تحتم كرة القدم في كثير من الأحيان الرضا بما تقرره نتائج مبارياتها مهما كانت حلاوتها ومرارتها لأن المتعة الحقيقية في هذه اللعبة تكمن في اللوغاريتمات التي تتميز بها عن بقية اللعبات.
واليوم سنجد أنفسنا راغبين أو مكرهين في الرضا بنتيجة المباراة المصيرية لمنتخبنا أمام أوزبكستان في ربع نهائي كأس آسيا لأن مثل هذه المباريات لا تقبل القسمة على اثنين، والفائز فيها مولود والخاسر مفقود.
والإنسان بطبعه التكويني طموح يبلغ أحيانا حد (الطمع) في آماله وتطلعاته، الأمر الذي يجعل كثيرا من البحرينيين يطمحون بقوة في الفوز اليوم وبلوغ نصف النهائي على رغم أن منتخبنا يشارك للمرة الثانية في تاريخ كأس آسيا ويبلغ ربع النهائي للمرة الأولى.
وجميل جدا أن نرى ذلك الطموح متزامنا مع الثقة الكاملة في قدرات وإمكانات منتخبنا بعدما ظلت العلاقة بين المنتخب والجمهور تواجه (أزمة ثقة) منذ رحيل الجيل الذهبي لفؤاد بوشقر وشويعر وزويد وغيرهم في خليجي 6 بالإمارات العام 1982، واستمرت طويلا قبل أن تعود الثقة مجددا مع الجيل الجديد لمحمد سالمين وطلال يوسف ومحمد جمعة وحسين بيليه في تصفيات مونديال 2002.
وجميل جدا أيضا أن نسمع اجتهادات وأصواتا تتردد من الصحافة والجمهور بشأن الأمور الفنية الخاصة بالمنتخب، وذلك يعني التفاعل والثقة، وأصبحنا نطالب باشراك (فلان) بدل (علان) بعد أن كنا طيلة 18 عاما لا يفرق عندنا من يلعب ومن يجلس احتياطيا ولكن المهم أن تبقى تلك الأصوات تصب في المصلحة العامة للمنتخب.
وبصراحة يجب القول (الحمدلله) على حال منتخبنا مقارنة بحال بقية المنتخبات الخليجية التي ظهرت بصورة يرثى لها في هذه الدورة - عدا عُمان التي خرجت مرفوعة الرأس - فرأينا كيف تدهورت منتخبات السعودية القاسم المشترك في النهائيات الآسيوية طيلة 20 عاما، وقطر والإمارات اللتين تمتلكان أقوى دوري حتى على المستوى العربي وكذلك الكويت التي كانت في حال يرثى لها وكلنا يعرف فارق الظروف والإمكانات المتاحة للكرة البحرينية ونظيراتها الخليجية.
ولن ننظّر كثيرا في لقائنا اليوم لكن أقول نقطتين مهمتين: أولهما أن يكون منتخبنا في وضعه الفني والمعنوي الطبيعي المفترض عليه وفق إمكانات لاعبيه، وثانيا أن نلعب بالتشكيلة المناسبة من خلال اختيار العناصر المناسبة ووضعها في مراكزها الطبيعية فالتجربة (مغامرة) في هذه المباريات
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 693 - الخميس 29 يوليو 2004م الموافق 11 جمادى الآخرة 1425هـ