التهديد الأميركى والغربي بالتدخل العسكري في السودان بحجة وجود أزمة إنسانية كبري في إقليم دارفور بغرب البلاد يندرج في إطار مسلسل الحروب الأهلية التي شهدتها الكثير من البلدان الأفريقية جنوب الصحراء والقاسم المشترك بينها جميعا هو تمتع تلك البلدان برصيد وافر وغير مستغل بعد بصورة كبيرة من المعادن والمواد الخام التي تضع الشركات العالمية الكبرى عينها عليها.
ومن الملفت والمستغرب شن هذه الحملة الدولية على السودان الذي شهد أخيرا تكالب وتقاطر أعداد كبيرة من وزراء الخارجية الأوروبيين ومنهم من لم يزر الخرطوم من قبل عقب سقوط أعداد من المدنيين والعسكريين في إقليم درافور جراء حركة تمرد مسلح. وإذا قارنا رقم ضحايا هذه المأساة بأرقام الذين سقطوا جراء حرب الجنوب التي دارت رحاها لعدة عقود بتمويل ودعم من تلك الدول التي تتباكي على ضحايا حرب دارفور حاليا لأصبنا بالدهشة.
خفايا الحملة وأسبابها يجئ تكملة لحلقة الحروب الأهلية التي شهدتها القارة الأفريقية السمراء ومعظمها كانت تخضع للاستعمار الفرنسي والبريطاني. ويكشف تقرير نشرته صحيفة خليجية أخيرا أن أبعاد خطط التدخل الغربي في دارفور تحركها الرغبة في السيطرة على كميات ضخمة من خام اليورانيوم المشع الذي تم اكتشافه في منطقة تسمى «حفرة النحاس» في إقليم دارفور المفترى عليه وسط دلائل على وجود تنافس غربي لقسمة الثروة النفطية في السودان بين الشركات الأميركية جنوبا والفرنسية غربا.
وينقل التقرير عن خبراء جيولوجيين يعملون في شركة نفطية غربية كبرى تأكيدهم أن التهافت الدولي على درافور ليس نابعا من دوافع إنسانية كما يدعون وإنما من اجل السيطرة على تلك «الحفرة»
إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"العدد 688 - السبت 24 يوليو 2004م الموافق 06 جمادى الآخرة 1425هـ