ظاهرتا الشيخين أسامة بن لادن وحسين الحوثي لا يمكن غض الطرف عن أسباب ظهورهما الأصلية وظروف نشأتيهما، سواء تاريخيا أم اجتماعيا أم سياسيا أم دينيا، ويجب أن تتم دراسة أسباب الظاهرتين، ووضع الحلول الناجعة لهما... وليس القفز إلى النتائج هكذا... والتلكع بمصطلحات وتفسيرات الاذاعات الرسمية، من إرهاب ودموية، وتقويض الأمن... إلخ، ومن تعبيرات أقل ما يقال عنها إنها لا تعبر عن الواقع ولا هي تحليل موضوعي علمي لواقع أو معطيات الظاهرتين «البنلادنية» أو «الحوثية» إنما الاسباب الرئيسية لهاتين الظاهرتين نحن في غفلة عن تفسيراتهما الشرعية أو المادية والمعنوية الأدبية، فكل ظاهرة، دينية تحديدا، لابد لها من أساسيات ومقدمات شرعية إضافة إلى مكوناتها المادية والأدبية، الظاهرة أو المستترة، المعلومة لدى العامة أو الخاصة أو خاصة الخاصة.
وإذا كانت محاولات أميركا للربط بين بن لادن والجمهورية الإسلامية في إيران، غير ظاهرة إلا من خلال اتهام الأخيرة بتسهيل عبور منفذي هجمات 11 سبتمبر/ أيلول، فإن السلطات اليمنية أشارت إلى ضلوع إيران في دعم «الحوثي وأنصاره» من الأساس، ومنذ فترة رحيل والده الشيخ بدر الدين الحوثي إلى إيران إثر خلاف بينه وبين علماء الزيدية في اليمن.
إن الظروف التي تمر بها الأمة العربية والإسلامية، من احتلال فلسطين ووقوف أميركا بكامل مواطن القوة فيها (لوبيات ضغط، وشركات عملاقة، وقوى مسيطرة على القرار في الإدارة) إلى جانب الكيان الصهيوني، وواقع التبعية العربية لأميركا، وانهزام وتلاشي الفكرة القومية، وانتهاك السيادة الوطنية، والتأثير على القرار الوطني، وعدم احترام حقوق الإنسان العربي... إلخ. كلها مقدمات يجب أن تؤخذ في الاعتبار حين الحديث عن أي من الظاهرتين «البنلادنية» أو «الحوثية»... بمسمى آخر «الشباب المجاهد» و«الشباب المؤمن» أو أية ظاهرة أخرى في المستقبل.
ولابد أيضا من الأخذ في الحسبان ربط أميركا وتوابعها في المنطقة، بين ظاهرة الشباب المجاهد في أفغانستان والشباب المؤمن في بلاد اليمن بإيران، ولعل ذلك ما يعتبر تمهيدا أو تهيئة للأجواء ولما تود الإدارة الأميركية القيام به ضد إيران الواقعة بين فكي كماشة، أفغانستان من جهة ومن الجهة الأخرى الأسطول المرابط في الخليج، وبين الشباب المجاهد والشباب المؤمن. فهل المنطقة مقبلة على زلزال آخر؟ لا يعلم ذلك إلا الله
إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"العدد 689 - الأحد 25 يوليو 2004م الموافق 07 جمادى الآخرة 1425هـ