العدد 684 - الثلثاء 20 يوليو 2004م الموافق 02 جمادى الآخرة 1425هـ

التغلغل الإسرائيلي يكشف الأهداف الصهيونية في العراق

حسين دعسه comments [at] alwasatnews.com

قال المحلل والكاتب الاردني المتخصص في الشئون الفلسطينية نواف الزرو: إن زخم الاخبار والتقارير المتلاحقة المتراكمة كل يوم وكل ساعة عن التغلغل الاسرائيلي الشامل في العراق لم يدع مجالا للشك في أن مثل هذا التغلغل قطع شوطا كبيرا وخطيرا ربما لا تشعر الامة والدول العربية بكارثيته في هذا الوقت.

وينقل الزرو عن المسئولة العسكرية الاميركية السابقة في سجن أبوغريب جانيس كاربينسكي قولها: «إن اسرائيليين شاركوا في التحقيق مع المعتقلين العراقيين». وبحسب مندوب العراق السابق لدى الامم المتحدة محمد الدوري فإن «آلاف العناصر من الموساد الاسرائيلي تعمل في العراق تحت غطاء الشركات الاجنبية»، بينما اكدت صحيفة «جمهوريات» التركية على لسان وزير خارجية تركيا عبدالله غول «وجود عشرات من عملاء المؤسسة الاسرائيلية للاستخبارات والمهمات الخاصة (الموساد) في شمال العراق». في حين تحدث خبير أمني أوروبي عن «تحول العراق الى محطة مركزية من محطات الموساد في المنطقة».

كل ذلك علاوة على جملة لا حصر لها من التقارير التي تتحدث عن حوالي مئة شركة اسرائيلية تغلغلت في العراق تحت تسميات مختلفة.

تحملنا معطيات التغلغل الاسرائيلي الكبير الواسع الموثق في العراق - والآتي اعظم واخطر - لتضعنا امام حقيقة كبيرة خطيرة مرعبة تتعلق بأطلس الاحلام والاهداف الصهيونية، في المنطقة. هذه الحقيقة التي يتعامى عنها كثير من العرب اما عجزا او جهلا او عدم اكتراث... الخ.

فقد اعتبر اقطاب الصهيونية أن «ارض اسرائيل المعلنة»، هي تلك الممتدة من مصادر الليطاني حتى سيناء، ومن الجولان حتى البحر، وخططوا لاستيعاب الملايين من يهود اوروبا الشرقية متقدمين في ذلك بمقولات ونظريات تمثل جوهر الفكر الصهيوني والرؤية الصهيونية، وفي هذا النطاق اكد يسرائيل كولت (أستاذ محاضر في الجامعة العبرية): «أن أرض اسرائيل الصهيونية بحسب النظرية الجغرافية والسياسية تلك الراسخة في الفكر أو الواقع هي ارض إسرائيل الممتدة من مصادر الليطاني حتى سيناء، ومن الجولان حتى البحر، وهي الوطن التاريخي لليهود الذي لا تؤثر فيه الحدود السياسية القابلة للتغير».

كما اكد استاذ الكيمياء في الجامعة العبرية سابقا إسرائيل شاحك هذا المضمون، قائلا: «من الواضح ان السيطرة على الشرق الاوسط بأسره من قبل إسرائيل، هي الهدف الدائم للسياسات الاسرائيلية، وهذه السياسات يشترك فيها داخل المؤسسة الحمائم والصقور على حد سواء،إن الاختلاف يدور حول الوسائل: هل يتم تحقق الاهداف بالحرب، وهل تقوم بها إسرائيل لوحدها ام بالتحالف مع/ ولحساب القوة الاكبر، ام بواسطة السيطرة الاقتصادية».

واضح من المضامين السابقة أن اهداف واطماع الحركة الصهيونية لا تقف عند حدود فلسطين العربية، بل تتجاوزها، كما تشير كتابات كثيرة في الأدبيات الصهيونية، إلى المحيط العربي، ويشدد الزرو في دراسة نشرت في صحيفة «الدستور» الأردنية على أن تلك الاهداف والاطماع لا تقف عند مسألة استكمال «الوطن الصهيوني الكبير»، كما اراده بن غوريون، بل تتعداها الى الهيمنة الشاملة على المنطقة العربية ومنطقة الشرق الاوسط عموما.

لقد توجهت انظار زعماء الحركة الصهيونية والكيان الاسرائيلي ولاتزال نحو المحيط العربي، نحو مياه النيل، ونفط العرب والاسواق العربية. إن تلك الاهداف والاطماع الاستراتيجية التي تشكل ثوابت اساسية لم تتغير حتى الآن، وهي تتجسد كما نعايشها في المخططات والممارسات العدوانية التوسعية الاسرائيلية اليومية في فلسطين والعراق والمنطقة.

استنادا الى مجمل المحاور والركائز والمقولات والنظريات الايديولوجية والسياسية والامنية المذكورة وغيرها، نشأ وتطور وتبلور الفكر السياسي الاسرائيلي الراهن بكل ما ينطوي عليه من سياسات ومواقف ولاءات واطواق تستهدف في المحصلة تكريس واقع الاحتلال والاغتصاب وكذلك المخططات والاطماع الاستراتيجية من جهة اولى، وتستهدف من جهة ثانية تصفية الحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني في كامل ارض فلسطين كما تستهدف من جهة ثالثة تحقيق «الامن الاسرائيلي المطلق» والهيمنة الاسرائيلية علي المنطقة بأسرها، وما العراق بحسب جملة من الوثائق الاسرائيلية الاميركية سوى المحطة الاولى.

ما يقودنا في الخلاصة المكثفة هنا إلى أن نضع خطوطا مشددة تحت اطلس الاحلام والاهداف الصهيونية الذي يحدد مساحة «إسرائيل» - مثلا - بعشرين ضعفا، ويحدد مساحة المياه الاقليمية الاسرائيلية لتشمل - مثلا - قبرص وتكريت وصقلية واجزاء من تونس ومعظم إسبانيا.

وليذكرنا كذلك دائما بمخططاتهم ووثائقهم التي تتحدث عن مساحة هيمنتهم وامتدادهم ما بين النيل وبردى والفرات، ويدعو الزرو بإلحاح إلى أن تتحرك الامة والدول والانظمة والشعوب العربية في مواجهة اطلس الاهداف والاطماع والانتشار الصهيوني في الجسم العربي...؟

العدد 684 - الثلثاء 20 يوليو 2004م الموافق 02 جمادى الآخرة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً