العدد 680 - الجمعة 16 يوليو 2004م الموافق 28 جمادى الأولى 1425هـ

ما المواقف التي يفيد فيها تحديد الوقت لتطوير سلوك الأبناء؟

سلوى المؤيد comments [at] alwasatnews.com

.

هناك بعض المواقف التي يقفها الآباء مع أبنائهم لتعديل سلوكهم ويساعدهم عقاب تحديد الوقت في تطوير سلوك هؤلاء الأبناء.

يقوم الأبناء أحيانا بالمماطلة واختبار آبائهم إذا كان في إمكانهم كسر القواعد التي يضعونها لهم... ولنضرب مثالا على ذلك ونوضح كيفية استخدام الآباء تحديد الوقت للحد من سلوك أبنائهم غير المرغوب فيه.

منى في العاشرة من عمرها قالت لها والدتها ان عليها أداء واجبها المدرسي... لتستطيع أن تخرج مع صديقتها لمشاهدة فيلم كارتوني في السينما. حاولت منى اختبار مدى حزم والدتها في اتخاذ هذا القرار قائلة: «أرجوك يا أمي... سأقوم بأداء واجبي المدرسي بعد أن أذهب إلى السينما»، ردت الأم بحزم وهي تدرك هدف ابنتها: «لقد أنهيت كلامي عن هذا الموضوع... إذا فتحت هذا الموضوع معي مرة أخرى ستقضين عشر الدقائق المقبلة في غرفة نومك... والخيار أتركه لك».

احتجت منى قائلة: «لكن يا أمي أنت غير عادلة لقد سمحت لي بذلك الأسبوع الماضي عندما كان لدينا ضيوف».

لم تهتم أمها بمحاولتها إثنائها عن قرارها فردت عليها بطريقة جادة لا مجال للنقاش فيها: «أراك بعد عشر دقائق عندما تخرجين من غرفتك». وبطريقة تلقائية لأن منى تعلم أن العقاب قد وقع... ذهبت إلى غرفتها... انتهى الموقف بأن خضعت الابنة لقرار أمها بأن تنهي واجبها المدرسي ثم تذهب مع صديقتها إلى السينما.

يمكن استخدام هذه الطريقة أيضا عندما يسيء الطفل سلوكه ويبدي عدم احترام لوالديه. مثال على ذلك لنتمكن من تطبيق هذه الطريقة:

سامي في العاشرة من عمره كان غاضبا لأن والده منعه من استخدام الكمبيوتر ذلك اليوم لأنه لاحظ أنه بدأ ينشغل به عن دروسه وعلاماته بدأت تنخفض... ثار عليه وقال له من دون احترام «انني أكرهك... أنت أكثر الناس بغضا وقسوة... أكرهك» رد عليه والده «عليك أن تكلمني باحترام لا بهذا الأسلوب وأيضا بصوتك العادي أو ستقضي عشر الدقائق المقبلة في غرفتك لا تفعل شيئا... أيهما تختار؟ حدق سامي في والده وتابع صراخه «أكرهك... أكرهك».

رد والده بهدوء «أراك إذن... بعد عشر دقائق... ادخل إلى غرفتك لأني سأضع توقيت الساعة عندما تدخل... وتوجه سامي فورا إلى غرفته طائعا لا خيار أمامه.

تنفع طريقة تحديد الوقت أيضا إذا عاند الطفل في تنظيف مكان طعامه بعد أن يكمله أو إذا كان يلعب بلعبه وترك المكان من دون ترتيب... عندئذٍ تطبق الأم على ابنها هذا العقاب لكي لا يكرره مرة أخرى... أما الأسلوب فهو كما ذكرته في المثالين السابقين، عبارات الأم يجب أن تكون موجزة ومحددة وواضحة وحازمة لا مفر من تنفيذها... ولا تجرح شخصية الطفل وإنما تنصب على سلوكه السلبي.

يمكن للأب والأم أيضا استخدام هذه الطريقة لوقف ثورة الطفل العنيفة وتعليمه التصرف بسلوك هادئ.

لنفترض أن هاني البالغ من العمر خمسة أعوام يريد أن يشاهد التلفزيون أكثر الوقت... وقام والده بتحديد الوقت له لمشاهدته وثار الابن لذلك... لأنه كان يريد أن يشاهد بعد الساعة المحددة له برنامجا مفضلا عنده... لكن والده رفض قائلا: «قوانين البيت أن تشاهد التلفزيون ساعة واحدة... أما بقية الوقت فإن عليك أن تشغله في الرياضة أو اللعب مع أصدقائك» رد هاني محتجا «لكنك لست عادلا معي» قال له والده وهو يحدد له خيارين يختار احدهما «إما أن تقفل التلفزيون... أو تحرم منه غدا أيضا، أيهما تختار؟» تجاهل هاني كلام والده وتابع مشاهدة برنامجه الكرتوني المفضل. أقفل والده بحزم التلفزيون... لكن هاني عاد وفتحه فورا... قام والده بنزع الكهرباء... فألقى هاني نفسه على الأرض وهو يبكي ويرفس الأثاث برجله قائلا: «هذا ليس عدلا... أنت غير عادل... أكرهك» قال الوالد لنفسه «أنا لن أستسلم له». حمل الأب هاني إلى غرفته وقال له: «تستطيع أن تخرج بعد عشر دقائق إذا لم تظل باكيا». لكن هاني استمر يبكي ويئن لكي يخضع له والده بعد أن يفقد صبره معه، لكن الأمر بحسب أوامر والده... وحرم من مشاهدة فيلم الكارتون في اليوم الثاني... وهكذا تم تنفيذ ما أراد والده... وسيتعلم هاني وغيره من الأطفال كيف يلتزمون بالقوانين المفروضة عليهم في البيت والمجتمع عندما يكبرون... منذ الطفولة

إقرأ أيضا لـ "سلوى المؤيد"

العدد 680 - الجمعة 16 يوليو 2004م الموافق 28 جمادى الأولى 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً