العدد 687 - الجمعة 23 يوليو 2004م الموافق 05 جمادى الآخرة 1425هـ

مفاتيح لا بيوت لها!

ايمان عباس eman.abbas [at] alwasatnews.com

منوعات

عشرات الأجيال تتوارث المأساة، جيل يروي لآخر حكاية الشتات الأولى، وكل جيل يعيش نكبته، وكل نكبة أشد هولا ورعبا من سابقاتها. دوامة من الموت تكبر دائرة خرابها، إعصار هائل يقتلع من الأجيال بيوتها وذاكراتها وذكرياتها، ويرميها للضياع.

تلك حال فلسطين، ومازال الخطاب العربي يستنكر ويشجب، ويشكو تعجرف العدو وتجاهله الشرعية الدولية، ويجتر الكلام نفسه في كل حال تؤول إليه أرض الرسالات، والذل نفسه والهزيمة نفسها، والشرعية الدولية شجب للكلام.

كل ذلك يجعل القرارات الدولية على مدار نصف قرن، أرقاما لا معنى لها... مجرد رموز خاوية. ومع هذا فلسطين مازالت تذكر العالم أجمع بعالم خاوٍ، بأرقام تشبه مفاتيح البيوت الصدئة التي تنتظر العودة... مفاتيح لا بيوت لها ولا أبواب... مفاتيح اقتلعت بيوتها من الوجود.

محزنة هي الشعوب العربية عندما تذكر العالم في ذكرى كل نكبة بقرارات الشرعية الدولية، قرارات ميتة وأرقام تشبه مفاتيح بيوت النكبة. لذلك، ما الذي ينتظره أبناء العروبة عموما وفلسطين خصوصا من قرار آخر تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة فجر أمس الأول بغالبية 150 صوتا مقابل 6 وامتناع 10 عن التصويت، ذلك القرار الذي يطالب «إسرائيل» باحترام رأي محكمة العدل بتفكيك جزء من الجدار الأمني الذي تبنيه في الضفة الغربية؟

منذ متى و«إسرائيل» تسمع الكلام وتحترم القرارات، خصوصا بعد أن قوبل القرار برفض إسرائيلي وبتحد في مواصلة البناء، كما لقي تأييدا أميركيا لتل أبيب، إذ اعتبرته واشنطن «ليس الطريقة المناسبة» لتحقيق السلام؟! ما الذي ننتظره، وهل سيغير هذا القرار رأينا في القرارات والأرقام الخاوية أم سيضاف رقم خاو آخر لقائمة الشرعية الدولية؟

إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"

العدد 687 - الجمعة 23 يوليو 2004م الموافق 05 جمادى الآخرة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً