منذ إعلان قيام دولة «إسرائيل» في العام 1948، دعا جميع رؤساء الحكومات الإسرائيلية، بدرجات نجاح متفاوتة، اليهود إلى الهجرة الى الدولة العبرية والاقامة فيها انطلاقا من مفهوم أنها تمثل السلاح الذي تواجه به «إسرائيل» المعركة الديمغرافية. إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون ذهب بعيدا إذ دعا الأسبوع الجاري يهود فرنسا الى الهجرة إلى أرض الميعاد «فورا» موجها اصبع الاتهام الى مسلمي فرنسا بالوقوف وراء موجة «معاداة السامية المحمومة» مثيرا ردود فعل مستنكرة.
إن من بين خمسة ملايين و400 ألف يهودي يعيشون في «إسرائيل» وصل ثلاثة ملايين من المهاجرين بعد قيام الدولة، لكن لا يمثل اليهود سوى أقل بقليل من نصف سكان الأراضي الممتدة من البحر المتوسط الى نهر الأردن والتي تشمل الاراضي المحتلة أيضا.
وتشير جميع الدراسات الديمغرافية إلى أن اليهود سيصبحون أقلية في هذه المنطقة مع نهاية العقد الجاري بسبب - والحمدلله - ارتفاع معدل المواليد لدى الفلسطينيين. ويرى حزب العمل المعارض أن الاحتلال سيشكل في نهاية المطاف تهديدا للصهيونية، إذ لن تستطيع «إسرائيل» الحفاظ على طابعها اليهودي الديمغرافي اذا أصبح اليهود أقلية، ولكن شارون رفض طويلا هذه الحجة متوقعا وصول مليون مهاجر الى «إسرائيل» خلال عشر سنوات، لكن مع الانخفاض الكبير في معدل الهجرة في السنوات الأخيرة بسبب الوضع الأمني المتدهور في «إسرائيل» منذ الانتفاضة في سبتمبر/ أيلول 2000 وارتفاع معدل البطالة في الدولة العبرية يكون هدف شارون صعب التحقق.
لكن «إسرائيل» لن تدخر جهدا في محاولة جذب المهاجرين الجدد من خلال تقديم المساعدات للأسر وإنشاء وزارة الهجرة أخيرا هيئة مستشارين خاصين لتسهيل وحسن استقبال المستوطنين
إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"العدد 689 - الأحد 25 يوليو 2004م الموافق 07 جمادى الآخرة 1425هـ