يتحدث مسئولو التأمين عن ارتفاع مستمر في التأمين على الحياة في دول المنطقة وكذلك التأمين الصحي، ويقولون انهما نواتا النمو في سوق التأمين في منطقة الخليج وشمال إفريقيا، إذ ظلا من دون عناية لمدة طويلة قبل أن تنتبه بعض هذه الشركات، وتقتنص الفرصة وخصوصا في المملكة المغربية التي تعتبر أفضل دولة تعنى بالتأمين على الحياة. وفي المقابل يظل التأمين على المركبات من أصعب وأكثر الصناعات خسارة نتيجة للحوادث اليومية والمميتة في بعض الأحيان بسبب ازدحام الشوارع بالسيارات إضافة إلى السرعة، إذ تقدر بعض الإحصاءات أن السرعة تمثل نحو 40 في المئة من الحوادث القاتلة وخصوصا في دول الخليج العربية، ولذلك فإن شركات التأمين في المنطقة في وضع لا تحسد عليه بعكس الدول المتقدمة، إذ تجني شركات التأمين هناك أرباحا لا بأس بها من التأمين على المركبات، وان الوضع في بعض الشركات آخذ في الانكماش وهذا لا يعني أننا نطالب بكسر ظهور أصحاب المركبات عن طريق زيادة التأمين ولكن لتكن هناك قوانين تحمي كلا من المؤمن والمؤمن عليه.
وبسبب نمو التأمين على الحياة والتأمين الصحي بالإضافة إلى التأمين الإسلامي يبدو أن المجموعة العربية للتأمين بدأت انتهاج استراتيجية جديدة تهدف إلى تقوية مركزها المالي عن طريق بيع حصص في الشركات التي تملكها، والدخول في هذه المجالات الجديدة نتيجة عدم وجود الكوادر التي تقوم بتشغيل هذه الشركات من مقر الشركة في البحرين، بمعنى آخر إن أعمال المجموعة بدأت في الانكماش بدلا من التوسع في تقديم خدمات التأمين على مختلف أوجهه التي كان المسئولون يتحدثون عنها قبل أن تنعكس الأمور وتبدأ الشركة في حساب الخسائر على مدى ثلاثة أعوام متتالية. والآن يبدو أن الشركة بعد أن تخلت عن توفير خدمات التأمين على الطيران توالت الأمور لتتخلى عن بعض حصصها في شركات تابعة لها، وتعتزم تخفيض أو بيع الحصص الباقية لتصبح كأية شركة تأمين أخرى.
ومن ظواهر الأمور في صناعة التأمين يبدو أن اندماج بعض شركات التأمين العاملة في المملكة يبدو أمرٌ ملحٌ حتى تتمكن من الاستمرار نتيجة للمنافسة الشديدة في سوق التأمين في المنطقة، والتركيز على التأمين الإسلامي باعتبار أنه يشكل أعلى نمو بالنسبة لبقية مجالات التأمين الأخرى إذ يبلغ في المتوسط نحو 10 في المئة. أما خفايا هذه الصناعة فالله يعلمها.
ومادامت البحرين ترغب في أن تلعب دورا إقليميا رئيسيا في مجال التأمين، وتستقطب الكثير من الشركات الإقليمية والعالمية فعليها أن تساند وتدعو إلى اندماج بعض الشركات الصغيرة التي لابد أن تكون طعما سائغا في ظل المنافسة الشديدة لحفظ حقوق المساهمين والمؤمّنين، لان البقاء للأقوى والقادر على تلبية المتطلبات، فالقوة لا تقاس بكثرة الشركات بل بقوة المركز المالي لها
العدد 682 - الأحد 18 يوليو 2004م الموافق 30 جمادى الأولى 1425هـ