دعا السيد محمد حسين فضل الله في خطبة الجمعة المسلمين في العالم إلى الاستنفار في مواجهة الخطر الذي يتهدّد المسجد الأقصى من المخططات التي ترسمها الحكومة الصهيونية.
وقال فضل الله: إن قضية المسجد الأقصى قضية إسلامية كونية وشاملة، ونحن لا نبرئ «إسرائيل» بكل استراتيجيتها من وجود خطة مستقبلية لبناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى المبارك، وإن كانت «إسرائيل» - بحسب الطبيعة التي تضع فيها سياستها أمام العالم - تتحدث دائما عن حمايتها لمقدسات الأديان في القدس، وفي ضوء هذا تتحدث دائما أن القدس هي عاصمتها الأبدية، وأنها تمنح كل أتباع الأديان حق الوصول إلى أماكن العبادة فيها، وتحاول الإيحاء بأنها تحمي أماكن العبادة.
ولهذا، فإنني أتصور أن مثل هذه الإثارة، تحاول إشغال الواقع السياسي بهذا العنوان، وتحويل الأمور الحيوية التي يدور فيها الجدل - كمثل قضية الجدار والمستوطنات، وقضية الانسحاب من غزة وما إلى ذلك - إلى جدل بشأن الموضوع، لأنه يمثل مسألة حيوية ومصيرية بالنسبة للمسلمين، وربما ينطلق المسئولون الصهاينة ليتحدثوا أنهم سيقفون ضد هؤلاء المتطرفين وما إلى ذلك.
إن القضية وفي هذه المرحلة، تدخل في الجانب الإعلامي، وليست هناك أية واقعية، على الأقل في المرحلة الحاضرة والمستقبل المنظور، لمثل هذه المسألة، ولكن الخطورة تكمن في أن الصهاينة يعملون على تطويع العالم الإسلامي وتهيئته لتقبّل مثل هذه الأمور الخطيرة.
وأضاف: إن من الطبيعي جدا أن يقف المسلمون كلهم، لا العلماء فحسب، باعتبار أنهم القيادة الإسلامية للمحافظة على المقدسات، وهكذا بالنسبة إلى المشرفين بشكل مباشر على المقدسات الإسلامية في الأقصى، إن على الجميع أن يكونوا في حال استنفار دائم، وألا ينتظروا أن يصدر تصريح من وزير صهيوني هنا أو هناك، بل أن يجعلوا المسألة متحركة في إطار خطة طويلة الأمد، احتياطا للمستقبل في المحافظة على المقدسات، باعتبار أن الاستراتيجية الصهيونية لاتزال تتحدث عن بناء الهيكل، ولاتزال الحفريات في أعماق المسجد الأقصى تهدد المسجد بالانهدام بحثا عن الهيكل المزعوم. إن المسألة مسألة إسلامية بالكامل، وعلى المسلمين جميعا أن يكونوا في عملية استنفار دائم في هذا الاتجاه.
ونبّه فضل الله إلى أن «إسرائيل» ستعمل على تعقيد الأمور في فلسطين أكثر، وعلى ارتكاب المزيد من أعمال العدوان والمجازر، وعلى تحريك أكثر من قضية سياسية، لصرف الأنظار عن قرار محكمة العدل الدولية، وكذلك قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة حيال الجدار الفاصل، لجعل العالم ينشغل عن هذه المسألة لحساب قضايا أخرى... ولكن ذلك كله ينبغي أن يدفع العرب والمسلمين للتحرك في نطاق مواجهة ذلك على خطين؛ لحماية المقدسات في فلسطين المحتلة من جهة، ولإبقاء القضايا الأساسية في دائرة الضوء من جهة أخرى، وهذا يحتاج إلى خطة سياسية وإعلامية تتجاوز حركة المواقف والتصريحات الأخيرة التي أدانت تهديدات العدو ومتطرفيه
إقرأ أيضا لـ "أنور الحايكي"العدد 693 - الخميس 29 يوليو 2004م الموافق 11 جمادى الآخرة 1425هـ