تطالعنا كل يوم الصحافة المحلية بشيء جديد ومبتكر عن مشروعات الحدائق والمنتزهات العامة في ارجاء مختلفة من مناطق البلاد. فمن يقرأ هذا الخبر أو ذاك يظن ان البحرين مليئة بالحدائق الخضراء التي من كثرتها لا يعرف المواطن إلى أيٍ منها يذهب!
ومن كثرة تصريحات مسئولي البلدية والجهات الأخرى المعنية بإنشاء حديقة أو متنزه عام... أصبح المواطن المسكين يعرف الحدائق الورقية معرفة تامة بينما واقع الحدائق في بلدنا الصغير جدا يقول شيئا آخر الا وهو ان الحديقة بدت حلما بحرينيا يضاف إلى قائمة الأحلام الأخرى التي لم تتحقق ويبدو أنها ان تحققت فسيتحقق منها الربع لا أكثر!
وقد يتساءل البعض منا: لماذا تحول ذلك إلى حلم؟ فالإجابة ببساطة ان المواطن ممنوع عليه أن يمتع عينيه أو يتجول بين البقع الخضراء لأن ما تبقى منها مملوك لنفر قليل من الناس يهيمن عليها سواء استخدمها أو أهملها... المهم انها مملوكة والسلام. فلا تبقى للمواطن سوى الحدائق الورقية، هذه الحدائق التي تُرسَم وتُلون آليا حتى تنشر على شاكلتها على ورق الصحف المحلية لتبدو جميلة حتى يستطيع المواطن ان يمتع عينيه ويحفظها في ذاكرته ليزورها في منامه!
للأسف نحن كشعب نعيش في جزيرة أصابتها حمى صفراء بسبب أوجاعها البيئية الكثيرة التي يبدو أن لا أحد يستمع لها أو يهتم بها حتى جفت الأقلام وضاعت الأصوات في زحمة المطالب الأخرى... كل ذلك بسبب النظرة الدونية التي ينظر إليها فيما يخص الملف البيئي، فما بالك لو كان الأمر متعلقا بحديقة أو متنزه فهناك عبارة واحدة تكرر على الدوام بين خبايا المشروعات الضخمة والقسائم السكنية المختلفة ألا وهي «لا حاجة للحدائق... فهي حاجة غير ضرورية لا تشبع البطون»
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 687 - الجمعة 23 يوليو 2004م الموافق 05 جمادى الآخرة 1425هـ