العدد 2777 - الثلثاء 13 أبريل 2010م الموافق 28 ربيع الثاني 1431هـ

حاجز مع التحيّة!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

هناك فئة من الناس، لا تحتاج إلى الجد والاجتهاد للحصول على حافز، بل إنّ الحاجز الذي يؤخرهم عن الحصول على الحافز قد ذاب كذوبان الجليد هذه الأيام بفعل عوامل التعرية.

عوامل التعرية للحصول على الحافز تتمثّل في الانضباط الوظيفي والتميّز في العمل، ومعايير في حسن السيرة والسلوك، وأن يعطي الموظّف من وقته الخاص لإنجازات المؤسسة، أو القيام بعمل يوفر به جهد على المؤسسة الحكومية، وقد يُعطي اقتراحات من شأنها تحسين أداء المؤسسة، وقد تكون إنقاذ حياة شخص أو إنقاذ المؤسسة من حريق أو مس كهربائي، ورفع الإنتاجية في العمل سببا في مكافأته.

ولكن هذه العوامل ليست ضرورية في بعض المؤسسات، إذ يكفي عامل تعرية مهم جدا جدا يُعطي بعض الموظّفين الحق في اجتياز «الحاجز»، وهو عامل المعرفة بالمسئول، وعامل الضغط على مسئول آخر، وعامل (شيلني وشيلك) على ذلك المسئول.

مشكلة الحوافز والترقيات الوحيدة، هو عدم وجود الشفافية، فقد تعمل بجهد طيلة سنوات حياتك، ولا تترقّى إلى رتبة مدير إدارة، بينما سكرتير المسئول قد يترفّع بالحوافز المعطاة له إلى نفس رتبتك أيها الموظّف المخلص!

من مؤسسات الدولة - أية دولة - قامت بترقية بعض الناس على أساس مكالمة هاتفية، تمّت بين المسئول الفلاني والفلاني «المهم» ككارت أخضر في المستقبل، ونتجت عنه وضع الشخص غير المناسب بموقع حسّاس في الدولة.

ثمّ تتوالى الأحداث في تلك المؤسّسة، فيُوظّف ذلك الحارس كمسئول في العلاقات العامة، وأخرى كمديرة للموارد البشرية، وكلّ هذه الترقيات لم تدخل في نطاق عوامل التعرية التي ذكرناها سابقا، فالحاجز قد أصبح حافزا مبشّرا باستخدام السلطة لأشخاص ليس لديهم خبرة ولا معرفة!

من الناس معروفة بجهدها وانضباطها الوظيفي، وبعملها المتقن، وقدّمت للحصول على ترقية، ولكن هناك عيب واحد ملازمها ولا تستطيع تغييره، العيب هو وجودها من ضمن تلك الجماعة، فبالتالي عصا السلطة لا تريدها أن تتطوّر إلى تلك الترقية، فجماعتها ليست بالمستوى اللائق بالدولة!

من الرجال، (شقى) العمر بأكمله، وهو يوفّر على الدولة ملايين الملايين من جهده وتميّزه ومشاريعه، ونصيبه في النهاية إقصاؤه برتبة رئيس قسم (لا راح ولا يه)، وكأنّ خدمته في تلك المؤسسة الحكومية ذهبت هباء منثورا، فلقد أغضب الكبار، ولابد من إبعاده عن موضع القرار.

لابد في النهاية المثول إلى الشفافية وإحقاق الحقوق، فهو السند الناجح في أي مؤسسة حكومية، وهو صمّام الأمان فيها، فإذا كان البنيان صحيحا، فإنّ ترقية من يتوجّب ترقيته هي بداية اللعب مع الكبار.

فعلى ذلك تُطالب الشعوب دائما بالمصارحة، ومعرفة أسماء الأشخاص الحاصلين على ترقيات أو حوافز ومكافآت، فالضرر المترتّب من استخدام السلطة لأغراض شخصية، سيأتي عليه اليوم الذي ينقشع.

ولنتذكّر بأنّ: (ما طار طيرٌ وارتفع إلا كما طار وقع).

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2777 - الثلثاء 13 أبريل 2010م الموافق 28 ربيع الثاني 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 4:07 م

      لـا تعليــق.. شكـرآ للكاتبة الملتزمة

      فبالتالي عصا السلطة لا تريدها أن تتطوّر إلى تلك الترقية، فجماعتها ليست بالمستوى اللائق بالدولة!

    • زائر 3 | 11:36 م

      مشرف مظلوم 3

      وحتى الحوافز لاتعطى لنا فكثير من المدراء يفضل اعطائها للمدرسين ولايعترف بوجود موظفين اخرين لهم نصيب في ذلك ، فحبذا يا اخت مريم تسليط الضوء علينا وتخصيصنا بمقال من مقالاتك الرائعة والتي تخدم المجتمع ونحن على ثقة تامة من اهتمامك اللا محدود بقضايا المجتمع وعسى ان ينفع المقال مع وزارتنا التي تتغاضى عنا وغير مكترثة بما نعانيه

    • زائر 2 | 11:35 م

      مشرف مظلوم 2

      والوزارة تعلم بذلك ويمكنك معرفتها يا اخت مريم بسؤال مشرفي الشئون الادارية والمالية بالمدارس حيث لايمكن سردها في هذه الاسطر ةارجو المعذرة على تكليفك بذلك ، ومدراء المدارس يعاملونا وكاننا لسنا مشرفين فهم يعاملوننا معاملة المراسلين واذا تحير المدير في عمل ما يسنده الى من لايتردد في اسناده لمشرف الشئون الادارية والمالية حتى لو لم يكن من ضمن عمله وهو الحاصل في كثير من الاحيان فنحن نكدح في الدوام وخارج الدوام وفي اجازاتنا الرسمية دون اي مقابل

    • زائر 1 | 11:34 م

      مشرف مظلوم 1

      نعم يا اخت مريم كل ما جاء في مقالك هو عين الصواب فالترقيات حسب الواسطة وليس بالكفاءة وكذلك الحوافز تعطا لمن للمسئول مصلحة معينة مع الشخص وليس حسب الجهد ولذلك ضاعت حقوق موظفين مجتهدين كثيرة ، فيا اخت مريم نحن مشرفي الشئون الادارية والمالية بالمدارسبوزارة التربية مظلومون من الوزارة ومن مديري المدارس نفسهم فالوزارة تمنحنا كحد اقصى الدرجة التاسعة بالكادر الاعتيادي في الوقت الذي يحصل غيرنا في وزارات بنفس الوظيفة الكادر التخصصي ورغم انا عملنا يفوق عمل اي نظير لنا في الوزارات الاخرى

اقرأ ايضاً