العدد 2777 - الثلثاء 13 أبريل 2010م الموافق 28 ربيع الثاني 1431هـ

عجرفة جديدة

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

دخل القرار الصهيوني الذي يجيز طرد آلاف الفلسطينيين من الضفة الغربية حيّز التنفيذ أمس، وسط صمت عربي ودولي مطبق.

السلطة الفلسطينية قالت إنها أرسلت رسالة استيضاحية إلى «إسرائيل» بشأن القرار، لكنها تلقت ردّا غير واضح! فالإسرائيليون يرمون بالقرار ويتركونه يتفاعل في الساحة حتى يحين موعد التنفيذ! فهم يعرفون أن الجانب العربي جسدٌ ضخمٌ محنطٌ، بلا روحٍ ولا إرادةٍ ولا قرار.

وفي الوقت الذي التزمت فيه «إسرائيل» التعليق على الخبر حتى يتم هضمه عربيا، تصدّى وزير دولة عربي لشؤون الإعلام والاتصال، للتغطية بقوله إن «إسرائيل نفت اعتزامها طرد آلاف الفلسطينيين من الضفة الغربية»! فما لا يقوله الإسرائيليون يتكفل بقوله أصدقاؤهم العرب الموساديون!

في قمّة بيروت 2005، حين طرح العرب مبادرتهم التاريخية بالاعتراف الجماعي بـ «إسرائيل» مقابل إعلانها القبول بمبدأ السلام، أرسل رئيس وزرائها آنذاك (أرييل شارون) جيشه لحصار رئيس السلطة في رام الله، حتى قطع عنه الماء والكهرباء. حينها شاهد العالم جميعا كيف اقتحم الجنود مبنى المقاطعة وهدموا جدرانه وتسللوا إلى مخدع ياسر عرفات، ولم تنبس الدول العربية بكلمةٍ واحدة. كان ردا إسرائيليا حاسما وسريعا على ما أظهرته الدول العربية من رغبةٍ جامحة في السلام، فلم يتأخّر أكثر من 24 ساعة!

في الثامن والعشرين من الشهر الماضي، اجتمع القادة العرب في قمة «سرت»، وأعادوا طرح المبادرة العربية في خجل، وأعطوا «إسرائيل» مهلة أربعة أشهر حتى تقبل بعرض السلام، وإلا... سوف يعيدون النظر في احتمال إعادة التفكير بسحب المبادرة من على الطاولة، فللصبر حدود، والكرامة العربية جُرحت بفعل تمنّع «إسرائيل» على السلام!

ولأن حكومة نتنياهو اليمينية تدرك أن هذه جعجعة فارغة، فإنها لم ترد مباشرة بخطوةٍ عنيفةٍ على طريقة شارون، وإنّما أخذت ترد على خطوات مبرمجة. في البداية أعلنت عن هدم منازل مئات المقدسيين، أعقبه تدشين معبد «كنيس الخراب» في قلب القدس، وأخيرا... التهديد بتهجير سبعين ألف فلسطيني من الضفة الغربية، بدعوى عدم امتلاكهم رخصة للإقامة في الأرض المحتلة! فالغازي القادم من بولندا وروسيا وأوكرانيا وأثيوبيا... هو الذي يحدّد من يمتلك حق البقاء في الأرض أو الرحيل.

القرار الجديد يمنح سلطات الاحتلال تنفيذ فصل جديد من سياستها العنصرية ضد الفلسطينيين، ما ينذر بتفريغ بعض المناطق من سكانها، وترحيلهم بصورة جماعية، أو محاكمتهم بحجة أن وجودهم في الضفة الغربية غير قانوني.

هذه السياسات التي تعتمدها «إسرائيل» منذ تأسيسها قبل ستين عاما، إنّما تقوم على سلطان القهر والغلبة، وهي إن أنتجت نجاحات آنية وسريعة، إلا أنها تزرع بذور الفناء للحلم الصهيوني، كما حدث في مشاريع استيطانية أخرى رأيناها في الهند البريطانية، وآخرها نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، الذي انهار من الداخل وتخلى عنه كل الحلفاء الغربيين في لحظة تاريخية عاصفة.

في أعياد الميلاد الأخيرة، بعث السفير الإسرائيلي في أثينا، ثلاث قناني خمر لأحد أعضاء البرلمان اليوناني فأعاد إليه هديته، بعدما لاحظ أنها من منتجات هضبة الجولان، وقال: «لقد علّموني من صغري ألا أسرق، ولا أقبل بضاعة مسروقة، وبلدكم تحتل بصورةٍ غير شرعية، الجولان التابعة لسورية»... بينما يحاول النظام العربي الرسمي التسليم بـ 80 بالمئة من فلسطين لـ «إسرائيل»، وإعادة 20 بالمئة فقط لأهلها... فتتمنّع عن القبول!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2777 - الثلثاء 13 أبريل 2010م الموافق 28 ربيع الثاني 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 4:10 م

      مالنا و مال اسرائيل و فلسطين

      60 سنة و القضية للمتاجرة.

