العدد 685 - الأربعاء 21 يوليو 2004م الموافق 03 جمادى الآخرة 1425هـ

أبل: الكواكبي ذهب إلى مصر بحثا عن المسألة الكبرى

في قراءة نقدية لكتاب طبائع الاستبداد

الجفير - أحمد الصفار 

تحديث: 12 مايو 2017

أشارعبدالعزيز أبل، إلى أن المفكر عبدالرحمن الكواكبي في رحلته إلى مصر، للبحث عن أسباب تخلف الأمة الإسلامية عن نظيراتها في الغرب وجد أن خاصة القوم يبحثون عن المسألة الكبرى، وهي في تقديره جوهر الإستبداد السياسي، والداء الذي عانت منه الأمة في مطلع القرن الماضي. جاء ذلك في المنتدى الفكري الذي نظمه نادي "العروبة" يوم الأحد الماضي، وتطرق فيه أبل، بصورة نقدية لكتاب الكواكبي "طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد"، في إطار حلقة نقاشية حضرها بعض المحللين والنقاد المحليين. وبين أن من أهم أهداف الكواكبي من بحثه عن الإستبداد هو توجيه أنظار الناشئة العربية، لأنه يعتقد بأن تطور الأمة لايمكن أن يحدث مالم يتطور الشباب، فلاشباب للأمة إلا بالشباب. ثم انتقل المحاضر إلى فصل السياسة، التي وصفها المؤلف بأنها "علم واسع جدا ويتفرع إلى فنون، وقلما يوجد إنسان محيط بهذا العلم، وفي كل الأمم المترقية هناك علماء سياسيون يتحدثون بكل فنون السياسة ومباحثها إستفرادا في مدونات". وعن علاقة السياسة بالإستبداد، في هذا الكتاب يقول أبل "يعرف الكواكبي الاستبداد، بأنه التصرف في الشئون المشتركة بمقتضى الهوى، فبالتالي يرى بأن الإدارة في علم السياسة ترتكز على الحكمة، أما في الإستبداد فترتكز على الهوى"، أما من جانب الإستعباد، فيعتقد المفكر الجليل بأن المشكلة تكمن، في الاستعباد السياسي للبشر، وأن الإستعباد يجب أن يبطل بإسترداد الحرية، لأن الأحرار لاينبغي أن يستبد بهم، كما يصف المستبد بأنه متعال، والدواء هو تذليل المتكبرين، أو محاولة معاودتهم إلى تواضعهم، وأن الفدائي هو الشخص الذي يقاوم بالقوة المسلحة. وبعد إنتهائه من إستعراض بعض أجزاء الكتاب، فتح أبل باب الحوار والنقاش للمحللين، الذين اطلعوا عليه مسبقا، وأعد كل منهم ورقته للتباحث حوله، فتحدث يوسف مكي قائلا: "الكتاب يعتبر صرخة جاءت في حال تشظ، وحال هيمنة للاستعمار العثماني، ومحاولة للانقضاض على التركة، الممثلة في العالم العربي، فلا يمكن أن نقرأ الكتاب كنصوص، من دون أن نربطه بمجمل الحراك السياسي والتاريخي والإجتماعي، الذي كان يجري آنذاك". وفي الجانب الآخر تقاطع فيصل شهاب، مع الكواكبي في حديثه عن الإستبداد، فقال "يرى الكواكبي أن الإستبداد في الشرق أهون من الغرب، إلا أني أرى بأن الإستبداد هو الإستبداد في كل مكان، فطبيعة الإنسان إذا لم تكن هناك قوانين وتشريعات ونصوص تحكمه فسيكون مستبدا، وفي الغرب لو لم تكن هناك قوانين ثابتة، ودساتير تحد من سلوك الفرد فإنه سيكون كذلك". بينما فضلت سميرة رجب طرح أسئلة عدة منها "أين نحن الآن من هذا الكتاب، وهذا الفكر الذي طرح قبل 001 عام؟، لماذا تشهد قضية الحرية نكوصا وتراجعا في العالم العربي، على أكثر من صعيد؟، لماذا رجعت المرأة لما بعد الحجاب، وتتعرض لأصناف من العنف والاضطهاد؟، ولماذا نناقش طويلا في مطابع الإستبداد، فيزاد أكثر ما كان. يبدو أن أساس الإستبداد هو أساس فكري، يصبح المفكر أسير فكره لتركة الأصولية غير الحرة، ويبدو أن هذه النقاط تمثل واقع الاستبداد الذي نعيشه، إذا ابتعدنا عن شأن الغرب كما قال الكواكبي، فهل نستطيع الإجابة على هذه الأسئلة بشكل أو بآخر؟". ويضيف إبراهيم الجمعان "الكواكبي تأثر بجمال الدين الأفغاني، والشيخ محمد عبده، الأمر الذي دفعه في إتجاهين، أولهما المقاومة العنيفة التي يتبناها الأفغاني، والإصلاح الذي يتبناه محمد عبده من خلال التعليم، وهو ما انتقل منه بعد ذلك إلى محمد رشيد رضا، ثم إلى البحرين من خلال الكثير من المراسلات، عن ملامح الإستبداد ومقاومة الاستعمار"





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً