العدد 2777 - الثلثاء 13 أبريل 2010م الموافق 28 ربيع الثاني 1431هـ

الناصحون السيئون لا ينتمون إلى حضارتنا

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

في كتاب الإمام علي (ع) إلى مالك الأشتر عندما ولاه مصر (توفي العام 659م) أمره فيه بـ «جباية خراجها، وجهاد عدوها، واستصلاح أهلها، وعمارة بلادها»... وأمره بأن يتعامل مع المصريين بما يلي: «املك هواك، واشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبة لهم واللطف بهم، ولا تكونن عليهم سبعا ضاريا يغتنم أكلهم، فإنهم صنفان، إما أخٌ لك في الدين أو نظيرٌ لك في الخلق»... «واطلق من الناس عقد كل حقد، ولا تعجلن إلى تصديق ساعٍ، فإن الساعي غاشّ وإن تشبّه بالناصحين، ولا تدخلن مشورتك بخيلا ولا جبانا ولا حريصا...» الخ...

ربما إننا بحاجة إلى العودة إلى أساسيات أولية في طريق التعامل مع قضايانا الوطنية، فنحن كحضارة إسلامية لدينا من المبادئ السامية ما يحمينا - عند الالتزام بها - من الوقوع في مطبات لا تخدم الصالح العام. وما نلاحظه من بعض الجهات أنها تموضعت في مواقع متقدمة في الدولة وأصبح أفرادها «ينصحون أصحاب القرار» باتجاه معاكس لما ورد في توجيهات ديننا الحنيف والتي عبّرت عن بعضها رسالة الإمام علي لمالك الأشتر. فعدد من الذين يقدمون النصائح هم ممن يسعون في غش المسئولين واستثارتهم ضد فئات وشخصيات ونواب المجتمع، وهؤلاء يعيشون على إثارة الأحقاد وبث الشكوك والظنون، ولا يهدأون إلا بعد أن تنفقد الثقة بين الحاكم والمحكوم.

ومع الأسف، فإننا نرى نسقا واضحا لمن تموضع في مواقع قريبة من بعض دوائر القرار، وهؤلاء أصبحوا يعيشون في عالم أناني، ولا يهمهم لو انتهت البحرين، بقدر ما يهمهم أن يستمروا في الحصول على مميزات ومصالح مادية.

إن الوصايا المذكورة في عهد الأشتر توضح كيف إن الإسلام سبق المنظومة الدولية لحقوق الإنسان (التي بدأت في الصدور في العام 1948)، وكيف الناس «صنفان، إما أخٌ لك في الدين أو نظيرٌ لك في الخلق»، وإن الإسلام يمنع التمييز في التعامل مع الناس، وإن على المسئولين ألا يكونوا كالوحوش الضارية التي تنتظر الفرصة للفتك بالآخرين بسبب من يحيط بهم من أصحاب المشورة السيئة.

نقرأ كل يوم تحريضا للحاكم على المحكوم، حتى وصل بالبعض لاتهام أي نائب للشعب ينحاز لصالح قضايا المجتمع العادلة، ونحن نعلم أن هؤلاء يعيشون فقط على حساب أذى البلاد والعباد، وهم أيضا يشوهون سمعة الدولة.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2777 - الثلثاء 13 أبريل 2010م الموافق 28 ربيع الثاني 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 18 | 3:19 م

      إلى الزائر 5

      يقول الزائر 5 " الشعوب المهزومة تستحضر التاريخ " وقد وقع في كلامه هذا في خطأين ، الأول أن النص الذي ذكره الجمري هو نص مفتوح على الزمن ، وهو ينتمي للنصوص التي يطلق عليها إسم " حكم وأمثال " من قبيل " بدل أن تلعن الظلام أشعل شمعة " وغيره ولا يصح حبسه في إدراج التاريخ ، الخطأ الثاني أنه على فر ض أننا استحضرنا التاريخ فليس الشعوب المهزومة فقط تستحضر التاريخ ، بل حتى الشعوب المنتصرة ، وناهيك بها من دول عندما تسجل إختراعا أو انتصارا حتى ولو في كرة قدم ، تبدأ بالفخر بالماضي

    • زائر 17 | 9:44 ص

      الف الف شكر للدكتور العزيز

      نعم هذا هو تاريخنا ,, ثقافتنا ,, وما يجب علينا نشره والافتخار بذكره ,..
      اما بالنسبة للزائر رقم 5 والقول( الشعوب المهزومة تستحضر التاريخ) فلا اتفق معك اذا لو لم يكن لك اصل لما كنت ,, ومن له تاريخ مشرق كهذا يتشرف باستحضاره لا نه اصول متينة وما هم كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الاض ما لها من قرار,,
      تحياتي

    • زائر 16 | 5:34 ص

      الناس سواسيه

      لو كل شخص نظر الى الانسان الاخر بمنظور الامام علي عليه السلام وهو الحاكم العادل والامين على شعبه وهو أن كل الناس سواسيه في الحقوق والواجبات لصارت البحرين افضل من جديه لكن وين الملوك والامراء عن نهج ابوالحسنين

    • زائر 15 | 4:44 ص

      مقال رائع جدا دكتور

      الحاشيه هي الاساس تسعى لملئ بطونها وبطون عيالها وتنهب خيرات البلد..ومن جهه اخري تفرز السموم وتفرق وتسعي لتفريق بين الحاكم والمحكوم....
      وكل شخص اعطاه الله عقل يميز الخبيث من الطيب
      والى الان يمكن تعديل كل شي قبل ان فوات الاوان قبل ان يأتى حكم الله على العباد فلا مجال للعوده حينئذ سيعظ الظالم على يديه ويلعن حاشيته!

    • زائر 14 | 4:30 ص

      مقص الرقيب

      مقال من ذهب، كل كلمة وكل حرف اتنشق منها الولاء الصادق لتراب هذا الوطن العزيز، كما أبيك عرفتك.
      وفقك الله

    • زائر 13 | 4:19 ص

      شكرا دكتور

      ذكرتني بالشخصية التي كانت تنصح معاوية بن ابي سفيان (ابن العاص) ، وتذكرت معها قصة سوئته التي سود بها وجه التاريخ حينما افتدى بها حياته من سيف علي أمير المؤمنين في صفين .
      تره هالناصحين حالهم من حال ابن العاص وسوءته التاريخية.

    • زائر 12 | 4:13 ص

      من قال لك أن هذا يعتبرنا بشرا ونستحق الحياة

      هذا وأضرابه لا يعتبروننا بشرا وقد خولوا انفسهم بأن يعطون للناس صك الغفران والجنان وأنهم أرقى منزلة من مالك خازن النيران فلقد وقعوا لنا صك
      الإعدام من زمان وهمهم في هذه الحياة أن لا يرونا نعيش على هذه الأرض أو غيرها ولكنهم واهمون
      فقد كان من قبلهم اشد منهم قوة ولم يستطع إزالتنا بل عكس ذلك تجذرنا وتأصلنا

    • زائر 11 | 4:10 ص

      Ani Medics الخيرية الهولندية

      بالأمس كان هناك مقترح من الخيرية الهولندية لإخصاء 80 في المئة من القطط والكلاب في مملكة البحرين ... وأنا هنا أقدم إقتراح ( لإخصاء 100 في المئة الطائفيين الذين يعيشون على أذى البلاد والعباد) ... سمعنا منذ شهر عن هجوم قطيع كلاب على بعض الحضائر للأغنام والبقر ... ولاكننا نسمع في كل يوم هجوم من كلاب مسعورة على أبناء البلد الاصليين وتهامات مالها أول ولا أخر ... هذه الكلاب التي يجب إخصائها بل بترها .

    • زائر 10 | 4:05 ص

      قوانيننا المزاجية والمفتوحة

      مشكلتنا العضمي في بلادنا أن القانون مفتوح على مصراعيه ويقاس ويطبق بالمزاج وعلى نفس الجريمة ترى حكمين حكم ب 15 سنه وحكم بسنة وبعدها إفراج من خلف الكواليس. ويعتمد الحكم على المنصب والعرق وأسم العائلة وغيرها من المعاير المتبعة في العنصرية والظلم. ولله المشتكى ونسأل الله الفرج القريب.

    • umalbaneen | 3:48 ص

      بئس رجال الدين أنتم .. والإسلام منكم براء

      نعم مصالحهم فوق أي مصلحة وقد نسوا وتناسوا قسمهم الذي أقسموه بخدمة الشعب ووعودهم لناخبيهم .. أمثال هؤلاء يتخذون العباءة الدينية وسيلة للوصول إلى قلوب ضعاف النفوس والسذج والبسطاء وهم يتخفون وراء تلك العباءة وينهشون طولاً وعرضاً في حقوق الناس .. وبالتالي لا يتورعون عن شتم ولعن وتخوين وتكفير كل من تسول له نفسه التجرء للمطالبة بحقوق الشعب الأصيل المسلوبة من قبل ثلة سارقين ومفسدين هو من ضمنهم أصلاً .. وإياكٍ أعني فاسمعي ياجارة ..

