العدد 692 - الأربعاء 28 يوليو 2004م الموافق 10 جمادى الآخرة 1425هـ

«أوّل الجسد آخر البحر»

مقاطع من قصيدة

خَرَجَ الوردُ منْ حوضِه

لملاقاتها،

كانتِ الشمسُ عُريانة

في الخريفِ، سِوَى خَيْطِ غيمٍ على خَصْرِها.

هكذا يُولَدُ الحبُّ

في القريةِ التي جئتُ مِنْها.

- 2 -

نهضتُ أسْألُ عَنْكِ الفجْرَ: هَلْ نَهضَتْ؟

رأيتُ وجهَكِ حولَ البيتِ مرتَسِما

في كلِّ غصْنٍ. رميْتُ الفجرَ عن كَتِفي:

جاءَتْ

أمِ الحلمُ أغواني؟ سألتُ ندى

على الغصونِ، سألتُ الشمسَ هَلْ قَرأَتْ

خُطاكِ؟ أينَ لمسْتِ البابَ؟

كيفَ مَشى

الى جوارِكِ ورْدُ البيتِ والشجرُ؟

أكادُ أشطرُ أيّامي وأنْشَطِرُ:

دَمي هناكَ وجسمي هَا هُنا - ورقٌ

يجرُّهُ في هَشيمِ العالَمِ الشَّررُ.

- 3 -

صامتٌ ليلُنا.

مِنْ هُنا زهرٌ ينحني

مِـنْ هنـالك ما يُشبـه التَّلَعثُمَ.

لا رَجَّةٌ. لا افْتِتانْ.

ليلُنا يتنهّد في رئتَيْنا

والنوافذ تُطبِق أهدابَها.

- تقرأين؟

- ضع الشايَ. ضوءٌ

يتسرّبُ مِنْ جسدينا الى جسدينا

ويغيّر وجْهَ المكانْ.

- 4 -

هكذا - في عناق الطّبيعةِ والطَّبْعِ، نعصفُ أو نَهْدأُ

لا قرارٌ، ولا خِطَّةٌ، - عَفْوَ أعضائِنا،

ننتهي، نَبْدأُ.

جسدانا

كوكبٌ واحِدٌ.

نتبادَلُ أحزانَنا

نتبادل أحشاءَنا،

جسدانا دَمٌ واحِدٌ.

نحن صِنْوانِ في الجرحِ، مفتاحُ أيّامِنا

ومفتاحُ أفراحِنا وأَحزانِنا،

جَسدانا.

- 5 -

فَكَّتِ الأرضُ أَزْرارَها، وسارَتْ

حُرَّة في خُطانَا،

عندما سألَتْنا وقلنا:

نعرف الحبَّ يا أرضَنا. جَبَلْنا

طينَنا مِن هَباءِ مسافاتِهِ، وجَبَلْنَا

فتنةَ القمر المتشرّد في طَمْثهِ بأوجاعِنا،

ورسَمْنا

كُلَّ ما لا يُرى مِن تقاطيعهِ،

بتقاطيعِنا.

هي ذي أرضُنا، -

نتوقّعُ أن يعشقَ الحبُّ أسماءَه

كيفما دُوِّنَتْ

في دفاتر أيّامِها





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً