العدد 694 - الجمعة 30 يوليو 2004م الموافق 12 جمادى الآخرة 1425هـ

مبارك للبحرين قيادة وشعبا

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

يوم أمس تركت هموم الصحافة وجلست مع الأطفال لمشاهدة مباراة منتخبنا الوطني في مباراته مع أوزبكستان في دور ربع النهائي لكأس أمم آسيا والمقامة حاليا في الصين... تتبعت المباراة وكلما سجلنا هدفا حتى اقتربنا من الفوز النهائي انقدحت في ذهني الكثير من الهموم الوطنية التي نعمل على إزالتها. لم أنظر إلى المباراة من منظور رياضي فقط، وإنما من منظور ثقافي وسياسي واجتماعي وكذلك اقتصادي. كنت فرحا بصفتي بحرينيا أحب هذا الوطن وأعتز بالانتماء إلى تربته وإلى شعبه، فرحا لاقترابنا من الفوز لأنه يعطي بعدا وطنيا يجب أن نفكر فيه جليا هو كيف أن الاستقرار السياسي والاطمئنان الأمني يسهمان في النجاح والانتصار في كل شيء حتى في كرة القدم... منذ تأسيس البحرين الحديثة لم نستطع أن نصل إلى انتصار رياضي بهذا الحجم... فقط خلال ثلاثة أعوام من عمر الاستقرار السياسي بدأنا نشعر بالتغيرات... هؤلاء الذين حققوا النصر من اللاعبين هم امتداد للشعب البحريني بأطيافه... كلهم راحوا يعملون بروح رياضية واحدة في رفعة البحرين... أملهم أن يرفرف علم البحرين خفاقا، أن ينتصر الوطن. هذا الانتصار الرياضي يمثل الصورة الحقيقية للمواطن البحريني الغيور على أرضه ووطنه... بهذا النصر تتعزز الوحدة الوطنية بعيدا عن التسييس أو الجمعيات المؤدلجة أو المسئولين الشوفينيين هنا أو هناك ودائما ما كنت أقول هل يستطيع لاعبو الكرة أن يحققوا ما عجز عنه السياسيون... كل يومٍ يقدمون إلينا صورة حقيقية للدفاع عن الوطن متلاحمين من دون تمييز بينهم، لاشك أن سترة تفتخر بلاعبيها وكذلك المحرق وغيرهما. الاطمئنان القلبي، الاستقرار السياسي، الاحتضان الوظيفي، الهدوء المعيشي كلها عوامل تدفع باتجاه تحقيق المكاسب. هؤلاء اللاعبون كل واحد منهم يعتبر صورة مصغرة عن قريته ومدينته وأمثالهم كثيرون. لن يتوانوا في خدمة الوطن لو أنا حاولنا أن ندفعهم في الاتجاه الصحيح ووفرنا لهم الحياة الرفيعة. بهذا الانتصار يجب أن يكرم المسئولون الوطن فلا يبقى في مناطقهم فقراء أو نبقى سنة كاملة نتسول إسعافا لهم أو لغيرهم. هؤلاء اللاعبون يجب أن يلاقوا الاحتضان المالي والمعنوي من الجهات الرسمية حتى يبدعوا في المستقبل. أنا مؤمن بأن في البحرين عشرات الآلاف ومن كلتا الطائفتين الكريمتين هم على استعداد لترسيخ وحدة وطنية وجبهة دفاع عن الوطن بعيدا عن لغة التكفير أو الإقصاء. همهم أن يخدموا الوطن ويأملوا أن يخدمهم الوطن... هؤلاء الشباب يجب أن نحتضنهم ونرسخ فيهم ثقافة الحوار والاعتدال وأن نوفر لهم المعيشة الكريمة وألا نبخل عليهم بشيء لأن الخبز إذا توافر قطع الطريق على أي غلوٍ أو تطرف وبشكل طبيعي يزداد الولاء.

أنا لا أقول إننا أصبحنا في وضع أفلاطوني، ولكن ما هو مطلوب منا أن نعمل على ترسيخ الوحدة وأن نحارب الطائفية في أية مؤسسة. أن نحارب الفساد في أي مكان وأن نعمل لنشر الإصلاح في كل مكان لينتصر الوطن.

أقول: جلست مع الأطفال نتابع المباراة - على رغم أني لست متابعا جيدا لذلك - إلى أن وصلت المباراة إلى ركلات الجزاء ويوم أن تحقق النصر، بان الارتياح على وجه الأطفال وهللوا. قلت في خاطري: سبحان الله، بالأمس عندما كنا في المهجر يسألني الأطفال كثيرا عن البحرين، إذ كانت علاقتهم بها في السنة مرة فقط... اليوم هم يشاهدون كل شيء في البحرين، ويجلسون متفائلين لنجاح منتخبها فرحين لفوزها. هذه الوطنية يجب أن نؤصلها وأنا على يقين بأن كل البحرينيين يوم أمس تكدسوا أمام الشاشات، بعضهم ربما ليس من المتابعين للمباريات، ولكن شغف الفوز الوطني يفرض على الإنسان أن يرى اسم مملكته عاليا في كل مكان. إن هذا الفوز الكبير بإمكاننا أن نحققه أيضا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وسياسيا عندما نعمل على ترسيخ المشاركة الشعبية للمجتمع واقتصاديا عندما نعمل على رفعة معيشة المواطن البحريني وأن نوفر له الأعمال الكريمة والحياة السعيدة، واجتماعيا عندما نعمل على ترسيخ الوحدة الوطنية بالتداخل الاجتماعي في سبيل ترسيخ دعائم هذا الوطن. ختاما نقول: مبارك للبحرين قيادة وشعبا. حق لنا أن نفرح بهذا الفوز وكل أملنا أن تبقى البحرين عالية في كل شيء، وأن تصبح هذه البلدة الصغيرة كعبة للحرية وذلك بترسيخ الديمقراطية ومبادئ حقوق الإنسان على الأرض قبل الشعار. مبارك علينا الفوز، وإن شاء الله يرجع الفريق بكأس البطولة. إن للفوز دلالات ودروسا وهو يعزز ما تم طرحه أن أبناءنا الواعدين طاقات كبيرة تتفجر عطاء إذا ما أعطيت الفرصة والاحتضان، فيجب أن ينعكس ذلك في جميع القطاعات، يجب الاهتمام بهم وتوفير الأندية النموذجية لهم ولابد من تقديرهم وتكريم الكفاءات منهم. كل البحرينيين فرحوا لهذا التألق التاريخي الكبير فهنيئا لمنتخبنا ولجميع اللاعبين ولجميع أهل البحرين

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 694 - الجمعة 30 يوليو 2004م الموافق 12 جمادى الآخرة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً