العدد 689 - الأحد 25 يوليو 2004م الموافق 07 جمادى الآخرة 1425هـ

التمويل الإسلامي

عباس سلمان Abbas.salman [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

جميل أن يأخذ مرفأ البحرين المالي الدور القيادي في الاعتماد الكلي على التمويل الإسلامي لتمويل المشروع الضخم باعتباره انجح الوسائل المتاحة في منطقتنا ويعيد شيئا من الهيبة لعالمنا الإسلامي الذي يحرم الفائدة باعتبارها محرمة حسب الشريعة الإسلامية والتي تعتمد عليها كليا المصارف التقليدية التي جنت ولاتزال تجني مكاسب كبيرة من الفقراء المرغمين على اللجوء إليها لتغطية بعض كلف المعيشة الآخذة في النمو إذ تحتسب هذه المصارف والمؤسسات المالية فائدة كبيرة على القروض والتمويل التي تقدمها خصوصا القروض الشخصية تكون في بعض الأحيان غير منصفة نظرا لتراجع الفوائد العالمية على حسابات الادخار التي بحوزتها إلى أدنى مستوياتها والتي تبلغ نصف في المئة سنويا بينما الفائدة المركبة في المصارف التجارية تصل إلى نحو ثمانية أو تسعة في المئة سنويا. كما يعطي هذا الدور قوة إضافية إلى التمويل الإسلامي الآخذ في النمو في منطقتنا العربية ويساند جهود المملكة باعتبارها مركزا للمصارف الإسلامية.

قد نكون في حاجة إلى مساندة المصارف الإسلامية من خلال تعيين هذه المصارف لتمويل المشروعات العمرانية في المنطقة على رغم أن رؤوس أموال المصارف الإسلامية لا تغطي متطلبات المرحلة الحالية ولذلك يجب الإسراع في إنشاء المصرف الإسلامي الدولي المقترح حتى يتمكن من أخذ دوره في التنمية الاقتصادية في المنطقة وخصوصا أن الكثير من المستثمرين يرغبون في رؤية صرح عظيم يكون قادرا على منافسة المصارف التجارية وتقديم التمويل المطلوب.

كما أن المنطقة في حاجة إلى مصرف إسلامي قوي وهذا لا غبار عليه لكي يقوم بتمويل تجارتها البينية وكذلك تجارتها مع الدول الغربية والتي هي الشريك الرئيسي لدولنا خصوصا أن بعض دول الخليج تقوم باستيراد كل شيء من عود الكبريت إلى الطائرات والسيارات ولولا أن الله حبانا بوجود النفط والغاز في أراضينا لكنا نعيش الآن في أسفل الدرك ولكن هذا من كرم الله على الأمة الإسلامية والتي يجب أن تسير على هذه الخطى حتى يحفظ الله نعمتها.

الحكومات والشركات مطالبة بأن تقدم الدعم والمساندة للمصارف الإسلامية من خلال الطلب منها تمويل بعض المشروعات الصغيرة على الأقل في الوقت الحاضر لتكون خطوة مرفأ البحرين المالي الجريئة هي الأولى في سلسلة خطوات في طريق زيادة الاعتماد على المصارف الإسلامية وعلى هذه المصارف كذلك التفكير مليا في زيادة رؤوس أموالها أو الاندماج لتكوين مصارف قوية قادرة على تغطية التمويل اللازم والعجب كل العجب أن بعض المصارف قامت بخفض رؤوس الأموال «بسبب عدم الحاجة إليها»!. ولله في ملكه شئون

العدد 689 - الأحد 25 يوليو 2004م الموافق 07 جمادى الآخرة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً