أعلن التلفزيون الحكومي الصيني أن أكثر من 900 شخص انتشلوا أحياء من تحت الأنقاض بعد الزلزال المدمر الذي ضرب أمس (الأربعاء) إقليم تشينغهاي في شمال غرب الصين.
وأوضح التلفزيون أن فرق الإنقاذ التي أرسلتها الشرطة على عجل إلى المناطق المنكوبة والتي عمل أفرادها في معظم الأحيان بأيديهم العارية لافتقارهم إلى الحد الأدنى من الآلات، تمكنت في ختام يوم طويل من العمل المضني من إخراج أكثر من 900 شخص من تحت الأنقاض على قيد الحياة.
وأعلنت الحكومة عن تخصيص 200 مليون يوان (21.5 مليون يورو) كمساعدة عاجلة إلى الإقليم المنكوب والذي خلف فيه الزلزال إضافة إلى الأضرار المادية نحو 589 قتيل و10 آلاف جريح، بحسب السلطات.
قتل 589 شخص على الأقل وأصيب عشرة آلاف بجروح جراء زلزال قوي ضرب أمس (الأربعاء) إقليم تشينغهاي النائي في شمال غرب الصين قرب إقليم التبت ذي الحكم الذاتي، كما أعلنت السلطات المحلية.
وكانت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) الرسمية نقلت عن هوانغ ليمين حاكم مقاطعة يوشو التي تتمتع بحكم ذاتي أن نحو 400 شخص قتلوا وأصيب عشرة آلاف بجروح جراء الزلزال، علما أن حصيلة سابقة تحدثت عن 300 قتيل و8000 جريح.
ويوشو حيث مركز الزلزال هي مقاطعة فقيرة نائية قريبة من إقليم التبت يبلغ عدد سكانها نحو
80 ألفا بحسب الأرقام الرسمية، وتقع على بعد 12 ساعة سير في السيارة عن شينينغ عاصمة الإقليم.
وقال مسئولون محليون إن الزلزال أدى إلى تدمير العديد من المنازل فيما تضررت الطرقات أو سدت من جراء انهيار التربة وتعطلت وسائل الاتصال في هذه المنطقة الجبلية الواقعة في سلسلة الهيمالايا.
وقع الزلزال الذي قدر المرصد الجيولوجي الأميركي قوته بـ 6.9 درجات، فيما قدرتها هيئة رصد الزلزال الصينية بـ 7.1 درجات، في ساعة مبكرة من صباح (الأربعاء). وتبعته 18 هزة ارتدادية وصلت قوة بعضها إلى 5.8 درجات، بحسب شينخوا.
ونقلت الوكالة عن المسئول المحلي جو هواتشيا قوله إن «الجرحى في الشوارع وهناك الكثير من الناس الذين أصيبوا بجروح في رؤوسهم». ونقلت الوكالة عن ليمين أنه «تم إرسال جنود لإنقاذ الأشخاص المحتجزين تحت أنقاض المنازل».
وأظهر التلفزيون الحكومي عناصر من الشرطة يعملون فوق أنقاض منزل مهدم على رفع الأنقاض بحثا عن ناجين محتملين. وقال شي هواجي من الشرطة العسكرية المشاركة في عمليات الإنقاذ «علينا أن نعتمد بشكل أساسي على أيادينا لرفع الأنقاض لأنه ليس هناك معدات، ولا تجهيزات طبية أيضا».
وأفادت وكالة أنباء الصين الجديدة أنه تم إرسال فرق إنفاذ ومعدات إلى مكان وقوع الزلزال لكنها أشارت إلى احتمال أن يعرقل دمار البنى التحتية وصولها.
وفي مدينة جيجو القريبة من مركز الزلزال انهار أكثر من 85 في المئة من المباني والمساكن بحسب ما أعلن مسئول حكومي لشينخوا. وقال ليمين «تم إرسال جنود لإنقاذ الأشخاص الذين طمروا تحت أنقاض المنازل». لكنه أشار إلى وجود نقص في المعدات وأضاف «ليس لدينا أيضا معدات طبية».
ومن المرجح ارتفاع حصيلة الزلزال، لا سيما وأن الكثيرين لا يزالون عالقين تحت الأنقاض، وبين هؤلاء نحو 20 تلميذا في مدرسة ابتدائية. وقال كانغ زيفو لتلفزيون «سي سي تي في» الحكومي «نحن نعمل على إنقاذ تلامذة مدرسة يوشو الابتدائية. هناك نحو 20 تلميذا مطمورين. لقد أرسلنا فرق إطفاء إلى المكان».
وأضاف «نعمل أيضا في مبنى مكتب التجارة والصناعة في جيغو حيث هناك ما بين 40 و50 شخصا تحت الأنقاض. إنهم لا يزالون على قيد الحياة وأجرينا اتصالا بهم»، مشيرا إلى أنه في الإجمال تم إنقاذ 32 شخصا. وأضاف أن المباني الحديثة صمدت أمام الزلزال في حين انهارت المباني التقليدية المبنية من الطين والخشب.
وأرسلت السلطات نحو خمسة آلاف خيمة وعشرات آلاف الملابس إلى المنكوبين، كما أعلنت وزارة الشئون المدنية في بيان.
ووقع الزلزال على بعد 380 كلم جنوب - جنوب شرق مدينة غولمود على عمق 46 كلم، وفق المعهد الأميركي. ويقطن هذه المنطقة المعرضة للهزات الأرضية مزارعون وبدو ينتمون إلى العرقيتين المونغولية والتبيتية وهي تختزن احتياطات كبيرة من الفحم والرصاص والنحاس.
وأفادت وسائل الإعلام الصينية أن الاتصالات مع مطار مقاطعة يوشو حيث مركز الزلزال قطعت وأن الطرقات المؤدية إلى المطار قد تضررت أيضا.
وفي أغسطس/ آب من العام الفائت، ضربت هزة أرضية بقوة 6.2 درجات مدينة غولمود وأدت إلى انهيار نحو ثلاثين منزلا من دون أن تخلف ضحايا.
وسجل أسوأ زلزال في الصين خلال الأعوام الأخيرة في مايو/آيار 2008 وبلغت قوته ثماني درجات. وقد خلف 87 ألف قتيل ومفقود على الأقل في مقاطعة سيشوان غير البعيدة من المنطقة التي ضربها زلزال (الأربعاء).
العدد 2778 - الخميس 15 أبريل 2010م الموافق 29 ربيع الثاني 1431هـ