عند حلول الصيف من كل عام نجد الدول العربية كعادتها تحاول جاهدة تقديم أفضل ما في جعبتها من إقامة وتنظيم مهرجانات صيفية رائعة خلال أشهر الصيف الحارة... فتنشط حركة السياحة ويحفل برنامج المواطن بالكثير من الفعاليات المنوعة من ثقافة وفن وموسيقى ومسرح حتى انه لكثرتها يحتار مواطنو هذه الدول الى أي برنامج يذهبون.
فالدول العربية - بعضها - تتفنن في تنظيم مهرجانات صيفية لإثراء حركة السياحة عندها ولاستقطاب أكبر قدر ممكن من الجنسيات المختلفة، وقد تكون لبنان وتونس أفضل مثالين على ذلك عدا طبعا إمارة دبي التي لا يضاهي مهرجاناتها وأنشطتها أحد، فهي على مدار العام وليست مقصورة على أشهر الصيف فقط!
أما مهرجان (بيت الدين) في لبنان فهو غني عن التعريف، ومن شدة جمالية البرامج التي تختارها بعناية الجهات المسئولة عن هذا المهرجان فإن المواطن هناك يحظى بالمستوى ذاته ان أراد ان يحضر عرضا «موسيقيا» أو «مسرحيا» في بلد أوروبي إذ ان الفعاليات التي يستقطبها المهرجان ذات مستوى دولي رفيع وفعاليات لاتزال تلقى رواجا في عواصم العالم الكبيرة.
بينما في تونس لا تخلو أية مدينة من مدنها من مهرجان صيفي، وقد يكون التونسيون من أكثر الشعوب العربية حبا للمهرجانات الصيفية تحديدا، فهم يروجون صورا رائعة لمدنهم بصورة قلّما وجدناها في البلاد العربية... بل ان الحيوية تنبض في كل مدينة وبلدة تونسية، فحركة السياحة تنتعش مع مهرجانات الصيف التي لا حد لها من كثرتها وتنوع برامجها...
أما البحرين فهي ليست محظوظة بإقامة أي نوع من المهرجانات الصيفية، وان شهدت بعض المهرجانات الثقافية كأصيلة والإسكافي متنفسا «نوعيا» في مفهوم المهرجانات الثقافية.
لكن عندما نضرب أمثالا بالمهرجانات الصيفية التي تشهدها بعض الدول العربية، فإن البحرين بعيدة عن القائمة بل ان مهرجاناتها الصيفية دائما تلاحقها وصمة الفشل أو الفضيحة! فالمواطن يسمع عنها لفترة فتظهر قليلا أو تختفي كليا من دون إبداء أية أسباب واضحة عن فشل هذا المهرجان أو ذاك...!
والحقيقة المؤلمة إن كل ما يقال اليوم وما قيل بالأمس كان مجرد فقاعة هواء... فلطالما ذهبت موازنة المهرجانات الى منافذ أخرى بل جلبت أردأ الفرق والعروض التي تروج لثقافة وفن من دون المستوى. إذا، فاللوم يقع على أكثر من طرف وجهة في الدولة، إذ ان إقامة المهرجانات الصيفية تحديدا هي فن وذوق، فلنتعلم ذلك من أشقائنا اللبنانيين والتونسيين، عسى ان تشهد مدن وقرى البلاد مهرجانات صيفية رائعة على غرار هاتين الدولتين العربيتين
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 690 - الإثنين 26 يوليو 2004م الموافق 08 جمادى الآخرة 1425هـ