قلل خبراء متخصصون في مجال البيئة من تأثير مفاعل ديمونا على سكان الأردن وتحديدا في المنطقة الجنوبية المحاذية للحدود الفلسطينية، مؤكدين «أن المفاعل ليس هو الوحيد السبب في تلوث المنطقة بل إن هناك عدة مفاعلات إسرائيلية تبعث سمومها في سماء المنطقة». وذكرت وزيرة السياحة والآثار والبيئة علياء بوران، «اننا سنشكل لجنة خبراء من وزارات البيئة والصحة والطاقة والمياه وأن الأردن يراقب الموقف عن كثب».
ومن جهته أكد أستاذ الفيزياء في الجامعة الأردنية عيسى خبيص في تصريحات لصحيفة «الدستور» الأردنية أن العاملين في المفاعلات وخصوصا ديمونا، يختارون الوقت المناسب في توجيه مداخن تلك المفاعلات عندما يكون اتجاه الرياح صوب الأردن فيفتحون المداخل وأنابيبها لتوجه الاشعاعات باتجاه المنطقة، موضحا أن الأردن حريص على متابعة تطورات المفاعل أولا بأول وأن الخبراء متنبهون لتبعات ما يمكن أن يحدث.
وبيّن خبيص أن لدى «إسرائيل» المفاعل الذي يصنع البلوتونيوم لصناعة القنابل الذرية وهو يرسل الغازات واكتشفت عدة مرات والأمر ليس مقلقا. واستبعد الحاجة إلى تطعيم المواطنين في الجنوب، مبينا أن ذلك ليس له ضرورة، نافيا إمكان حدوث «تشيرنوبل ثانية» ولا خطورة من حصول انبعاث اشعاع على الناس.
وعن إمكان تأثير هذه الغازات والاشعاعات على المياه الجوفية نفى خبيص وجود مثل هذا التأثير على المياه الجوفية، بينما قد يكون له تأثير على المياه السطحية ولمدة قصيرة وخصوصا إذا تصاعدت الأبخرة الثقيلة لتترسب على الأرض مع التراب وإذا جاءت أمطار الشتاء أخذت مثل هذه الترسبات معها.
أما أستاذ علوم المياه في الجامعة الأردنية إلياس سلامة فقال: «تحاليلنا منذ 15 - 20 سنة لم تثبت ولا تشير إلى وجود تأثير للاشعاعات الذرية المنبعثة من مفاعل ديمونا».
وحذر الخبير النووي الإسرائيلي السابق موردخاي فعنونو من مخاطر «تشيرنوبيل ثانية» في «الشرق الأوسط» بسبب حال مفاعل ديمونا القديمة وذلك في تصريحات نشرتها حديثا صحيفة «الحياة» العربية التي تصدر في لندن.
وحذر فعنونو - الموظف السابق في ديمونا الذي أفرج عنه في ابريل/ نيسان الماضي بعد 18 عاما من السجن - من «خطر حدوث هزة أرضية تصدّع المفاعل النووي الإسرائيلي في ديمونا الذي تجاوز عمره خمسين عاما وتتسبب بتسرب اشعاعات نووية تهدد الملايين في البلدان العربية المجاورة» في ما وصفه بـ «تشيرنوبيل ثانية». وكان يشير إلى الكارثة التي نجمت عن انفجار محطة تشيرنوبيل النووية في أوكرانيا العام 1986 وأوقعت أكثر من ثلاثة ملايين ضحية بحسب سلطات هذا البلد.
وقال فعنونو إنه «على الأردن إجراء فحوص طبية لسكانه المقيمين في المناطق القريبة من الحدود مع «إسرائيل» لمعرفة مدى تأثرهم بالاشعاعات وتوزيع الأدوية الضرورية عليهم»، كما فعلت «إسرائيل» مع السكان المقيمين قرب ديمونا، لأن مداخن المفاعل لا تعمل إلا عندما تكون الرياح في اتجاه الأردن.
من جهة اخرى أكد أن ما كشفه بشأن القدرات النووية الإسرائيلية «يكفي لوحده لاعتبار «إسرائيل» خطرا حقيقيا يهدد «الشرق الأوسط» بأكمله». وانتقد فعنونو زيارة مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي لـ «إسرائيل» في مطلع يوليو/ تموز. وقال إنه «جعل نفسه أضحوكة عندما زار «إسرائيل» وتحدث في السياسة مع رئيس الوزراء ارييل شارون بدلا من أن تكون مهمته في «إسرائيل» شبيهة بمهمته في العراق».
وأضاف أنه «كان يجب عليه رفض زيارة «إسرائيل» إذا لم يزر المفاعل النووي وأن يعلن بكل صراحة أن زيارته لـ «إسرائيل» مشروطة بهذه الزيارة المهمة، ومن ثم إعداد تقرير تقني عنها ليساهم مساهمة فعالة في نشر دعايتها العالمية الكاذبة».
يذكر أنه حكم على فعنونو بالسجن 18 عاما بتهمة «الخيانة» و«التجسس» لنقله معلومات إلى صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية عن مفاعل ديمونا النووي حيث كان يعمل. واستبعد الخبير النووي السابق أن تضغط أميركا أو أوروبا على «إسرائيل» لتلتزم الكشف عن ترسانتها النووية. ولم تعترف «إسرائيل» مطلقا بامتلاكها ترسانة نووية، إلا أن عددا من الخبراء العسكريين الأجانب يعتقدون أن لديها ما بين 100 و200 رأس نووية استنادا إلى معلومات نقلها فعنونو
العدد 693 - الخميس 29 يوليو 2004م الموافق 11 جمادى الآخرة 1425هـ