لا أحد منا يحلم بمدينة ذهبية، ولا أحد يفكر في ان يعيش في مدينة الشمس أو في بلدة افلاطون، فالمواطن يحلم ببيت ليستر حاله وبمستقبل زاهر لعياله... من يرتزقون من البحر يحلمون بقانون يحفظ رزقهم، ومن يضعون بضائعهم يتمنون ان يرزقوا بتكييف مركزي في السوق المركزي، ومن يعيشون في القرى يطمحون لان تبلط شوارعهم. فالدراز مثالا شبعت شوارعها هضيمة مع أن الفارق بينها وبين البديع شارع، ولكن الفرق بين القريتين كالفرق بين مدينة انجليزية ومدينة مركونة في جنوب السودان...
كنت اتناقش بكل انفتاح مع أحد المسئولين في سياسة التهميش التي انعكست حتى على مستوى الخدمات. قلت له: لماذا المناصب توزع تحت الطاولة؟ لماذا التهميش حتى على مستوى المؤسسات الجديدة؟ خذ مثالا المحكمة الدستورية فوظائفها حتى العادية منها غير شاغرة من دون ذكر وظيفة واحدة في الصحافة... رد المسئول: هناك ازمة ثقة... قلت له: سلمنا بما تقول، ولكن هل يعقل ان امة بأكملها تركب عليها كل هذه المبررات؟ سلمنا بأن هناك ازمة ثقة... ولكن هل المحكمة الدستورية مؤسسة نووية حتى تحتاج إلى ثقات كبار؟ ولو سلمنا بأنها مؤسسة نووية - والمشكلة في الثقة - فما دخل الثقة في شوارع الدراز؟ هل تعديل شوارع الدراز التي تبلغ نسبة القاطنين فيها بالآلاف له مدخلية ايضا، إلا اذا كان تعديل شوارعها سيؤدي إلى وصول ومعرفة اسرار الحرب العالمية الأولى فهذا أمر آخر.
ما دخل الثقة في بقاء منتسبي الكهرباء من دون علاوة خطر. شباب في عمر الزهور يقذفون في أتون الموت... شاب سقط من أعلى وآخرون تنفجر في وجوههم كل لحظة هذه المحطات المهترئة من دون ان يكون لهم تعويض ويبقون سنين يأكلهم الحر وتنقطع عنهم الكهرباء في اية لحظة، لان غالبية المحطات والصناديق الجدارية قديمة اصبحت مثل الافخاخ وكل يوم نسمع عن ضحية... من سيسأل عن هؤلاء لو فقدوا، من سيعوضهم، بل اين هم المسئولون عن ذلك؟
يا سيدي الفاضل، لو كان المترافعون اقوياء لما مشت قضية الكهرباء بسلام فلابد من فتح لجنة تحقيق ولكن... انت تعرف البير وغطاه. يا سيدي، ما دخل عدم الثقة في ان نبقى نحن في جدحفص نحلق كخلية نحل على مركز قديم كمركز جدحفص او مركز البديع؟... ما دخل الثقة في عدم وجود لجنة محايدة لتوزيع مناصب مديرين مساعدين للتربية. ترى هل سيكونون مديرين مساعدين ام انهم سيقودون جيوشا في الحروب؟ نحن في سار شوارعنا غير مبلطة، تعبنا ونحن نقول ولكن آذان الوزارة لا تريد ان تسمع.
ما دخل الثقة فيما يجري من إقصاء في الشركات وفي الوزارات والحال أنها وزارات خدمية؟ هل من الانصاف ان تبقى قرى شارع البديع التي يقطنها مواطنون يفوق عددهم الـ 100 الف نسمة بلا نادٍ نموذجي... اين يلعب هؤلاء الاطفال؟ هل في الكرة ثقة او عدم ثقة، ام ان القضية اصبحت شماعة؟ أليس من حقنا ان نحلم بناد مثل بقية البشر؟ كل القرى الاخرى بها مركز اجتماعي تحت رعاية وزارة العمل الا هذه المنطقة... لماذا لا يوجد فيها مركز للمسنين؟ هل هذه ايضا تنطلي تحت حجة عدم الثقة؟
يوميا تأتيني شكاوى على مديري التوظيف في الوزارات. يا اخي، قلنا لديوان الخدمة المدنية: يا ديوان الخدمة ان كنت تؤمن بالمشروع الاصلاحي فلماذا تصر على ان يكون التوظيف سريا وفي الظلام؟ لماذا لا تنشر الاسماء في الصحافة. وهذا الامر ليس بدعة فكل دول الخليج تنشر الاسماء في الصحافة إلا انتم جعلتم من المؤسسة قلعة محصنة وكل شيء ليس له حضور في الصحافة... وبعد ذلك تأتون لتقولوا: نحن مع الشفافية، ونحن مع الديمقراطية.
قبل يومين جاءني اتصال من مكتب الوزير محمد المطوع عن هذا الموضوع وتم اللقاء يوم الاثنين وذهبت للوزير لأسمع منه وقال انه اخذ يستفسر من الديوان عن الاسباب الكامنة وراء عدم نشر الاسماء. وها نحن في انتظار رد المؤسسة... لان الناس بدأت تسأل وتستفسر في أمر بقاء المؤسسة صامتة طيلة هذه الفترة. حتى قوانين الخدمة المدنية بحاجة إلى إعادة نظر لانها شكلت في مرحلة امن الدولة ونحن نحتاج إلى قوانين واضحة ودقيقة لا تحتمل التفسير، وألا تكون حمالة اوجه ولكي تتماشى مع الديمقراطية. 95 في المئة من الوزارات يتم التوظيف فيها بطريقة غير صحيحة، وأكبر دليل على ذلك الخوف من نشر المعايير والاسماء في الصحافة وهذا الامر يضرب الديمقراطية في مقتل. مساكين بعض النواب فلو كانوا يتقنون فن المساءلة لفتحوا تحقيقا في قضية محطة الحد. محطة الحد وما ادراك ما محطة الحد، وقديما قيل: طارت الطيور بأرزاقها ورزق الله على «السيف».
إشارات
- مسئول في وزارة يحاول ان يجرّ بعض المناقصات للأقارب.
- سؤال ملح: ماذا يحدث داخل اسواق الأمن العام، هل للبرلمان ان يفتح تحقيقا، وما قصة التوظيف التي طرحت في الصحافة؟... نريد اجابة واضحة.
- بعض اصحاب غسل الاموال يستغلون بعض المواطنين لتوقيع عقد زواج صوري مقابل مبالغ لاجل جلب نساء من الخارج لامور غير اخلاقية.
- متى ستتم التوسعة لمركز جدحفص الصحي؟ ومتى سيتم الاعلان عن مركز النخيل؟
- هل سيتم الافراج عن سفن المواطنين في قطر، واين هي وزارة الخارجية من ذلك؟
- يا وزارة التربية، خريجات الخدمة الاجتماعية واللغة العربية ملّوا التسويف فإلى متى الانتظار؟
- المواطنون ينتظرون نشر اسماء المديرين والمديرين المساعدين للتربية في الصحافة، وينتظرون العدل في ذلك والجميع في الانتظار لقراءة الاسماء ومعرفة المعايير؟
- ما قصة التوظيف في السجل السكاني والاحصاء؟
- متى سيثبّت اصحاب العقود المؤقتة في ادارة الاوقاف الجعفرية؟
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 684 - الثلثاء 20 يوليو 2004م الموافق 02 جمادى الآخرة 1425هـ