الثقافية والاقتصادية وغيرها؟
- هناك الكثير من المجالات المشتركة بين البلدين، فلو تطرقنا إلى مهرجان الجنادرية لرأينا أن هناك وفدا كبيرا من البحرين يشارك بالحضور وفي إلقاء المحاضرات ...إلخ، الشيء الآخر شاهدنا المهرجان الثقافي السعودي في البحرين الذي افتتحه الدكتور غازي القصيبي، فهناك نشاطات متبادلة في أمور كثيرة.
البعض يرى أن التجربة السعودية في المجال الإعلامي والصحافي بدأ يتفوق في عدة جوانب ما دفع بعض دول المنطقة إلى الاستفادة من التجربة السعودية، ما رأيك في مثل هذا الكلام؟
- لاشك أن هناك تعاونا مثمرا من الناحية الإعلامية، وضمن التسهيلات تم فتح مكتب في مملكة البحرين لصحيفة «الجزيرة» السعودية، يقوم بتقديم رسالته الإعلامية والصحافية من أرض مملكة البحرين، والشيء نفسه هي الرسالة موحدة سواء كانت رسالة إعلامية صحافية بحرينية أو سعودية، وهو ما يكفي ليكون من أبرز مجالات التعاون والتكامل والتنسيق، وجميع التسهيلات متوافرة حقيقة، والإعلام يعتبر إعلاما واحدا، وإن شاء الله يوظف هذا الإعلام في خدمة قضايانا .
العدد 2778 - الخميس 15 أبريل 2010م الموافق 29 ربيع الثاني 1431هـ