ليسمح لي القراء الأعزاء إذا لم أستطع أن أرد على كل الإيميلات أو الاتصالات التي تصلني... أنا أعلم أنهم لا يتجشمون عناء الاتصال أو السؤال الا لأنهم يعيشون مشكلات يطمحون إلى أن يجدوا لهم طريقا لحلها. وأنا أقول لهم: سأسعى جاهدا لأن أوصل آلامهم إلى المجتمع وكذلك إلى المسئولين وكلما نجح ملف بعد طول تعب ومشقة تعززت نظريتنا التي ندعو من خلالها إلى تحريك الملفات بصورة مهنية وتوثيقية.
كثيرا من الأمور استطعنا أن نحلها عبر الصحافة... ودعوني أقول لكم إن الصحافة لا تكفي إذا لم يكن هناك فريق عمل يتابع الملفات... يرصد التصريحات، يجمع الأدلة، يرد على أي شخص يعمل على حرف الملف... ذات يوم رشقنا بالحجارة، وألقي الحبر الأسود على ما نطرحه، وقال البعض إن هذا الكاتب يسبح في الخيال ويعطي للناس أقراصا مهدئة... بعض كتاباتنا صلبت على أعواد المشانق في الساحة العامة، لكني قلت كما قال نزار قباني ذات يوم «إن الشتم في العالم العربي دليل على أنك تفوقت ووصلت» لهذا قلنا لن نيأس لأننا ننطلق لقضايا وطنية، نعالجها بواقعية ونوثقها فإذا نجحت سيكون مردودها على الجميع. أعطيكم مثالا، ملف الأوقاف... البعض نصحني قائلا: يا سيد أنصحك بعدم الدخول في عش الدبابير... هذا الملف خطير... أحسست أن هناك من يعمل على التهويل حتى نصاب بالرهاب والخوف والفوبيا من هذا الملف. قلت له: لا عليّ، هذه قضية وطنية وأنا رجل أعمل لأجل ترسيخ المشروع الإصلاحي، فلابد من دخول الإصلاح إلى الأوقاف، وثق أن إصلاح الأوقاف يسعد المصلحين والمؤمنين بالمشروع.
عوتبت هنا وهناك والبعض اتهمني قائلا: إن هذا الرجل يحاول أن ينشر غسيل الشيعة على صفحات الصحف. قلت له: دعك من هذه المغالطات، فالشيعة براء مما ارتُكب في حق الأوقاف. وها هم جميعا يتحالفون معي لحل هذا الملف. عشرات الاتصالات المؤيدة ومئات الإيميلات الداعمة لحل ملف الأوقاف. غدا عندما يتم إصلاح الوقف سيذكرنا الجميع... هناك سننسى تعب الليالي وآلام السهر والكر والفر من محاضرات وندوات وتقارير ومقالات.
الإصلاح في الأوقاف آت لا محالة ومنذ أمد والدولة تفكر في التغيير والتحديث، لهذا يجب أن تكون الإدارة الجديدة نزيهة، واعية تحمل وعيا اقتصاديا وصدقية على الأرض، ونحن سنساعدها عبر الصحافة في توصيل صوتها إلى المجتمع وإلى المسئولين. صحيح أن الملف متعب ومقلق، لكن أعتقد أننا خطونا به خطوات كبيرة نحو التغيير، وصدقوني أيها الاخوة، لولا وجود إصلاح، لما كانت هناك صحافة ولما كتبت في الموضوع.
هكذا تتغير الأمم خطوة خطوة، ويجب أن تفرض وجودك كرقمٍ علمي يناقش ويسأل ويبحث عن الحقيقة... في حال الإصلاح والتحديث نحتاج إلى مظاهرات توثيقية أكثر مما نحتاج إلى مظاهرات جماهيرية. وخطابنا يجب أن يكون علميا. الناس يجب أن تفرض على الخطيب اللغة العلمية، يجب أن تطالبه بألا يتكلم في المطلق والعموميات، عليها أن تلزمه بلغة العصر، لغة الأرقام، لغة الوثائق... وأن يكون خطابه ليس على البركة، وإنما هو خطاب جاء وليد مستشارين وعلماء وفريق عمل.
حتى هذه الأيام وصلتني اتصالات من أطباء... كلماتهم أخجلتني كثيرا، وهنا لا يسعني إلا أن أقدم شكري واعتزازي بهم، وليعتبروا هذه المساحة مساحتهم، يشكون آلامهم فيها، ويوصلون من خلالها كل مشكلاتهم إلى الناس. أشكرهم على حضورهم «الوسط» وأنا بدوري أقدم باقة وردٍ لكل واحدٍ منهم وخصوصا الأخ عيسى مطر، فهو بحق يستحق أن يكون ممثلا عن الأطباء، لما يتمتع به من علم، نزاهة، عمق ونفس طويل... هذه القدرات وهذه الطاقات الكبيرة هي التي سترفع البحرين مستقبلا، ورحم الله الشاعر إذ يقول:
وإذا كــــــانت النفــــــــــوس كـــــــــــبارا
تعبـــــــــت في مرادهــــــــــا الأجســــــــــــام
لست هنا في مقام المدح وما عهد عني أني من مكثريه، ولكن يجب أن نعترف بمثل هذه الطاقات ويجب أن تأخذ فرصتها في الحياة من أجل الإبداع وخدمة الإنسانية.
أعود فأقول: عذري للقراء، إن كنت لا أرد على كل ما يصلني ولكني لن أهمل شيئا، وأشكر كل المتابعين الذين يتابعون معي الملفات الوطنية وكل فريق العمل وكلنا لأجل الوطن نعمل حتى تترسخ الديمقراطية في أجمل صورها.
إشارات:
- وزارة التربية، متى سيتم معادلة شهادة 80 خريجا من خريجي المعهد العالي في مصر؟
- شكر للدولة الشقيقة قطر على الإفراج عن بعض السفن ونتمنى أن تفرج عن بقية سفن المواطنين.
- المنطقة الشمالية تنتظر مشروع مركز شارع النخيل ومستشفى وناديا وحديقة يحق أن نطلق على كل واحد منها مشروعا نموذجيا.
- وزارة الإسكان، والله حرام شوارع الدراز «تفشّل». إلى متى الانتظار؟
- إلى متى سيبقى خريجو الخدمة الاجتماعية والجغرافيا التطبيقية واللغة العربية تتقاذف بهم الأمواج؟
- يجب ألا نقبل بنشر أسماء وصور المعتقلين في الصحافة.
- وزير العمل، متى سيتم قبول شهادة المعهد (الدبلوما الوطنية العليا) في جامعة البحرين؟ الشباب يشكون.
- وزارة الداخلية، متى سيعلن عن الوظائف في الوزارة عبر الصحافة؟
- ديوان الخدمة المدنية... الجمهور ينتظر نشر أسماء المرشحين للوظائف في الوزارات في الصحافة.
- مركز جدحفص الصحي، يحتاج إلى توسعة المختبر... هل يعقل أن تبقى «صندقة» سحب الدم بلا سرير؟ يا ترى من المسئول الذي يقف عقبة دون التوسعة؟ هذا ما سنذكره لاحقا
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 680 - الجمعة 16 يوليو 2004م الموافق 28 جمادى الأولى 1425هـ
