غوانتنامو وما أدراك ما غوانتنامو، لهيب يصلي أدمغة المعتقلين وإياهم؟ أناس عَرَجَ بهم قادتُهم إلى شفير الهاوية، إلى مصير مازال إلى يومنا هذا مجهولا على رغم سماح القائد الأعلى«أميركا» للمعتقلين بحقهم في المقاضاة أمام محاكم عسكرية بشأن طريقة احتجازهم غير القانونية وغير الشرعية وقتما كانت هجمات سبتمبر/أيلول قناة مرور لذريعة انتهاك حقوق الإنسان وإعلان الحرب ضد الإرهاب لتطلق زفير شحنة كهرومغناطيسية حقنت بها واشنطن بقاع الأرض لأجل البلوغ لغاية بحجة كبح جماح الإرهابيين وعلى رأسهم زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن الذي يتخفى في سفوح جبال وأدغال المناطق القبائلية في أفغانستان وربما باكستان؟
خليج غوانتنامو مصير كل إرهابي تصنفه أميركا في خانة المشتبه في نشاطهم، بدأ يستقبل وفوده خلال الحرب على أفغانستان العام 2001 وتقويض مقاتلي «طالبان» لتضعهم خلف أسوار ذلك المحتجز الذي يقع في كوبا بأميركا اللاتينية ويطلق علية مسمى «x- ray» الذي يرصد ويراقب تحركات السجناء وتصرفاتهم بأجهزة الكترونية تلتقط دبيب النمل على الأرض ويقيد الحرية، وذلك أشبه ما يكون بحيوان يخضع لمراقبة باحث للتعرف على استجابته في قياس ربما شهيق نسبة الأكسجين الداخلة أو مع زغللة العين أثناء النوم؟ وهذا جل ما يصنف في خانة انتهاكات حقوق الإنسان.
كثيرة هي شهادات تسرد مدى التعذيب الذي مارسته السلطات بحق المعتقلين وآخرها شهادة السويدي مهدي غزالي الذي كبل طوال ساعات وحرم من النوم والاتصال بالعالم الخارجي، وأرغم على البقاء في العراء في درجات حرارة مرتفعة طوال 14 ساعة متواصلة وحتى انه تعرض لمحاولات ابتزاز جنسية، إضافة إلى شهادة الإسباني حامد عبدالرحمن احمد الذي أفرج عنه والذي سيرفع دعوى ضد السلطات لممارسة أبشع أنواع التعذيب بحقه.
وبين المساعي الأميركية لتهدئة ضغوط المنظمات الحقوقية بشأن المصير المجهول وغير القانوني الذي كان المعتقلون يعيشونه قبل إعلانها أحقية الطعن... إلى أي مدى سينجح فريق «الإرهابيين» في مواجهة الحليف الأميركي وكسب القضايا المرفوعة ضد طريقة احتجزاهم بالفوز أم بالخسارة أو المصير المجهول كالسابق
إقرأ أيضا لـ "أنور الحايكي"العدد 681 - السبت 17 يوليو 2004م الموافق 29 جمادى الأولى 1425هـ