    • زائر 9 | 3:41 ص

      المتشدق بالفتنة لايستطيع مفارقتها لانه يقتات من فتاتها

      للاسف الشديد المتشدق بالفتنة لايستطيع مفارقتها لانه يقتات من فتاتها فتراه دائما يخالف الحق كل هذا من اجل ارضاء ولاة الامر
      فان قيل له الشمش تشرق من الغرب فلن يكذب ذلك بل سيتواصل مع هذا القول بالرغم انه يعرف الحقيقة.
      وللاسف هذا مانراه في احد المنتخبين للمجلس النيابي!!!
      وشكرا لهذا الطرح
      مع تحياتي
      (صحفي)

    • زائر 8 | 3:31 ص

      نعم .. إنه السعيدي

      نقرأ كل يوم تحريضا للحاكم على المحكوم، حتى وصل بالبعض لاتهام أي نائب للشعب ينحاز لصالح قضايا المجتمع العادلة، ونحن نعلم أن هؤلاء يعيشون فقط على حساب أذى البلاد والعباد، وهم أيضا يشوهون سمعة الدولة.

    • زائر 7 | 2:44 ص

      Abo Huda

      r. your taking right I thank you you read what in my mind..I bleave the JAMRY not dath.

    • زائر 5 | 2:26 ص

      اخي منصور الشعوب المهزومة تستحضر التاريخ

      اخي منصور لماذا تستحضر التاريخ الذي يحمل بعض الحسنات وكثير من السيئات انا اقولك لماذا لأنك لا تملك الحاضر ولأن حاضرك مريض بداء المذهبية عنوانه كلمتين ( الرافضي والناصبي ) هذا هو تاريخك الحقيقي الذي يحمل تراثاً غنياً من العداء لشعوب الأرض يكفيك هذا ( نسوا بأنا أباة نذود ذود القشاعم
      نحن الذين وطئنا بالخيل عرش الأعاجم
      سقنا حليلات كسرى بالسوط سوق الغنائم
      لذا عليك إعادة النظر في هذا التاريخ وتجنب استحضاره لأنه مات ولكن البض يحاول جره لحاضرنا فأين نحن اليوم بين أمم الأرض .

    • زائر 4 | 2:08 ص

      الثقافة المجتمعية

      شكرا دكتور، ان الثقافة المجتمعية او العرف الاجتماعي يتعامل مع المواضيع بازدواجية مثال على ذلك، السارق او الحرامي القانون يعمل بهذه الطريقة اذا كان السارق من اصحاب النفوذ او اصحاب المكانة او متدرين فان هذا القانون لايعمل ويكون معطل . انا اذا كان هذا السارق شخص عادي من عامة الشعب فان القانون يطبق عليه كاملا، لن نرتقي الا اذا ثقافتنا ان نعمل كل الناس بطريقة واحدة حتى في حياتنا العادية مهما يكون هذا الشخص (اجنبي او بحريني .....

    • زائر 3 | 12:03 ص

      هذا الواقع

      فى اى امه و فى كل المجتمعات لا تغيب عنهم اصناف من هذه النوعيه التى دائماً تلعب دور الشيطان بكل دقه و فتنه لغرض الماده ولكن نحن نقول لماذا الحكومه تستمع اليهم هل هو دليل على إن الحكومه ليس لها قدره على التميز بين الخير و الشر و اذا كانت كذلك فعلى الأمه سلام .

    • زائر 2 | 10:50 م

      اذا رئيتم معمم سرق فلا تقولو رجل دين سرق بل قولو سارق تلبس بلباس الدين

      شكراً يادكتور على طرحك ولكن مع الأسف الشديد قد وصلنا الى مرحلة ميئوسة حيث هناك اشخاص محسوبين من اهل العلم وليس هناك مصدر يؤكد حصولهم عليه محسوبين على النواب وقد وصلو له بغير بحق والكل يعرف ذلك فماذا ترتجي من امثال هولاء الحمقى غير التخوين وكيل الاتهامات الباطلة لغيرهم لمن يريد مصلحة للشعب لقد اعتدنا من الشخص + - هذه المواقف المخجلة والتي تؤكد على جاهليته وحقده للشعب وحبه للفتنة امثال هذا الشخص مستعد للوقوف ضد حقوق المواطنين لانه في الحقيقة سارق تلبس بلباس الدين وليس رجل دين والعياذ بالله منه

    • زائر 1 | 10:32 م

      شكرا للدكتور منصور ... إنها جامعة نص كم التي فرخت لنا لامسيئين للوطن والمواطنين الموظفين

      وهذه قصة من أرشيف ملفات الفساد .. حيث أن الأب خرج على التقاعد إبان الفترة الإصلاحية والأبن استنفذ مخصصات للتدريب وتم حجز وظيفة له منذ 10 سنوات هل رأيتم متدربا يأخذ جولة على جامعات البلد الخاصة عقدا من الزمن و لم يكتف الأمر إلى هذا الحد بل منح صلاحية تأهيل كبار المؤهلين كيف يتم ذلك و الفشل راكبه من ساسه الى راسه إنها إدارة العلاقات الحميمة والعواطف الخلاقة ...مع تحيات (ندى أحمد)

اقرأ ايضاً