    • زائر 11 | 10:20 ص

      14 نور // تابع يا متابع

      فالعبرة من ذلك يا سيدنه بأنهم راضون عما هو حاصل فهم يقولون سنترك الأمر لهم لأننا إن تكلمنا ضربونا فهم الآن في عقر دارنا ومن سيوقفهم إن أرادوا تأديبنا فالندع الأمر لهم سيقضون على الفلسطينيون ويهدمون القدس وترتاح قلوبهم, فهل نتكل على هكذا حكام يظهرون مالا يبطنون ذهبوا لقمة سرت وخرجوا منها كأن لم يذهبوا أبداً خطابات وشعارات وعفى الله عما سلف فإن إتكلنا عليهم غرقت بنا المراكب في عرض البحر ومتنا غرقاً وصرنا طعاماً للحيتان و أسماك القرش فإحجز لك يا سيد (( تيوب )) لكي يعصمك من الغرق لأني فاعلُ ُ ذلك .

    • زائر 10 | 10:11 ص

      14 نور

      اللوبي الصهيوني و الماسونيين وحركات التمزق العالمي و الأوروبيون الذين قرأنا بأنهم يسألون الإسرائيليين عن مفاد قرارهم بترحيل الفلسطينيين عن القدس وأراضي ال48 إلى أي مكان يمكن أن يتكفلهم وتلك هي النكبة الجديدة للفلسطينيين فمن من العرب الذين نعرفهم سوف يقف أمام هذا المشروع الجديد فالإسرائيلين يريدون إخلاء القدس من ساكنيها ليتمكنوا من هدم المسجد الأقصى وبناء هيكلهم المزعوم وهم على خطى ذلك سائرون و عربنا عرب المستنقعات الشرق أوسطية مصابون بمرض الفالج و هم لا يستطيعون الحراك فأسيادهم الأمريكان

    • محب البحرين | 9:25 ص

      حسافه يالبحرين

      اللي يصير في البحرين نفس الحال, فتوطين الحثالات مستمر, وكثير منهم من ....,وكثير منهم يتكلمون باسم العروبه. أوجه ليهم سؤال: شنوشعوركم وانتم تستوطنون بلدنا وتنهبون حقوقنا

    • زائر 9 | 6:32 ص

      فلسطين الحبيبه

      نعم لو لم تكن اسرائيل مابقي حاكم ضالم على ارض الوطن العربي الكل يحمي الثاني بس من ورى حجاب ( الكل يشيل الثاني ) المهم في الموضوع ابوهاشم في العرف الدولي بقاء الكراسي بقاء اسرئيل , نحن العرب نخجل من تراب فلسطين ومن عليها تحية واجلال لاهلنا في ارض الانبياء فلسطين الحبيبه.

    • زائر 8 | 4:47 ص

      عااااااااااااجل

      عاجل عاجل عاجل. روح شوف الاخبار يا سيد قاسم انت وبقية القراء. الجامعة العربية تدعو الفلسطينيين لرفض القرار الاسرائيلي. صارت الجامعة العربية ثورية. الله أكبر. الله يوفق عمرو موسى في هذا القرار الشجاع.

    • زائر 7 | 4:42 ص

      مطلوميات الشيعة ... تعليقات قراء الوسط مثالا

      لا حول و لا قوة إلا بالله ... يعني أنا من المتابعين لصحيفة الوسط و في الفترة ألاخيرة قعدت أقرأ تعليقات القراء و ملاحظ طريقة التعبيرات و التعليقات إللي توحي أن الشخص يعيش عقد من المظلومية و الإضطهاد تصل ببعضهم لأن يشبه حال الشيعة في البحرين كحال اخوتنا في فلسطين ... يعني بكرة يمكن يجي و يقول في هولوكوست صار في الشيعة في البحرين. و القهر كتاب الوسط هم يغذي هذه النزعة، نزعة الشعور بالإضطهاد و المظلومية.

    • زائر 4 | 4:07 ص

      تقى البتول

      والله ماجبت شيىء جديد ياسيد حالتنا تشبه حالتهم والله مغير الاهوال او الاحوال

    • زائر 3 | 3:48 ص

      نحن ايضا طردنا وسط تنفيذ قرار التجنيس فماذا فعلنا؟

      وسط صمت شعبي ورسمي مطلق دخل قرار التجنيس حيز التنفيذ وتم الاستيطان في بلدنا المحسودة بين البلدان.
      القرار الجديد يمنح المجنسين تملك الوظائف والمساكن الجديدة وسط العنصرية ضد البحرانيين ما ينذر بتفريغ بعض المناطق من الوحدات السكنية وحرمان المواطنين الاصلين من تملكها.
      والا مارأيك ياسيد ؟

    • umalbaneen | 3:36 ص

      جبتها عالجرح سيدنا

      الأمة العربية والإسلامية في سبات وعلى راسهم المسئولين إلا ما ندر ومن يقول كلمة الحق يصير إرهابي وخاين .. لك الله يا فلسطين .. وأصحاب القرار إلى مزبلة التاريخ ياحماة الأوطان الوهميين .. مالت على البمبر

    • فقيرة الى الله | 1:36 ص

      والله حالتنا تشبه حالة فلسطين تماماً.

      وخارطة البحرين متشابه تماماً مع خارطة فلسطين..ما معنى ذلك؟؟؟

    • زائر 2 | 1:11 ص

      هذه قمة؟

      لا ولا عاد قمة سرت.... نصفهم غايبين ونصفهم الثاني نايمين. والله يكون في عون اخواننا الفلسطينيين.

    • زائر 1 | 12:48 ص

      ماذا ننتظر؟

      ماذا تتوقع يا سيد إذا تخلينا عن حقنا وتنازل حكامنا عن كرامتنا؟ فهل سينصفنا الآخرون؟

اقرأ ايضاً