العدد 685 - الأربعاء 21 يوليو 2004م الموافق 03 جمادى الآخرة 1425هـ

فلنعمل لإصلاح المؤسسات بسلاح التوثيق واللجان

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

كثيرون هم الذين يعيبون عليّ تفاؤلي... أقرأ في عيون بعضهم اليأس... بعض سقط ضحية الاحباط، وبعض هام على وجهه في قطاع خاص، وآخر راح يبكي وهو يقرأ القانون... كثير من المسئولين يدخلون مؤسساتهم وهم يتأبطون مبدأ تكافؤ الفرص تحت ايديهم. كثيرون هم الذين لعبوا، أكلوا، وراحت بين ايديهم ضحايا اكاديمية وقدرات حق ان يكون لها موقع مرموق بين النجوم. أقول: بعض يرى في تفاؤلي صفة سلبية... نعم أنا متفائل، لا أطلق كلمة التفاؤل في الهواء الطلق وأذهب لأنام على نغمات المكيف، وعندما أرى «مهضوما» أعزف له معزوفة جنائزية. علينا ان نعمل، وألا نقبل بأن يستمر الخطأ. اللعبة لا تحتاج إلى ذكاء ولا إلى عبقرية... كل العملية «خذ القانون واعرف المواد الدستورية، ثم شكل لجنة عمل فاعلة، ثم وثق، ثم طالب». لقد انتهى وقت ذرف الدموع من على المنابر، والقيام بعملية جلد الذات. يجب ان نوثق اسماء من راحوا يعبثون بالبشر إداريا، وكل من تسول له نفسه إلغاء مواطن انطلاقا من العرق أو التوجه الايديولوجي، فأية مؤسسة لن تكون بمنأى عن المساءلة، إذ إن العالم تحوّل الى قرية واحدة. لقد انتهى زمن الهروب والتركيز على قضايا البرقع والهلال، أجيال مازالت تموت يوميا موتا بطيئا بسبب سياسة التهميش، ذاك يقول: اطير بجناحي وهذا بيدي وذاك بعسل. القضية أكبر من ذلك، فالعالم اليوم لا يحترم إلا لغة التوثيق والأرقام. ضعوا أمام اعينكم صورة مانديلا وكيف أسس للوحدة الوطنية... كل العالم يحترمه اليوم لأنه دعا إلى دولة الانسان وليس الى العرق.

أهم أمر ألا نيأس فمازالت هناك فسحة للعمل، إنّا نبحث عن تظاهرة الوثائق إذ يجب ألا نستسلم للوجع، وان نركز على المبادئ، ولاشك ان كل معاند للقانون وللحرية وللشفافية ولمبدأ تكافؤ الفرص سيكون في موقع ضعف. كل يوم تمر عليّ قضايا وقضايا وآلام وآلام، أقول في نفسي: لماذا السكوت ولماذا كل هذا الصمت؟ أين هم المترافعون؟ أين هي الغيرة؟ أين هي الحمية على من يدفعون فاتورة الحزن كل صباح؟ اننا نصرخ للأسف الشديد، ولكن صراخنا لا يكون إلا على عسل تحوّل الى خل، أو على لبن مسكوب. عشرات المحبطين اقول لهم: اعملوا وسيفتح الله لكم رزقه وتوفيقه... لا تسكت عن المسئول الذي يظلمك او يظلم المؤسسة أو الوزارة.... أوصل ألمك، وثّق ظلامة الوطن... تكلم عمن يشارك في ذبح الطاقات او يسرق المؤسسة أو يمارس تسلطا إداريا ضد موظفيه.

لقد انتهى زمن اجترار الآهات وذرف الدموع عبر الصحف أو في المجالس الخاصة، وجاء وقت التوثيق واقامة اللجان ومتابعة الملفات... أهم شيء ان نعمل للوطن... أهم مسألة ان نرصد أي مسئول يقف ضد المشروع الاصلاحي فيسرق المال العام أو يستغل المنصب لصالح أقاربه أو يقتل الطاقات والكوادر ليبقى هو اللاعب في المؤسسة... لا تسكت عن حقك والقانون معك والحرية معك... لقد وفقني الله لأن أوصل ملف الاوقاف الى مكان كبير ليصبح قضية وطنية وكذلك الأمر مع الملفات الأخرى. العمل يجب ان يكون مهنيا لا كلام مجالس أو خطبا رنانة بكائية، فلتكن بكائية ولكن دموعها ارقام وحقائق ووثائق، فبذلك سينتصر لك القانون. ملف الاوقاف يسير نحو اتجاه حسن، وأملنا ان يبدأ الاصلاح ذات يوم. وحتما سيتحقق النجاح كما نجحنا في ملف تثبيت الاطباء وفي ايجاد اسعاف لسترة وفي توظيف عشرات الموظفين، وها هي بوادر انفراج ازمة السفن في قطر ان شاء الله في الطريق... لقد اصبحت ثقافة الارقام صورة آخذة في التشكل... البعثات نشرت بالاسماء العام الماضي والعام الجاري، ونحن على أبواب نشر المرشحين للوظائف الحكومية في ديوان الخدمة المدنية... وأمنيتي من النقابات في القطاع العام والخاص ان توصل لي المشكلات التي يعانيها الموظفون والعمال لندفع باتجاه التصحيح.

إشارات

- ماذا يجري في «جنكل بار»؟ من المسئول؟ ماذا يحدث هنا وهناك؟ ما قصة التنقيط بالورد والتاج، وما قصة انتحار بعض من يجلبن كفنانات فيفاجأن بالـ ...؟! وما قصة مسئول رفيع المستوى بـ ...؟ تلك قصص سنفصح عنها ذات يوم. جنكل بار والمطاعم الوطنية قصة أغرب من الخيال.

- عندما يخالف مدير ما القانون فيدخل في مشروع فاشل منفردا ويتستر على ذلك تعلم أن في القصة شيئا!

- مازلت انتظر رد ديوان الخدمة المدنية عن مدى قانونية ارسال شخص لدراسة الماجستير اذا كان - مثلا - لا يمتلك البكالوريوس.

- هل لوزارة التربية ان تطلع الصحافة على أسماء لجنة تقييم الامتحانات للتوظيف، وما المعايير، وهل تستطيع الوزارة ان تُري المراجع أوراق امتحاناته؟

- ما معايير اعطاء المناصب والترقيات والوظائف في شركة ألبا؟

- ما قصة النادي الذي بقي سنين يعمل بلا رخصة، هل كان القانون عنه في إجازة أم كان المسئول نائما؟

- ما قصة المسئول الذي حوّل قسمه وبقدرة قادر الى أهل وأقارب وأصدقاء؟

- لعبة التذاكر، فري فيزا، والموظفة الاجنبية التي حولت مكان العمل زبونا دائما لزوجها البائع؟

- من وراء تبديل المعادلة التاريخية 7 في قبال واحد... ومن الذي رعى المسرحية، ومن ادى الدور فأصبح مستشارا في مؤسسة أخرى؟... هذه القضايا المتنوعة لمؤسسات مختلفة سيفصح الزمن عنها ذات يوم

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 685 - الأربعاء 21 يوليو 2004م الموافق 03 جمادى الآخرة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً