ليس دفاعا عن بعض المقترحات والرغبات وغيرها من المسميات، التي يصفها بعض النواب لدينا بأنها "تتفه" العمل البرلماني، ولكن يجب ألا ننسى أننا أمام التجربة الأولى بكل سلبياتها وإيجابياتها، وخروج عدد قليل من المقترحات التي تنعت بهذا النعت، وسط كم كبير من المقترحات الجادة، يجب ألا يثير كل هذه الحفائظ، فالمجلس نفسه أمام تحديات كبيرة لتثبيت انعكاساته على الشارع الوطني، وعليه أن يتماسك حتى يغدو "كتلة"، لا أن يتحول إلى كتل لجمعيات، وكل يغني على ليلاه. وإذا كانت تجربتنا التي لم تصل بعد إلى السنتين أفرزت بعضا من هذه "التوافه" كما يحلو للبعض تسميتها، فما القول في الجمعية الوطنية الفرنسية "البرلمان" التي احتفلت في التاسع من هذا الشهر بمرور 512 عاما على إنشائها، ومع كل هذا الكم الكبير من الخبرة البرلمانية، والتطور الاجتماعي والسياسي والاقتصادي في فرنسا، والحروب الطاحنة، والحريات العامة المتسعة، يأتي النائب جان ايف هيغون، في هذا العام ،4002 ليدعو إلى منع النساء من ارتداء البنطلونات باعتبارها من ألبسة الرجال التقليدية، استنادا إلى القانون الفرنسي الذي يقول: "على كل امرأة إذا أرادت ارتداء البنطلون بصورة قانونية وشرعية أن تتقدم بطلب رسمي من أقرب مركز للشرطة لها، وبالتالي الحصول على تصريح رسمي يسمح لها بذلك، وإلا فارتداء البنطلونات يمثل خروجا على القانون"؟! إن الانشغال بتفنيد المقترحات التي يرى عدد من النواب أنها تعطل مسيرة المجلس الوطني هنا، وأنها تسبب لهم الحرج أمام الناس والصحافة والمتربصين بالتجربة، يفترض ألا يخرج عن حدوده، وألا يتخذها بعض الكتاب والمنتدين للإشارة إليها في كل شاردة وواردة على أن مثل هذه المقترحات هي "كل" ما تقدم به المجلس، فهذه المقترحات هي من قبيل "الزبد" الذي يذهب جفاء، وإننا في انتظار ما يمكث في الأرض من المقترحات الأكثر عمقا