الأرباح الجيدة التي حققتها شركة البحرين للاتصالات (بتلكو) والتحالف الذي أقامته مع شركات اتصالات في دولة الإمارات العربية المتحدة يعطي انطباعا بأن الشركة تعمل بجدية مستمرة على تقبل التحدي الذي بدأت تواجهه منذ أن بدأت البحرين في تحرير سوق الاتصالات في المملكة بهدف زيادة التنافس وتقديم خدمات أفضل بسعر أقل وتحريك نشاط «سوق الإعلانات» ورخصت لشركة «إم تي سي فودافون» لتقديم خدمة الهاتف النقال وإنهاء احتكار بتلكو للخدمة ويبدو أنها لاتزال تحتفظ بنسبة تبلغ 90 في المئة من سوق المملكة الصغيرة ولكنها الواعدة، إذ صعدت أرباحها في النصف الأول من العام الجاري إلى نحو 42 مليون دينار وأن المنافسة التي كانت تتخوف منها في البداية ساهمت ليس فقط في دفع أرباحها إلى الصعود وإنما لزيادة عدد زبائنها حتى أن معظم الذين كانوا يتمنون ويحلمون بوجود منافس للشركة لا يزالون متمسكين بها!
وبسبب النجاح الذي تحقق في قطاع الاتصالات من حيث الخدمة الممتازة والأسعار المفضلة والتي هي واحدة من أفضل الأسعار في المنطقة والذي يشكر عليه القائمون على هذه الصناعة، يبدو أننا في حاجة ليس فقط إلى فتح المجال لمثل هذه المنافسة في قطاعات أخرى خصوصا في مجال الكهرباء والماء والتعليم وإنما تشجيع المستثمرين للخوض في هذه القطاعات وإقناعهم بأن المنافسة تكون بيئة صحية في المجتمع وتساعد على نمو النشاط لكي تتمكن المملكة من الحصول على خدمات تفتقر إليها في الوقت الحالي خصوصا في التعليم والكهرباء مع الأخذ في الاعتبار أن البحرين وكما يقول دبلوماسيون واقتصاديون يمكن أن تكون مركزا للتعليم العالي في المنطقة لأن لديها مكونات البيئة الصحية المطلوبة في هذا المجال وحان الوقت لاقتناص الفرص الآن لأنه كلما تأخرنا كلما زادت صعوبة اقتناصها وأن ذلك ينطبق على الكهرباء والماء ولذلك يجب فتح المنافسة أمام الشركات والمستثمرين للعمل بحرية في هذا المجال الواسع بل وتقديم التسهيلات المطلوبة لهم.
غير أنه في بعض المجالات يجب النظر إلى بعض الطلبات بحذر وعدم فتح الباب على مصراعيه لأن ذلك سيضعف من قدرتنا على المنافسة وتقديم أفضل الخدمات وخصوصا أن البحرين لديها نقص في بعض التخصصات مثل الصحافة إذ العمل فيها (إذا تم بإخلاص) يهلك الحرث والنسل
العدد 685 - الأربعاء 21 يوليو 2004م الموافق 03 جمادى الآخرة 1425هـ
