كيف يمكن للمعارضة تحديد بوصلة الحوار مع السلطة، وتكييف الحوار من أجل إنجاح أهدافها؟ الجواب: بالعودة إلى نقطة البداية، ليس للتوقف عندها وإنما للتذكير بها، بغية الدفع لإيجاد تقدم في الحوار، فنقطة البداية عند السلطة هي محاولة إقناع المقاطعين بالمشاركة في انتخابات 6002 بأقل الخسائر في المسألة الدستورية، أما عند المقاطعين، فهي المقاطعة ذاتها لتصحيح الوضع الدستوري الخاطئ، ما يعني أن التصريحات خارج سياق الدفع بالحوار إلى الأمام كما فعل وزير العمل مجيد العلوي، ستقود إلى نقطة البداية عند الطرف الآخر. استدعاء نقطة البداية عند الطرفين يبرز حجم التكافؤ السياسي على مستوى الخيارات السياسية، حتى لو كان الخيار هو الجمود، ما دام المتحرك - وهو الحوار - يضعف التكافؤ السياسي وقواعد اللعبة السياسية، وإذا كان استعداد الحكومة للذهاب إلى نقطة البداية، بعدم تقديم تنازلات في المسألة الدستورية تعويلا على أن هناك من سيشارك أو سيحفز على المشاركة في انتخابات ،6002 فإن نقطة البداية بالنسبة إلى المقاطعين هو عقم التجربة الحالية، واعتبارها مؤشرا على فشل التجارب الأخرى مع وجود خلل في الأدوات الدستورية الحالية وطبيعة التركيبة النيابية التي ستتكرر في المرات المقبلة، فالفشل في صورته الحادة والمتكررة رادع من الوقوف عند نقطة البداية. النصيحة للوزير العلوي أن يترك بالونات الاختبار في تصريحاته، ويسعى إلى إنجاح الحوار مع المقاطعين، فإشارته إلى أن هدف الحوار هو إقناعهم بالمشاركة في انتخابات 6002 من دون حل المسألة الدستورية فيه الكثير من التعالي على واقع الأزمة بين السلطة والمعارضة، فالسلطة بكل ما تملك من إمكانات، والمعارضة بكل ما تملك من نفوذ شعبي، لن يستطيعا القطيعة لثماني سنوات مع وجود حراك سياسي محلي وإقليمي ودولي، والتذكير بنقطة البداية للدفع بالمسائل إلى الأمام، لأنها منطقة تكافؤ على مستوى الجمود والحراك السياسي على حد سواء
إقرأ أيضا لـ "سلمان عبدالحسين"العدد 685 - الأربعاء 21 يوليو 2004م الموافق 03 جمادى الآخرة 1425هـ