الفطنة العربية وليدة التجارب التاريخية المدونة على صفحات الكتب من يوم النكبة في العام 1945 إلى اللحظة الأخيرة التي قرر حفنة من اليهود المتطرفين «أمناء جبل الهيكل» عزمهم على تنفيذ هجوم انتحاري على الحرم القدسي بغية إنشاء والبحث عن «هيكل سليمان» المزعوم... وردا على خطة شارون الأحادية الانسحاب من غزة.
الضمير والصوت العربي اتجه نحو قضية أزلية تطالب بحق الشعب الفلسطيني باسترجاع أرضه المغصوبة من أيدي اليهود وعودة الأرض الواعدة لأصحابها، ولكن عجلة الزمن خلفت تراكمات ومطالب تزداد بين ثانية وأخرى نظير التهاون من الجانب الفلسطيني على اختلاف أشكاله وتعدد مطالبه من المشاركة المنصفة في اتخاذ القرار الحاسم والقضاء على الفساد من جانب... في المقابل نرى التعدي المفرط لـ «إسرائيل».
الحوادث تراكمت من عهد الاستعمار البريطاني وتوريثه الأرض الطاهرة إلى حفنة من اليهود وتأسيس حركة صهيونية تحت ادعاء «الأرض الموعودة» ما هو إلى مسلسل يراد به إكمال حلقاته، ولكنها مرجأة إلى اليوم الموعود في أجندة اليهود الذين يقبعون وراء نافذة البيت الأبيض وسعيهم الدؤوب على نسف وضرب أي اتحاد يراد به حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى أرضهم وتشكل تلك الفئة مصطلحا معاصرا يعرف بـ «المحافظين الجدد» الذين يعتبرون بمثابة الريموت كونتنرول يحرك ويزلزل الأرض ويختلق عراقيل ومشكلات، لجعل منطقة الشرق الأوسط مليئة بالقلاقل والمطبات تخدم مصالحهم... ومنعا من تنمية القدرات التي تزعم «إسرائيل» فيما لو طورت يراد منها القضاء عليها ويهدد أمنها.
والتهديدات الإرهابية لحفنة المتطرفين على الحرم القدسي عبر طائرة، سلسلة تكمل الموقف العدائي للحركة الصهيونية واجترار عمليات مماثلة تهدف لسحق قلب الشعب الفلسطيني الأبي المجاهد
إقرأ أيضا لـ "أنور الحايكي"العدد 691 - الثلثاء 27 يوليو 2004م الموافق 09 جمادى الآخرة 1425هـ