العدد 692 - الأربعاء 28 يوليو 2004م الموافق 10 جمادى الآخرة 1425هـ

«أسفي» تحتضن ملتقى المرأة والكتابة

بحضور مبدعات عربيات

احتضنت مدينة «أسفي» المغربية الدورة الرابعة لملتقى المرأة والكتابة (الملتقى العربي المتوسطي) في الفترة ما بين 15 و18 من شهر يوليو/ تموز الجاري، بحضور الكثير من المبدعات العربيات ومن بينهن المغربيتان رشيدة بن مسعود، ونعيمة هدي، السعودية زينب أحمد حفني، المصرية فاطمة ناعوت، بالإضافة إلى عدد من النقاد والمهتمين المغاربة يتقدمهم رئيس اتحاد كتاب المغرب حسن نجمي والأديب إدريس الخوري، والبشير قمري، وشرف الدين ماجدولين، ومحمد معتصم، ورجاء الطالبي، ونجيب العوفي، ومحمد أقوضاض، وأسماء أخرى تنتمي لعوالم الكتابة القصصية والشعرية والإبداعية عموما.

وفي كلمة افتتاح أشغال الملتقى ذكر رئيس اتحاد كتاب المغرب حسن نجمي أنه بعد أن عرّفت الدورات الثلاث الأولى مناقشة «علاقة المرأة والكتابة بالمجتمع»، ثم «علاقة المرأة والكتابة بالمكان»، فـ «علاقة المرأة والكتابة بالواقع»، فإن الدورة الرابعة ستعرّف مناقشة موضوع «الكتابة واليومي عند المرأة»، ليطرح بعد ذلك عدد من التساؤلات محورها «كيف تؤسس المرأة في المغرب والوطن العربي هذه العلاقة الوثيقة في بعدها الجمالي بالإبداع واليومي».

إضافة إلى ذلك أبرز حسن نجمي أهمية المكتسبات التي حققتها المرأة المغربية من خلال المدونة الجديدة للأسرة وذلك اعترافا لها وبجهودها في مسار تنمية المجتمع وتربية الأجيال، مؤكدا أهمية انعقاد هذه التظاهرة الثقافية في دورتها الرابعة والتي أضحت تقليدا سنويا لاتحاد كتاب المغرب بفرع مدينة «أسفي» 374 كلم جنوب الرباط.

الدورة وعبر ثلاثة أيام تميزت - بالإضافة إلى تكريم رائدة الأدب النسوي المغربي الأديبة «خناتة بنونة» - بعقد عدد من الندوات لمناقشة الموضوع الرئيسي المجسد في موضوع «المرأة... الكتابة واليومي».

في الندوة الأولى التي شارك فيها عدد من الفاعلات الثقافيات تطرقت الكاتبة والشاعرة المصرية فاطمة ناعوت إلى واقع المرأة العربية متهمة إياها بأنها احد أهم أسباب تغييبها، معتبرة أن المرأة التي تطلب من الرجل دائما تحريرها، والتي تنظر إلى نفسها من خلال عين الرجل. أكثر من ذلك اعتبرت ناعوت أن المرأة حتى وإن كتبت فإنها تكتب من خلال عين الرجل، وتكتب له. وبالتالي فالمرأة مدانة والرجل أيضا مدان، والرجل العربي مقهور ويفرض قهره على المرأة إما تخلفا في معاملة المرأة، أو يمارس قهرا مضادا في قهر الكائن الأضعف الذي هو المرأة.

في الندوة الثانية التي قامت بتسييرها القاصة المغربية رجاء الطالبي تم التطرق للموضوع نفسه من خلال تدخلات كل من نجيب العوفي ونعيمة هدى.

ومن بين الندوات التي أثارت اهتمام جمهور الملتقى كانت تلك التي شاركت فيها الروائية والشاعرة السعودية زينب أحمد حفني المقيمة في العاصمة البريطانية (لندن). إذ تقدمت بورقة بعنوان «حكايتي مع الحرب».

إلى جانب الندوات فإن الأمسيتين الشعريتين اللتين أقيمتا في الهواء الطلق بالقرب من «القلعة البرتغالية» شدت اهتمام المتتبعين إذ تم الاستماع إلى عدد من القصائد الشعرية سواء ذات المنشأ الرجالي أم النسائي، مصطحبة بمقطوعات لموسيقى غناوة المغربية - الإفريقية.

إلا أن الحدث الأبرز كان في الملتقى هو تكريم رائدة الأدب النسائي المغربي الأستاذة خناتة بنونة إذ كان حفل التكريم مليئا باللحظات الإنسانية التي امتزج فيها الفرح بالدموع سواء من قبل المحتفى بها أو الحضور.

تجدر الإشارة إلى أن صحيفة «الوسط» انفردت من بين باقي الصحف العربية بمواكبة أعمال هذا الملتقى الذي كان مناسبة لإجراء حوارات مع عدد من الأدباء والأديبات المغاربة والعرب، والتي سنقدمها تباعا خلال الأيام المقبلة.


...وشاعرات عربيات في فضاء الذرة

من المواد التي كانت مبرمجة ضمن ملتقى أسفي للمرأة والكتابة في دورته الرابعة التي اختير لها شعار «المرأة: الكتابة والهم اليومي» أمسيتان شعريتان أحيتهما مجموعة من الشاعرات العربيات ومن بينهن مغربيات بمدرجات مسرح الهواء الطلق بفضاء حديقة محمد جمال الذرة.

فبجوار القلعة البرتغالية التاريخية، وفي جو عدلت من حرارته نسائم المحيط الأطلسي، وتحت أضواء خافتة، وبمصاحبة أنغام موسيقى غناوة لـ «المعلم حمزة» أتحفت الشاعرات المشاركات جمهور أسفي بعدد من قصائدهن تفاوتت موضوعاتها بين قضايا وهموم المرأة المعاصرة وبين قضايا الأمن الراهنة وعلى رأسها الوضع في العراق وفلسطين.

مسرح الهواء الطلق بمدرجاته عرف حضورا مكثفا تمثل في عدد من الشعراء والكتاب والتشكيليين والصحافيين: الشاعرة والبرلمانية رشيدة بن مسعود، التشكيلي العراقي حسني أبو المعالي، والشاعر العراقي جواد وادي، الشاعرة السعودية زينب أحمد حفني، الكاتبة المغربية رجاء الطالبي، رئيس فرع اتحاد كتاب المغرب في مدينة أسفي سالم الكويندي، بالإضافة إلى رئيس اتحاد كتاب المغرب الشاعر حسن نجمي، الذي ظهر تارة وهو يتمايل على أنغام غناوة المغربية ذات الجذور الإفريقية، وتارة وهو يشرح لمراسلنا كلمات المقطوعات الغنائية التي كان يؤديها «المعلم حمزة» التي كانت في غالبيتها صوفية تتغنى بآل البيت، وببعض الحوادث التاريخية التي حدثت في «السودان الغربي»، وتارة ثالثة وهو يعاكس أستاذته خلال المرحلة الثانوية الأديبة المحتفى بها خناتة بنونة.

الأمسية الأولى التي كانت مغربية بالأساس افتتحتها الشاعرة المغربية ثريا مجدولين التي أتت لأسفي من مدينة وجدة بأقصى الشرق المغربي إذ تغنت بعدد من قصائد ديوانها الجديد «سماء تشبهني قليلا» كانت أبرزها قصيدة موضوعها سقوط بغداد.

من بين الأسماء التي شاركت هذه الأمسية، الشاعرة المغربية القديرة حبيبة البورقادي التي لم تشأ أن تبدأ ليلتها إلا بكلمة أهدتها إلى رفيقة دربها الأديبة المحتفى بها خناتة بنونة.

ليأتي الدور عقب ذلك على الشاعرة المكناسية زهرة المنصوري التي سيصدر لها عما قريب ديوانها الجديد «تراتيل» كما قدمت قصيدة بعنوان «عتبات الشمس» أهدتها للأديبة خناتة.

وحتى لا تتهم المرأة بالأنانية قد سمح لعدد من الشعراء الرجال من منطقة أسفي بالمشاركة في الأمسية الأولى عبر قراءة عدد من القصائد.

وخلافا للأمسية الأولى كانت الأمسية الثانية عربية بمعنى الكلمة إذ شاركت فيها شاعرات عربيات ومغربيات قدمن لتوهن من المشرق.

وهكذا قرأت الشاعرة المصرية فاطمة عانوت - التي تدير تحرير صحيفة «قوس قزح» - عدد من قصائدها التي صدمت الجمهور الحاضر بالنظر إلى المصطلحات الهندسية والقانونية والمعمارية التي حفلت بقصائدها، بالإضافة إلى عدد من الأسماء التاريخية من قبيل «مسيلمة وغاندي و حمورابي»، وهو ما أرجعه البعض إلى تأثير عملها باعتبارها مهندسة معمارية على نتاجها الأدبي.

بعدها جاء الدور على الشاعرة - الطبيبة المغربية فاتحة مرشيد التي عادت حديثا من العاصمة المصرية القاهرة إذ شاركت في عدد من الندوات، التي قدمت هي الأخرى عددا من قصائد ديوانها الأخير «أوراق عاشق» إذ قدمت قصيدة حملت الاسم نفسه وكتبت بصيغة المذكر، بالإضافة إلى عدد من القصائد ومن بينها «أغار منها»، و«اغتراب المثنى»، و«صخب الصمت»، بالإضافة إلى قصيدة عذراء من ديوانها الأخير «تعال نمطر» وهو قيد الطبع.

بعد ذلك أطلت الشاعرة والصحافية السعودية زينب أحمد حفني المغتربة في العاصمة البريطانية لندن، التي تقدمت إلى منصة الإلقاء من دون أية أوراق، إذ أخبرت الحضور بأنها نست أوراقها في الفندق، إلا أنها مع ذلك أتحفت الحضور بقصيدتها «امرأة النفط» والتي تحدثت فيها عن معاناة المرأة في شبه الجزيرة العربية ونظرة الرجل إليها، وعلى رغم أنها قدمت قصيدة واحدة، فإنها لاقت استحسان الحضور الذي كان موزعا بين شعراء وتشكيليين وصحافيين مغاربة وعرب، بالإضافة إلى جماهير مدينة أسفي.

الشاعرة المغربية «علية الإدريسي القيطوني» القادمة من مدينة تاونات، التي ولجت حديثا عالم الشعر، وتنتظر قريبا صدور باكورتها الشعرية الأولى كانت من بين الشاعرات اللواتي شد إليهن اهتمام الحضور إذ قدمت بعضا من قصائدها وهي تتجول وسط مسرح الهواء الطلق مستثمرة طريقة أداءها للشعر وحركات يديها في الإلقاء. وتمحورت قصائدها في التغني بالنبيذ والحانة التي اختارتها من ديوان «حانة لو يأتيها النبيذ» الذي لم يطبع بعد





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً