العدد 2370 - الإثنين 02 مارس 2009م الموافق 05 ربيع الاول 1430هـ

أنقذوا الصوماليين من خطر «القراصنة الحقيقيين»

ابراهيم خالد ibrahim.khalid [at] alwasatnews.com

استوقفني قبل أيام خبر أعلنته وزارة الداخلية اليمنية يقول إن 45 مهاجرا «إفريقيا» غرقوا بعد أن انقلب قارب يحملهم في رحلة من الصومال إلى اليمن عبر خليج عدن، الذي صار مسرحا لتواجد القطع الحربية من عدة دول أجنبية لمكافحة «القرصنة».

وذكرت وزارة الداخلية اليمنية، في بيان، أن «القارب كان يحمل 46 مهاجرا صوماليا وإثيوبيا وأن مهاجرا واحدا نجا مع المهربين الثلاثة». وقالت «وقع الحادث على بعد نحو 60 ميلا من ميناء المكلا جنوب شرق البلاد».

ولا يكاد يمر أسبوع دون ورود العديد من الأخبار المماثلة التي تكاد لا تجد اهتماما في الإعلام العربي على الرغم من أعداد ضحايا هذه الحوادث تجاوز أرقام ضحايا الحرب الأهلية في الصومال على ما يبدو.

المهاجرون الصوماليون الذين يحاولون الهروب من جحيم الحرب في بلادهم يراهنون على الوصول إلى اليمن باعتبارها بوابة قد تفتح لهم مجال الحصول على حق اللجوء في البلدان الغربية. لكنهم للأسف يقعون ضحية «قراصنة» و»تجار بشر» بمعنى الكلمة يأخذون منهم أموالا طائلة قد تكون هي حصيلة كل ما كانوا يملكونه في بلادهم.

نهب الأموال من المحتاجين ليس هو بيت القصيد والجرم الفادح، لأن الفصل الأسوأ وقمة التراجيديا تكمن في قيام هؤلاء القراصنة، الذين لم يجدوا من يتصدى لهم بقوة السلاح مثل قراصنة السفن وناقلات النفط، برمي حمولة مراكبهم في البحر بحجة أن على الركاب أن يكملوا بقية الرحلة قبالة سواحل اليمن سباحة خوفا من القبض عليهم.

وهنا تحدث الكارثة التي لم تجد من يهتم فيها حتى اليوم، إذا يكون غالبا مصير هؤلاء الحالمون بمصير أفضل الغرق. وكما في الخبر المشار إليه في مقدمة هذا المقال لم ينج من ركاب المركب إلا شخص واحد من أصل 46 راكبا.

العالم تنادى لوضع حد لمشكلة القرصنة التي باتت تهدد الملاحة في خليج عدن وسواحل الصومال وقد نجحت بحرية دول مشاركة في تلك الحملة في منع العديد من محالات خطف السفن التجارية في تلك المنطقة، لكن نتساءل لماذا يكون مصير الإنسان الصومالي في المرتبة الثانية في الاهتمام الدولي ولماذا لم تتدخل المنظمات الإقليمية والدولية لوضع حد لمأساة اللاجئين الصوماليين الذين يحاولون النجاة من الوضع في بلادهم بحثا عن أوضاع أحسن حتى لو كان تحقيق ذلك الهدف عن طريق مهربين مصاصي دماء.

هذه المأساة والمشكلة الإنسانية أقدم من مشكلة القرصنة ضد السفن وتمتد لأعوام خلت وقد تكون متكررة منذ بدء مشكلة الحرب الأهلية فلماذا هذا التجاهل للصومال والصوماليين؟

إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"

العدد 2370 - الإثنين 02 مارس 2009م الموافق 05 ربيع الاول 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً