«الحرب على العراق غير مبررة» هكذا ببساطة قال رئيس لجنة التحقيق البريطانية في المعلومات الاستخبارية التي ادعت إمكان النظام العراقي السابق برئاسة صدام حسين شن حرب كيماوية وبيولوجية خلال 45 دقيقة وأنه يمتلك أسلحة دمار شامل، اللورد باتلر، وكأنه يقول إنه لم يحدث شيء، مجرد خطأ وحصل! والأدهى من ذلك أنه برأ رئيس الوزراء طوني بلير وكأنه ليست له علاقة بالموضوع، فالخطأ من وجهة نظره وقع فيه رجال المخابرات، وبلير سياسي ليست له علاقة إلا باتخاذ القرار وفقا للمعلومات المتوافرة لديه. وهذا أيضا ما خلصت إليه لجنة التحقيق الأميركية، العراق لا يمتلك أسلحة دمار شامل، ومع ذلك الحرب مبررة! الدولتان العظميان تستخفان بالعالم كله وتشنان حربا على دولة عانى شعبها الأمرّين من طاغوته السابق تحت اسم «التحرير»، فيدمر البلد العتيد ويقتل الآلاف من شعبه، ويدخل العراقيون في الجحيم بعد أن اعتقدوا أنهم خرجوا منه. أميركا وبريطانيا شنتا الحرب وهما تعلمان أن العراق لا يمتلك أسلحة دمار شامل، وما هذا الادعاء إلا ذريعة لتنفيذ حلقة في سلسلة مخططها في المنطقة، السيطرة على خيرات البلد النفطية والمعدنية وإكمال إحكام السيطرة على الشرق الأوسط وبحر قزوين، ودواعي ذلك معروفة.
فاللجان هي مجرد أمور شكلية لمحاولة إكمال اللعبة والضحك على الأغبياء من الشعوب وخصوصا في البلدان التي لا تعلم شعوبها شيئا مما يدور حولها ولا تصدق إلا ما يقوله لها سياسيوها، وخلاصتها تكون أن جميع السياسيين ومسئولي المخابرات يبرأون عن طريقها من جميع جرائمهم، ولا يبقى مذنب إلا العراق وشعبه
إقرأ أيضا لـ "خليل الأسود"العدد 680 - الجمعة 16 يوليو 2004م الموافق 28 جمادى الأولى 1425هـ