تجمع المحتجون التايلنديون أصحاب «القمصان الحمر» في حي تجاري راق في بانكوك أمس (الأربعاء) لإعداد «ساحة المعركة النهائية» في حملتهم الرامية إلى الإطاحة برئيس الوزراء، أبهيسيت فيجاجيفا.
وتجمع نحو 20 ألف محتج في القلب التجاري للمدينة بحلول ساعة مبكرة من المساء في الوقت الذي بدا فيه أن من المتوقع أن تؤثر احتمالات حدوث مزيد من التأزم النمو في ثاني أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا بعد أن أدت اشتباكات يوم (السبت) الماضي إلى سقوط 22 قتيلا في أدمى أعمال عنف سياسي في تايلند منذ العام 1992 .
وقال زعيم المحتجين، ناتاووت سايكوا للصحافيين أمس «سنستخدم منطقة راتشابراسونج كساحة معركة نهائية للإطاحة بالحكومة» في إشارة إلى الفندق والحي التجاري الذي لا يبعد كثيرا عن المنطقة المالية في بانكوك. وأضاف «لن تكون هناك مفاوضات».
ويريد أصحاب «القمصان الحمر» الذين توعدوا بأن تكون الأيام المقبلة لتصفية الحسابات من أبهيسيت الاستقالة من منصبه وحل البرلمان قبل إجراء انتخابات جديدة. وبدأوا في مغادرة موقع للاحتجاجات قرب اشتباكات السبت للتجمع في راتشابراسونج الذي يحتلونه منذ عشرة أيام.
وانتشر أصحاب «القمصان الحمر» ومركباتهم على بعد بضع بنايات من تقاطع الطرق. وأقام البعض خياما عند تقاطع آخر للطرق بجوار منطقة سيلوم رود التجارية. وقالت ربة منزل تبلغ من العمر 46 عاما من ضواحي بانكوك»سنبقى هنا إلى أن تستقيل الحكومة. «أعتقد أن فرص فوزنا كبيرة».
وعند نصب تذكاري للنصر على بعد عدة كيلومترات تجمع أكثر من ألف من المحتجين المناوئين الذين يدعون إلى السلام ويظهرون التأييد للحكومة ما يزيد من خطر حدوث مواجهة محتملة. وحمل بعضهم صورا لملك البلاد ولوحوا بالأعلام التايلندية والملكية.
وقالت إحدى المشاركات التي طلبت عدم نشر اسمها»التقينا على الفيس بوك ونتفق على ضرورة ذهاب أصحاب القمصان الحمر لأنهم يسببون اضطرابات لبانكوك. نريد أن نظهر لهم أنهم ليسوا هم فقط الذين لهم حقوق سياسية».
ويرى بنك مورجان ستانلي الاستثماري أن النمو الاقتصادي هذا العام ربما يتراجع 0.2 نقطة مئوية نتيجة الأثر على السياحة التي تمثل ستة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في البلاد ويعمل بها 1.8 مليون شخص.
وسيلتقي أصحاب «القمصان الصفراء» يوم الأحد لمناقشة كيفية إنهاء «الإرهاب» الذين يسيطر على بانكوك. وكانت احتجاجات أصحاب «القمصان الصفراء» أدت إلى إسقاط الحكومة التي كان يدعمها رئيس الوزراء السابق، تاكسين شيناواترا في العام 2008.
وقال زعيم التحالف الشعبي من أجل الديمقراطية الذين يرتدون «القمصان الصفراء» لرويترز»لا نعتقد أن حل البرلمان سيحل المشكلة».
وساد الهدوء بانكوك أمس خلال اليوم الثاني من الاحتفال برأس السنة التايلندية والذي يطلق عليه اسم «سونكران» بعد أن ألغى المحتجون مسيرة مزمعة للقاعدة العسكرية التي يتمركز فيها أبهيسيت منذ بدء الحملة قبل شهر تقريبا.
وانطلق عشرات الآلاف من المحتفلين بالسنة الجديدة إلى شوارع بانكوك الليلة قبل الماضية. لكن التوترات ربما تتصاعد مرة أخرى عند انتهاء العطلة ومن المرجح أن تشهد الأسواق المالية تجدد عمليات البيع عندما تعيد فتح أبوابها يوم غد (الجمعة).
ويبدو أبهيسيت الذي كان من المتوقع أن يتجاوز الأزمة أكثر ضعفا الآن بعد الإعلان المفاجئ هذا الأسبوع عن التحقيق في تمويل محتمل ينطوي على الفساد من حزبه وتصريحات من قائد الجيش التي قال خلالها إن الانتخابات وحدها هي التي يمكن أن تنهي الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ العام 2006 .
ويقول أبهيسيت إنه ربما يدعو لإجراء انتخابات بحلول نهاية العام لكنه ربما يواجه ضغوطا بعد توصية من لجنة الانتخابات بتوجيه اتهامات للحزب الديمقراطي الذي ينتمي له بالتمويل غير المشروع.
العدد 2778 - الخميس 15 أبريل 2010م الموافق 29 ربيع الثاني 1431هـ