العدد 692 - الأربعاء 28 يوليو 2004م الموافق 10 جمادى الآخرة 1425هـ

مؤسسة المخزن المغربي الحاكم من خلال الثقافة السياسية المغربية

في بحث صادر أخيرا في الرباط

عن «دفاتر وجهة نظر» صدر للباحثة المغربية هند عروب كتاب «المخزن في الثقافة السياسية المغربية» الذي يتناول مؤسسة المخزن المغربي نظام الحكم ممثلا في المؤسسة الملكية ضمن المتخيل الشعبي عبر التاريخ.

وبحسب الكاتبة التي أهدت مؤلفها الأول للتقدمي عبدالله إبراهيم أول رئيس حكومة مغربية بعد الاستقلال وزعيم حزب الاتحاد الوطني والذي وصفته بـ «الرجل الذي ائتمنه التاريخ على تاريخ أمته، لطهارة يمينه وصفاء روحه وعميق صوفيته وصدق طويته وغزير عمله، والذي لم تخب حماسيته النضالية رغم مواجع الحصار، ليظل نداؤه يرن في مسامع الأجيال كنداء عميق في قلب الإعصار... نداء للحرية والإنسان»، فإن مؤسسة المخزن «ليست مجرد هياكل وبنيات إدارية وسلطوية تنتمي إلى الماضي ولاتزال مستمرة في الحاضر بهذا الشكل أو ذاك، إن المخزن أكثر من هذا، هو نظام شامل من الأعراف والطقوس والآليات والمفاهيم والقيم التي تشتغل على أكثر من مستوى بهدف تأمين استمرار الحكم السلطوي وتأسيس شرعيته بقوة التقاليد حينا وبقوة الأمر الواقع أحيانا أخرى. ووفقا لما وقعت به مجلة وجهة نظر التي صدر عنها الكتاب فإن هذا الأخير تقترب من خلاله الباحثة هند عروب من العالم الغرائبي لمفهوم «المخزن» بغية فهمه أولا وتحديد ميكانيزمات اشتغاله ثانيا ثم بإعادة وفحص دوره في الثقافة السياسية المغربية وفي أشكال ممارسة السلطة ثالثا.

واختارت الباحثة لكتابها صورة تظهر دخول العاهل المغربي الملكي محمد السادس وهو يدخل إحدى القاعات في قصره الملكي بين تسمر أحد الخدم وهم من العبيد المتوارثين منذ عهد السلطان المولى إسماعيل - القرن 16 - الذين يطلق عليهم المغاربة اسم عبيد البخاري أو التواركة راكعا إذ يردد في مثل هذه المناسبات العبارة التاريخية التي رافقت السلاطين المغاربة «الله يبارك في عمر سيدي».


...و الإيسيسكو تدعو إلى مراجعة صريحة لتجربة الحوار الإسلامي المسيحي

دعا المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) عبدالعزيز بن عثمان التويجري إلى مراجعة صريحة لتجربة الحوار الإسلامي المسيحي وتطوير منهجه مؤكدا الحاجة إلى هذا التطوير في هذه المرحلة الدقيقة التي تتزايد فيها أهمية تعزيز الحوار على جميع المستويات خصوصا على المستوى الديني. وأوضح بلاغ للإيسيسكو صادر في الرباط، أن التويجري، دعا في اجتماع لجنة الاتصال الإسلامي الكاثوليكي التي نظمت دورتها العاشرة بالقاهرة، أتباع الديانات السماوية إلى الحوار «للوقوف في وجه هذا الاكتساح الواسع للمادية الشرسة التي لا صلة لها بالقيم الروحية والمبادئ الإنسانية ومكارم الأخلاق».

وأضاف التويجري أن هذا «يهدد المجتمعات المعاصرة بأخطر الآفات بعضها استفحل اليوم وتفشى على نطاق واسع ولا سبيل إلى التغلب على آثاره المدمرة إلا باللجوء إلى التعاليم الدينية التي تحض على العفة والاستقامة والابتعاد عن المباذل والفواحش ما ظهر منها وما بطن»، مشيرا إلى أنه «مع التسليم بأهمية الحوار الديني واشتداد الحاجة إليه، حريصون على أن نؤكد أن الحوار أيا كانت وسيلته وغايته لا بد وأن يقوم على قاعدة متينة من الاحترام المتبادل وعلى قدر مشترك من الندية، وينطلق من قواسم مشتركة وإلا فقد هذا الحوار جدواه، وصار غير ذي موضوع»، وموضحا أن «الاتصال هو ضرب من الحوار، فإذا لم توفر له الأسباب والوسائل والظروف الملائمة انعدمت الفائدة منه».

من جهة أخرى، أعرب التويجري عن الأمل في أن يكون الحوار «حوارا عمليا نافعا ومجديا يخدم المصالح المشتركة وهي الدفاع عن القيم الدينية المشتركة»، معتبرا أن «التردد في الانحياز إلى الحق وإعلانه الإدانة الواضحة للمظالم والجرائم التي ترتكب ضد الإنسانية وعدم الوضوح في اتخاذ المواقف إزاءها، من شأن ذلك أن ينعكس سلبا على الجهود التي نبذلها من أجل تعزيز الحوار وتمتين الاتصال وتطوير التعاون». البلاغ ذاته ذكر أن اللقاء الذي شارك فيه على الخصوص شيخ الأزهر الشريف محمد سيدطنطاوي، والبابا شنودة، ورئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان المطران مايكل فيزجرالد تميز بالتوقيع على اتفاق للتعاون بين المنتدى الإسلامي العالمي للحوار ومجلس كنائس الشرق الأوسط.

يذكر أن لجنة الاتصال الإسلامي الكاثوليكي تعمل في إطار المنتدى الإسلامي العالمي للحوار. وتتحدد مهمتها الأساسية في «التمهيد الجيد لإجراء هذا الحوار من خلال إقامة جسور للقاء المستمر الذي يؤدي إلى تعزيز التفاهم وتعميق الثقة»





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً