يشير تقرير التنمية البشرية للعام 2004 الصادر من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى الكثير من الإيجابيات عن البحرين مثل استمرار تبوئها المرتبة الأولى بين الدول العربية... لكن لا يمكن التغاضي عن بعض السلبيات وخصوصا عدم الكشف عن إحصاءات حيوية مثل الفقر. وفيما يأتي مرور سريع في بعض جوانب التقرير.

أولا المرتبة العالمية: حصلت البحرين على المرتبة رقم 40 من بين 177 دولة شملها التقرير. وتعتبر هذه النتيجة الأفضل لأية دول عربية (على مستوى العالم الإسلامي حققت بروناي دار السلام بالمركز الأول بحلولها في المرتبة 33). بيد تأخرت البحرين ثلاث مراتب عن نتيجة العام 2003 عندما شمل التقرير 175 دولة.

ثانيا التعليم: يشير التقرير إلى أن نسبة المتعلمين تبلغ نحو 89 في المئة للذين تزيد أعمارهم 14 سنة. وساهمت هذه الصفة في تبوء البحرين المرتبة الأولى بين دول الخليج وتعكس رغبة المواطنين في اكتساب المعرفة.

ثالثا الدخل: استنادا إلى مبدأ القوة الشرائية بلغ معدل دخل الفرد يقف في حدود 17,170 دولارا أي 6,473 دينارا في السنة (540 دينارا شهريا). على مستوى مجلس التعاون الخليجي يتمتع مواطنو الإمارات وقطر بدخل أفضل من البحرينيين. ويشير التقرير إلى أن الإناث يحصلون أكثر بقليل عن ثلث دخل الذكور. بلاشك يعد هذا تفضيلا للرجال في البحرين.

رابعا العمر: يبلغ متوسط العمر في البحرين حدود 74 سنة (مقارنة بـ 82 سنة في اليابان). بيد يزيد معدل العمر عند الإناث بحدود سنة ونصف والعكس بالعكس فيما يخص الذكور.

خامسا النمو السكاني: بلغ النمو السكاني نحو 3,5 في المئة في الفترة من 1975 إلى 2002. لكن يتوقع التقرير أن تهبط نسبة النمو إلى 1,8 في المئة في الفترة ما بين 2002 إلى 2015.

سادسا الفقر: لم تزود الجهات الرسمية أية إحصاءات عن الفقر في البحرين بمعنى لا تعترف الحكومة بوجود هذه المشكلة. لاشك في أن الكثير من المؤشرات تدلل على وجود الفقر مثل ظاهرة التسكع في الشوارع وتدني مستوى الأجور إذ جاء في ندوة متخصصة إن 53 في المئة من العمالة البحرينية يحصلون على رواتب تقل عن 200 دينار شهريا. وتجري محاولات لتحديد الحد الأدنى للأجور للعاملين في القطاع الخاص على أن لا تتجاوز عن 225 دينارا في أحسن الأحوال.

سابعا إحصاءات أخرى: لأسباب مجهولة لم تزود البحرين معلومات بخصوص مسائل حيوية تنصب في صلب التنمية البشرية مثل نسب السكان الذين يحصلون على مياه مأمونة وتوزيع الثروة في البلاد مثل نسب الأغنياء.

لاشك في أن ما حققته البحرين يعد إنجازا ولكن لابد من القيام بخطوات جبارة للمحافظة على موقع الصدارة بين الدول العربية. لكن ليس من المستغرب أن تنجح إحدى الدول الخليجية في إقصاء البحرين عن موقعها في غضون السنوات القليلة المقبلة. ويتوقع أن تنجح الكويت في تحقيق مرتبة متقدمة (حققت الكويت المرتبة 44 على مستوى العالم والثاني بين الدول العربية) وذلك بعد زوال الخطر الذي كان يمثله العراق في الماضي. أيضا يتوقع أن تحقق قطر قفزات في النمو الاقتصادي ومن ثم الدخل على خلفية الاستثمارات في مجال الطاقة بالتحديد. أيضا لابد للحكومة الكشف عن كل جوانب الحياة للوقوف على حجم المشكلات ومن ثم تقديم الحلول لها